كانت الفترة الممتدة من 19-27 أكتوبر1979 من الأيام المجيدة في تاريخ هذا الوطن، حيث شهدت تدفق جموع المواطنين من مختلف مناطق الدولة في مسيرات شعبية باتجاه قصر المشرف بأبوظبي حيث كانت تنعقد اجتماعات المجلس الأعلى للاتحاد. وكان من أبرز الموضوعات على جدول أعماله المذكرة المشتركة للمجلس الوطني الاتحادي ومجلس الوزراء الخاصة بخطة التنمية الشاملة لمشروعات الدولة في مختلف المجالات. كانت تلك المسيرات المطالبة بتعزير وتوطيد أركان الدولة الاتحادية، بمثابة إجماع شعبي على نهج الاتحاد وقيادة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. والذي خرج للجموع المحتشدة أمام القصر ليتحدث إليها مطمئناً إياها بأن المسيرة ماضية في طريقها نحو توطيد أركان الاتحاد من أجل خير الوطن والمواطنين.
وخاطب زايد - رحمه الله- جموع المواطنين المحتشدين بكلمات حملت مقولته الشهيرة بأن “البناء سيستمر في طريقه، كما ستستمر تقوية هذا البناء، وأن جميع الإخوة حريصون مثل حرصنا، والمصير واحد، ولا مصير لإمارة ومصير آخر لإمارة أخرى، ولا مصير لفرد ومصير آخر للآخرين. إن المصير واحد والحرص واحد، والمصلحة واحدة والسعادة واحدة”. وقال طيب الله ثراه “إننا في عملنا لا نريد إلا مجد أبنائنا وإخواننا وأجيالنا القادمة، وأن يفخروا بما عملنا. كما نريد أن تكون الأشياء مخططا لها ومرسومة لكل من يأتي من بعدنا، ويرث ما عملنا، ليجد الطريق ويستمر فيه”.
عدد اليوم
