الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الفضائيات شريك في نشر الشعوذة

العلماء: الفضائيات شريك في نشر الشعوذة
25 ديسمبر 2015 00:13
حسام محمد (القاهرة) على خلفية آيات من القرآن الكريم.. انتشرت مؤخراً مئات الإعلانات في عشرات القنوات العربية تروج إعلانات من أمثلة قراءة الطالع من أجل التنبؤ بالمستقبل أو إعداد الأحجبة التي تحصن مما تصفه القنوات بالأعمال السفلية أو فك الأعمال وجلب الحبيب وإعادة المطلقة وتزويج العانسات وجلب العريس.. إضافة إلى شفاء المرضى أياً كان مرضهم وهكذا يزعم أصحاب تلك الإعلانات قدرتهم على حل مختلف المشكلات والأمراض التي يعاني منها الناس كل هذا بزعم أنهم يجيدون إيجاد تلك الحلول من القرآن والسنة النبوية المطهرة وبالطبع يلجأ المرضى وأصحاب الحاجات لهؤلاء الدجالين والنصابين ليدخلوا في دائرة مغلقة من النصب التي لا يستطيعون الفكاك منها بعد أن ينجح الدجال في السيطرة على أذهانهم وعلي جيوبهم. تجربة حية أجرت «الاتحاد» اتصالاً هاتفياً بأحد الأشخاص الذي انتشرت إعلاناته بكثافة في الفترة الأخيرة عبر فضائيات عدة وفوجئنا بأن من يرد على هاتفه شخص آخر يقول إنه المساعد الشخصي له وعندما أخبرته بأن لدي شقيقاً يعيش في خلافات دائمة مع زوجته وأصبح يكرهها بشدة من دون سبب قال إن علينا أن نقوم بتحويل 100 دولار على رقم حساب حدده في أحد البنوك الأجنبية وبعدها سيقوم الشيخ بنفسه بالرد علينا وإرسال حجاب يعيد المحبة بين شقيقي وزوجته في رسالة على عنواني. اتصلنا برقم يخص شخصاً آخر قال إنه قادر على تزويج العانس خلال أسبوعين على أقصي تقدير وعندما أبلغته أن لدي زميلة في العمل تتعرض لفسخ خطبتها دوماً قبل إتمام الزواج بأيام قليلة وتبحث عن الحل طلب تحويل رقم كارت شحن مصري فئة 200 جنيه - «25 دولار تقريباً» - وبعدها سيرسل الحل على منزلنا وكان من الواضح أن كل هؤلاء الدجالين والنصابين يستخدمون أسلوباً واحداً في ابتزاز ضحاياهم الذين ينتمون لمختلف الشرائح الاجتماعية لدرجة أن الدراسات أثبتت أن المتعلمين ضمن الفئات الأكثر تردداً على هؤلاء الدجالين، ولم يقتصر عمل المشعوذ على ذلك، بل امتد لتصبح تجارة. الخداع ويقول الدكتور محمد أبو هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: المتابع للفضائيات أيضاً سيجد إعلانات الدجل والشعوذة التي تستخدم آيات كريمة وأحاديث لخداع البسطاء والمتعلمين الذين أعيتهم المشكلات أو الأمراض الاجتماعية ولم يجدوا حلاً فلجأوا للدجل فظهرت موجة كبيرة من إعلانات المشعوذين التي تملأ القنوات بدعايات ضخمة والسؤال كيف مرت تلك الإعلانات وكيف وافقت عليها الجهات الرقابية، خاصة أنها تروج صراحة للدجل والشعوذة، وأحذر كل من له علاقة بنشر تلك الإعلانات التي تخدع الناس وتدخلهم في طريق الضلال بأنهم آثمون وسيتحملون وزر صمتهم باعتباره موافقة ضمنية على خداع الناس بالباطل. ويضيف: لا بد أن تبذل الجهات الرسمية في بلادنا كل جهدها لوقف تلك الإعلانات حماية للعقل الإسلامي الذي يعمل الدجالون على تغييبه ولا بد أن يعلم الجميع أن المسؤولين عن الجهات الرقابية، وكذلك من يذهب إلى السحرة ويعتقد بهم، أو يشارك في كل هؤلاء شركاء للدجالين في جريمتهم وفي الإثم لما يترتب على أعمالهم من ضرر نفسي وبدني ومالي ولا بد أن يعي كل مسلم أن من الأمور المسلم بها في الشريعة الإسلامية أنه لا يملك النفع والضر إلا الله سبحانه وتعالى وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: «يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف»، كما انه من جمله صحة إيمان المسلم ألا يشرك مع الله أحدا غيره في منحة بالخير أو ابتلائه بالضر. فكر خرافي الدكتور أسامة العبد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر يطالب وسائل الإعلام وخصوصاً الفضائيات بأن تتقي الله في المجتمعات المسلمة. ويشير: حل تلك المشكلة في التزام الإعلام بمواثيق الشرف الإعلامية والتوقف عن عرض تلك الإعلانات أو استضافة هؤلاء الدجالين واستغلال شاشات الفضائيات في عرض مشكلات الناس على المتخصصين كل في مجاله، وقتها سيجد الناس الحلول التي تتوافق مع الشريعة من دون أن يتعرضوا للنصب والاحتيال، وفي الوقت نفسه سيكون أصحاب الفضائيات وغيرهم قد احترموا عقل المشاهد فيثيبهم الله ويمنحهم الرزق الحلال الطيب بدلاً من الخبيث الذي يحصلون عليه اليوم من الدجالين، وعلى الجانب الآخر على الدول المسلمة دعم المواطنين بالخطاب الديني المستنير للتوعية بصحيح الدين وتعليمهم كيفية مواجهة الابتلاءات والمصائب، بالإضافة إلى غياب فكرة التنمية من الخطاب الديني، وهو ما أسس لهذا الفكر الخرافي والذي جعل الناس لا يجدون من يلجأون إليه سوى الدجالين وبائعي الوهم أمثال هؤلاء النصابين، ففي حديث عن الرسول صل الله عليه وسلم قال: «من آتي عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد وان لم يصدقه لا تقبل منه صلاة أربعين ليلة»، فمن فعل ذلك فعليه أن يتوب وأن يندم على ما فعله، وأن يعود إلى الله ويعزم على أن لا يعود لتلك المعصية. تفعيل القانون الدكتورة إلهام شاهين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر تطالب من جانبها بتفعيل القانون في مواجهة الدجالين وأصحاب الفضائيات الذين يروجون لهم، فالطرفان مسؤولان جنائياً عن خداع الناس ومثلما يجرم المجتمع من يمتهن الطب أو الهندسة من دون ترخيص أو يرتدي زي الضابط من دون ترخيص، حيث يتهمهم المجتمع بانتحال الصفة، فلا بد أن نعاقب الدجالين ومن يروج لهم بالتهمة نفسها، فهم ينتحلون صفة المعالج والطبيب فليس هناك دولة إسلامية واحدة تمنح تراخيص للدجالين، وكل ما يروج له النصابون وأتباعهم من شهادات هو نصب يخدعون به الناس. تضيف د. شاهين: لابد أيضاً من تفعيل الرقابة على وسائل الإعلام وما تقدمه من مضامين، ويجب معاقبة من يخالف ميثاق الشرف الإعلامي بانتهاك حق الجمهور في المعرفة من أجل تضليل الناس، فلا بد من وضع عقوبات على من يروج لدجال، وفي حالة التكرار يتم غلق القناة وسحب الترخيص، لأنها تروج للخرافات التي تساهم في ترسيخ مفاهيم الدجل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©