أبوظبي (الاتحاد) - شهد مهرجان الشيخ زايد التراثي بنسخته الرابعة زيارة الوفود الدولية المشاركة بالمؤتمر الدولي الأول للتعاون القضائي الدولي الذي تنظمه وزارة العدل، وأبدت الوفود اعجابها الكبير بما شهدته من فعاليات متنوعة في المهرجان، معتبرين أن المهرجان يمثل رسالة واضحة للعالم تبين مدى الأصالة التي تتمتع بها دولة الإمارات وحرصها على مد جسور التواصل بين ماضيها وحاضرها.
وقال المستشار عبد الرحمن مراد البلوشي مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة العدل إن الوفود المشاركة والبالغ عددها 18 وفداً قدموا من دول خليجية وعربية وأوروبية وأميركا أبدوا رغبتهم في زيارة المهرجان خصوصاً العرب الذين سمعوا عنه من خلال وسائل الإعلام المختلفة فيما كان مفاجأة جميلة، كما عبر عنها بقية الوفود من الدول الصديقة لا سيما وأن المهرجان منصة مثلى لتعريفها بتاريخنا تاريخ دولة عصرية استطاعت أن تصل إلى مستويات تنافسية مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.
وأضاف البلوشي “نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نستعرض معهم اليوم البدايات التي تعتبر دلالة على استحالة ما تحقق اليوم من منجزات لولا إرادة القائد المؤسس الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
ويشير البلوشي إلى أن توقيت المهرجان كان فرصة مثالية لاستعراض الموروث الشعبي والحضاري أمام الوفود الشقيقة والصديقة ووضعهم أمام لوحة حياة تبين لهم خطوات البناء والتعمير التي مرت بها الدولة في كافة القطاعات وعلى مستوى البناء والبنية التحتية هم اليوم اطلعوا على الإمارات من خلال ما شاهدوه في العاصمة أبوظبي وفي دبي وبقية الإمارات واليوم ومن بوابة المهرجان اطلعوا على مراحل البناء ولابد أن ما شاهدوه اشعرهم بالإعجاب وكذلك اطلعوا على الأداء بالنسبة للأفراد من خلال ما استعرض في المؤتمر وهنا نقول إن الإمارات حققت قفزة نوعية شملت كافة القطاعات.
وقال زكريا الأنصاري وكيل وزارة العدل للشؤون القانونية بدولة الكويت “حضرنا إلى الوثبة ونحن لا نملك المعلومات الكافية حول طبيعة المنطقة التي سنزورها لكننا لم نكن نتوقع أن تكون بهذا المستوى مهما وصفت لنا، لقد شهدنا لوحات جميلة تشاركت فيها كافة القطاعات من شركات ومؤسسات حكومية ومنظمين للمهرجان الكل يعملون من أجل هدف واحد وهو احياء تجمع تراثي تاريخي يبين ما كانت عليه دولة الإمارات منذ انطلاقتها وكم العمل الذي تطلبه كل ما نشاهده اليوم من منجزات وفي وقت قياسي.
وأضاف الأنصاري: نبارك لدولة الإمارات قيادة وشعباً هذا المنجز العظيم في مناحٍ مختلفة كما نبارك لقيادتها الرشيدة ذلك الربط بين الماضي والحاضر باعتبار الماضي الركيزة الأساسية لتحقيق أي إنجازات، كما نقف اليوم على حقيقة أن ما قدمه المرحوم بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من جهود مخلصة حقيقة كانت ثمرتها الإمارات التي نشاهدها اليوم بصورتها الناصعة.
من جهته قال أحمد إبراهيم اليوسف مدير عام الإدارة العامة للتعاون الدولي بوزارة العدل المملكة العربية السعودية: المنظر يتجاوز حدود الوصف ويغير الصورة النمطية عن دولة الإمارات العربية المتحدة لا سيما واننا اطلعنا في البداية على منصة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وذهلنا بهذا الجهد المبذول في قطاع الزراعة في الوقت الذي كنا نعتقد أن الإمارات أبعد مما يكون عن قطاع الزراعة غير أن ما استعرضناه في هذا الجانب كان مذهلا من حيث حجم الزراعة التي تتوافر والمزارع وكذلك الإمكانات والبحوث والدراسات التي تبذل من أجل الارتقاء بهذا القطاع وإيجاد منتج محلي على مواصفات عالية من الجودة، واعجبت بتوجه الإمارات الى الاستعانة بالخبرات الدولية المتطورة في هذا الجانب.
وحول العروض التراثية اشار إلى ان منصة المركز الوطني للوثائق والبحوث يحوي ثروة معلوماتية للباحثين عن تاريخ الإمارات منذ مرحلة التأسيس وهم هنا أبدعوا في عملية التوثيق والأرشفة باستخدام الموجودات في هذا الجانب وحفظها وعرضها بأسلوب يضمن استدامتها وفي ذات الوقت استفادت الأجيال والباحثون من هذا الكم الكبير من الصور والوثائق.
وحول العروض التراثية أكد اليوسف أن ما نشاهده من لوحات تراثية رسالة هامة للشباب كي يعي حجم التعب الذي عاناه الآباء والأجداد في مرحلة التأسيس وبالتالي الحفاظ على هذا الموروث والحفاظ على المكتسبات وصيانتها وجعلها ركيزة قوية لتحقيق التطور والنماء.
