الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جلسة أدبية ترصد علاقة الإنسان بالصقور وفن الصيد

جلسة أدبية ترصد علاقة الإنسان بالصقور وفن الصيد
11 ديسمبر 2013 23:31
فاطمة عطفة (أبوظبي)- لم يعد اهتمام مراكز البحث والثقافة في الغرب مقتصرا على الشعر العربي الفصيح وحده، إنما أخذت الدائرة تتسع لتشمل الشعر المكتوب باللغة المحكية، والشعر النبطي يقف في طليعة هذا الفن العريق الذي يمتاز بمكانة كبيرة في دولة الإمارات، وكان للشيخ زايد رحمه الله شغف خاص بهذا الشعر وجماله وقدرته على التعبير عن قضايا كثيرة، ومنها رياضة الفروسية والصيد والصقور. وحول أهمية هذا الشعر نظمت جامعة نيويورك ـ أبوظبي ـ مساء أمس الأول في فندق الإنتركونتننتال جلسة أدبية شارك فيها كل من جيمس مونتجومري أستاذ كرسي السير توماس أدامز للغة العربية، جامعة كمبريدج، ومايكل كويرسون مترجم من فريق عمل المكتبة العربية أستاذ الجامعة العربية جامعة كاليفورينا، مع محمد الهاشمي، وشخبوط سعيد الكعبي، عبدالله الحسام وهم من بعثة الشيخ محمد بن زايد للطلاب المتفوقين في جامعة نيويورك. بدأت الجلسة مع جيمس بكلمة تحدث فيها عن إحدى قصائدة الشيخ زايد التي تصف الصقور الصغيرة في الصيد، ويبين أنه اكتشف هذه القصيدة عندما زار مستشفى الصقور واطلع على العناية بهذه الطيور ومعالجتها وتنظيف أظافرها، كما أشار المحاضر إلى اهتمام أبوظبي وشغفها برياضة الصقارة، كما أوضح مدى انتشار القصائد التي تحكي عن الصيد بالصقور وتصف هذه الرياضة الجميلة. ثم قدم المحاضر لمحة عن شعر الصيد العربي، بداية من العصر العباسي. والصيد الذي مارسه العباسيون، وأورد بعض أسماء الطرائد والطيور ومنها البط بتنوع أسمائه وكلاب الصيد كالسلوقي. وأولى المحاضر اهتمامه بالشعر الذي قيل بهذه الحيوانات، وكيف كان الشعر وسيطا ذكيا للتعبير عن الروابط الفريدة التي تمتد في الغالب بين الإنسان والحيوان. وقد تضمنت المحاضرة أيضا إلقاء عدد من أشعار الصيد باللغة العربية، وتم ترجمتها باللغة الإنجليزية، قرأ محمد الهاشمي قصيدة كلاسيكية من شعر للشيخ زايد رحمه الله تقول أبياتها: ياطير وضبتك بتدريب أبغي أصاوع بك هدادي لي طارن ((الربد)) المهاريب لي ذايرات من العوادي القفلهن عساك ماتخيب واقصد لقايدهن عنادي خمه براسه خمت الذيب وعليك ما ظنيه بادي وخل الهبوب تروح وتييب ريش شعيعقب المصادي واللي سبق طيره بلا طيب بيتم في حزنه ينادي وان ماضوى ودوله الجيب تزهاب والطبخة عنادي ثم استمع الحضور إلى قصائد لابن المعتز يصف فيها الصيد والطيور، وقد قرأ هذه القصائد كل من: قطب الديب من جامعة نيويورك، مايكل كويرسون، وعبدالله الحسام، وشخبوط سعيد الكعبي، وكانت القصائد كلها تحكي عن علاقة الإنسان بالحيوانات ورحلات الصيد. وبعد انتهاء الندوة التي جرى فيها الكثير من طرح الأسئلة حول اهتمام جيمس بمثل هذه الأشعار وترجمتها إلى الإنجليزية، وقد أوضح ذلك قائلا: “لكي تفهم العربية عليك أن تفهم الكلمات، أنا عدت إلى القواميس والكتب الكبرى ووجدت أن الطير حظي بأهمية من أيام العباسيين جمعت أكثر من 200 قصيدة من القرنين التاسع والعاشر الميلادي، واحدة منها عن “لعبة الطبطبات”، و”العناكب”، قصيدة عن “الصقور”، 17 قصيدة عن الشاهين، وهناك قصيدة عن صقر الجير وقصيدتان عن العقاب، وقصيدتان عن الكلاب السلوقية، ثم جرى عرض لوحة من المخطوطة المملوكية في الصين وقد كتبت فيها قصيدة حول كلب هجين يتابع طريقه بالرائحة، هناك قصائد عن الفهد والمها العربي، الغزال البطة البرية، والأوز ذات الصدر الأحمر الذي أصبح نادرا. وتحدث المحاضر عن الخليفة الأمين واهتمامه بالصيد، وكذلك الشيخ زايد، وعن ابن المعتز الذي كان يجمع الناس حوله ليلقي شعرا بالطيور والطرائد، وقد بدأ جيمس مشروعه الأدبي منذ اربعة سنوات وهو مستمر في ترجمته من لغته العربية المحكية إلى الإنجليزية. وفي لقاء مع عبدالله الحسام خريج أكاديمية الشعر بأبوظبي قال “خطوة جميلة ورائعة أن يرى شخص جاء من أقاصي الأرض ليتعلم اللغة العربية ويترجم من شعر الشيخ زايد، أنا أعتبر الشعر هو انعكاس لخلجات النفس، وأعتبر هذا سرا لمعرفة أغوار شخصية الشيخ زايد وفرصة لشعوب العالم الذين يتحدثون بالإنجليزية ليتابعوا ويتعرفوا على أفكار الشيخ زايد وطبيعتها، وبما أننا نحن أبناء البيئة في الإمارات وأبناء زايد، فهذه مهمة بأن نسهل الحصول على القصائد والمعلومات لترجمتها للعالمية وهذا واجب علينا أن نقوم به لدولتنا وللشيخ زايد باني الدولة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©