الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تهميش «العربية»

23 ديسمبر 2014 23:54
في ظل التهميش الذي تعانيه اللغة العربية من أبنائها، مازال الأمل معقوداً على الصحف «الورقية» اليومية التي تصدر باللغة العربية الفصحى التي تلعب دوراً أساسياً مهماً في الحفاظ على اللغة العربية، على اختلاف مستوياتها، فهي على الأقل تُبقي على الذائقة لدى القارئ باتجاه الفصحى، في غياب أو قلة القنوات التلفزيونية التي تتحدث بالفصحى، والتي لم نعد نسمع بها إلا فيما ندر في نشرات الأخبار أحياناً، ليس هذا فحسب، بل إن هذه القنوات التلفزيونية بما تبثه من برامج باللغة العامية المبتذلة، تهبط بالذائقة الفنية للمستمع العربي، وللأسف شعبية هذه البرامج في سلاسل (ستارية أكاديمية) دليل على نجاحها (جماهيرياً)، ويبدو أننا نعيش أزمة حقيقية في الذوق العام كلياً، وليس في تذوق اللغة العربية فقط، فقد لعب هذا الضخ الهائل من الأغاني والأعمال الفنية ذات المستوى الهابط جداً في اللغة وغير اللغة دوراً سلبياً، وليست لهذه اللغة المقدمة هوية فلا هي فصحى ولا عامية، فالعامية أحياناً تكون مقبولة إذا كانت في إطار محليتها الصحيحة، وأقصد هنا اللهجة الخاصة بكل مجتمع، فمن المسلسلات المصرية، والسورية، والخليجية، باللهجات المحلية لكل منها، ما يستحق «المشاهدة والتقدير» ما دام في إطار القيم والأخلاق العامة، وما دام يناقش القضايا الخاصة بكل مجتمع، بجدية واحترام لذوق وعقل المشاهد.. أما هذه البرامج السطحية، والتسطيحية فلا شك في أنها تلعب دوراً سلبياً في هبوط الذائقة الفنية، وجيل هذا اليوم لا يحسد أولاً على ما يبث له ولا يلام على تفاعله مع هذه البرامج؛ لأنه يعاني فراغاً معرفياً، وثقافياً، وفنياً. أبناء هذا الجيل محاصرون بهذا الكم الهائل من التسطيح في الثقافة، وعلى الرغم من ارتفاع مستواهم المعرفي التكنولوجي، إلا أنهم غارقون في وحل (الفضائحيات الهابطة المبتذلة). إسماعيل محمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©