الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطار الدمج والاستحواذ بين الشركات يغادر الشرق الأوسط

قطار الدمج والاستحواذ بين الشركات يغادر الشرق الأوسط
24 ديسمبر 2015 22:17
دبي (رويترز) تمر طفرة الدمج والاستحواذ العالمية مرور الكرام في الشرق الأوسط، حيث الصفقات الإقليمية معطلة، بسبب تشبث البائعين بالتقييمات على الرغم من انحدار سعر النفط. وفي حين دفعت سلسلة من الصفقات الضخمة حجم الدمج والاستحواذ العالمي في 2015 إلى مستوى قياسي بلغ 4.6 تريليون دولار، فإن إجمالي صفقات الشرق الأوسط لم يتجاوز 12.68 مليار دولار على مدار العام حتى السابع من ديسمبر الجاري، وفقاً لبيانات «تومسون رويترز». وبهذا يصبح العام هو الأبطأ من حيث القيمة منذ 2011، ويتجه لأن يصبح الأدنى من حيث عدد الصفقات الفعلية منذ 2007. ويأتي التراجع إثر فترة نشاط عندما دفع النمو الاقتصادي - بفضل الإنفاق الحكومي السخي ونسبة الشبان المرتفعة بين السكان - سوق الاستثمار المباشر في المنطقة ورفع التقييمات، ولاسيما في قطاعات المنتجات الاستهلاكية والرعاية الصحية والتعليم. لكن التقييمات التي يطلبها البائعون بعد أن غذى ذلك الازدهار توقعاتهم ما زالت تحلق في عنان السماء، على الرغم من الظلال التي يلقيها تراجع النفط إلى أدنى مستوى في 11 عاماً على توقعات النمو في المنطقة. وقال ريتشارد دالاس، العضو المنتدب لشركة جلف كابيتال: «لا أعتقد أن توقعات البائعين تغيرت على الإطلاق تجاوباً مع أسعار النفط»، مشيراً إلى أنه «كما في أي سوق عقارية، فإن المرحلة الأولى للتصحيح هي فترة من انعدام السيولة». وقارن مصدر في القطاع فجوة التقييمات بين البائعين من القطاع الخاص والأسواق العامة في ظل تراجع معظم بورصات الأسهم الخليجية نحو 15% هذا العام. وأحد أسباب تردد البائعين المحتملين في تقديم تنازلات هو أن شركات عدة مملوكة للعائلات التي كثيراً ما تكون مرتبطة ارتباطاً عاطفياً بأملاكها. وفي حالات أخرى لا يرغب البائعون في الرضوخ لتغير الأوضاع الاقتصادية، بعد أن وعدهم المستشارون المتنافسون على تقديم خدماتهم بتقييمات عالية. وقال مصطفى عبد الودود، من مجموعة أبراج التي تركز على الأسواق الناشئة: «إنه نقاش خاطئ أن تحاول ضبط السعر مقدما لينتهي بك الأمر مع الشريك الخطأ أو من دون صفقة. والنتيجة أن إتمام الصفقات يستغرق وقتاً طويلاً، بسبب السجال الدائر بين المشترين والبائعين للتوصل إلى سعر مقبول من الطرفين أو أنها تفشل ببساطة». ويعد بيع شركة «دنيا للتمويل» أحد الأمثلة على ذلك، حيث أشارت المصادر إلى أن الاهتمام الأولي في شركة تمويل المستهلكين في أغسطس الماضي تلاشى بعد أن أدت توقعات البائعين للسعر إلى عزوف المشترين المحتملين. وعلى نحو مماثل، واجه العرض المشترك المقدم من كيه.كيه.آر وفجر كابيتال، ومقرها دبي لشراء 25 % في مجموعة أزاديا، صعوبات، بسبب عدم الاتفاق على التقييمات بين المشترين والمجموعة العائلية التي تملك شركة التجزئة الأوسطية. وفي حين بدأ الشرق الأوسط يستفيد من دخول شركات الاستثمار المباشر العالمية التي تستهدف الصفقات الكبيرة، فإن تلك العمليات تظل نادرة. ويقل حجم معظم الصفقات عن 200 مليون دولار، وتقتصر على أطراف محلية. لكن الصورة ليست حالكة السواد، فالنمو السكاني يجعل قطاعات آمنة نسبياً، مثل الأغذية والمشروبات والرعاية الصحية مغرية. وهناك عامل آخر يدعو إلى التفاؤل، ويتمثل في مناخ عدم التيقن الاقتصادي الذي حدا ببعض الشركات إلى البدء في إجراء محادثات مع المستشارين بخصوص سبل تدبير السيولة عن طريق بيع الأصول. وقال رايموند هيرلي، متخصص صفقات الخدمات المالية في بي.دبليو.ٍسي للخدمات المتخصصة: «نتلقى استفسارات عدة من المجموعات العائلية التي يدرس الكثير منها قرارات استراتيجية صعبة، ويبحث إمكانية القيام بصفقات للدمج والاستحواذ والتخارج من استثمارات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©