بدوره قال الدكتور يحيى أحمد الخزان رئيس دائرة المؤتمرات والتعاون الدولية بوزارة العدل للجمهورية اليمنية، عندما نقف أمام هذا المشهد نستحضر ذاك القائد العظيم المؤسس حكيم العرب المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونقف احتراماً لإرادة رجل سعى جاهداً ليسعد الإنسان وتولى المهام بهمة واقتدار، نقف اليوم نشاهد هذه اللوحة الوثائقية التي تصور مراحل التنمية التي شهدتها دولة الإمارات الشقيقة مبعث فخر الدول العربية.
وحول الأرشفة والتوثيق التي اطلع عليها الخزان قال نجد إن المركز حقق نقلة نوعية في النظم والوسائل المتبعة في الأشضفة والتوثيق حتى اننا يمكننا الجزم بأنه أصبح مركزاً رائداً على مستوى المنطقة العربية، كما أنه يوفر مادة خصبة للباحثين وشباب الإمارات للاطلاع على تاريخ هذه الدولة المشرق.
وأضاف الخزان: شاهدنا في الإمارات الدولة النموذج في الانفتاح على الآخر أمثلة حية على تعايش الشعوب بمختلف أجناسها وأعراقها وذلك دلالة على أنهم تطبعوا بنظام دولة قائم على التسامح واحترام الآخر والانصراف تماماً إلى البناء وتعمير الأرض وتحقيق السبق في المجالات العلمية والمجالات التي من شأنها تحقيق الرفاهة للإنسان.
وأكد الخزان استمرار الازدهار والنماء في الدولة الإمارات العربية بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، متمنيا أن تحذو الدول العربية حذو الإمارات.
وأبدى عيسى بن سالم البراشدي مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة العدل سلطنة عمان إعجابه الكبير بما شهده بمهرجان الشيخ زايد التراثي وأكد أن المشاهدات تثير الإعجاب لدى أي زائر للمهرجان، مؤكداً ان ذلك مبعث فخر لكل شعوب المنطقة لافتاً إلى أن التعاون الواضح في المهرجان كان سبباً في إنجاحه، مشيراً إلى أن ذلك يبدو واضحا في حسن التنظيم والتنوع والشمولية.
وقال أشعر انني هنا اقف أمام إمارات الماضي إمارات البدايات صورة متكاملة تلزمنا توجيه الشكر للمنظمين متمنين أن تستمر وأن تطول مدة التواجد لا سيما وأنها تملك موجودات كفيلة بإنجاح الفعالية.
وتمنى البراشدي لدولة الإمارات المزيد من التطور والتقدم باعتبارها دولة جارة وشقيقة ومصدر فخر لكافة دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال المستشار عبد الله الكيلاني من جامعة الدول العربية إنه من الرائع أن تجد هذا الاهتمام الهائل في الموروث وإعطاء الأصالة حقها باعتبارها ركيزة للمستقبل. ونجد هذا واضحا في تصريحات عدة للمرحوم بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ركز كثيراً على أهمية الاحتفاظ بالماضي والرجوع له لأنه وبلغة الحكيم يعلم تماماً تأثير ذلك على الأجيال ودفعهم للحفاظ على المكتسبات والعمل بروح مثابره طامحة لا تعرف المستحيل.
وقال رالف مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة العدل الألمانية تعليقاً على ما شاهده بالمركز الوطني للوثائق والبحوث” أن العرض مشوق مبهج ومحفز للكثيرين، وأضاف: إننا نشاهد صوراً حية على حقب زمنية متفاوتة، كما نطلع على الصعاب التي واجهت المؤسس لهذه الدولة والتي كان من الواضح أنها غير عادية غير أن الإرادة جعلتها ممكنة وذلك يبدو عندما نزور أبوظبي ودبي وبقية دول الإمارات.
وبدورها أكدت جيزينا من وزارة الخارجية الألمانية دهشتها أمام ما تحظى به في الإمارات من حفاوة بالغة واهتمام غير عاديين هي والوفود المشاركة في المؤتمر وربما وأنها من خلال زيارتها للمهرجان عرفت لماذا هذا التميز في إكرام الضيف والاحتفاء به إلى هذا الحد، فهو يعكس الأصالة العريقة التي تتمتع بها دولة الإمارات.
ومن جهته قال جيفري اولسونا مسؤول بوزارة العدل الولايات المتحدة الأميركية أنه زار الإمارات العربية المتحدة منذ 4 سنوات مضت وهو بزيارته اليوم يتعجب كثيراُ للمستوى العالي لوتيرة البناء التي تشهدها الدولة، لأن الكثير من المناظر وكثيرا من العمران قام خلال 4 سنوات، غير أنه عرف اليوم السبب في هذا البناء وهذا الكم من التطلع للتطور والنماء عندما شاهد معرض “ذاكرة وطن” واطلع على الإمارات منذ 42 سنة وكيف أصبحت بعد هذه الفترة الوجيزة مقارنة بما حققته.
وأكد جيفري أن معرضا من هذا النوع يضع الأجيال أمام حقيقة أن مسؤوليتهم كبيرة في الحفاظ على المكتسبات وكذلك الاستمرار في البناء لأنه لا مجال للتقاعس مع سقف الطموح العالي الذي زرعه المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس أبنائه شعب الإمارات.
عدد اليوم
