الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العين تشهد حراكاً سياحياً وتتصدر قائمة الوجهات الترفيهية العائلية

العين تشهد حراكاً سياحياً وتتصدر قائمة الوجهات الترفيهية العائلية
13 ديسمبر 2011 20:55
لا تترك مدينة العين مجالاً للاسترخاء إلا وتبثه في نفس كل من يزورها برفقة العائلة بقصد الاستجمام، فهذه البقعة الغناء من إمارة أبوظبي والمعروفة بـحديقة الخليج الخضراء، استحقت عن جدارة لقب المدينة التي تضم أكبر عدد من الأشجار في العالم. وهي إلى جانب مرافق الضيافة فيها، تضم نموذجاً مشرفاً للسياحة الثقافية والطبيعية المتمثلة بعدد المتاحف والقلاع، وكذلك المنتجعات الطبيعية النادرة التي تنافس على المستوى العالمي. أجواء الشتاء التي تخيم على البلاد بما فيها من طقس عليل تفتح الشهية للجلسات الخارجية، وتدفعنا بشكل تلقائي إلى اختيار مواقع سياحية مفتوحة على الطبيعة. ومع وجود الأطفال التواقين دائما إلى المرح وسط ملاعب مترامية لا شيء فيها يحد من طاقتهم المتدفقة، تأتي مدينة العين لتتصدر قائمة الوجهات المقترحة للسياحة العائلية. وتبقى الأماكن المطلة فيها على المناظر الكاشفة هي الأكثر شغفاً للزوار من داخل الدولة وخارجها. وهذا ما تنبهت له “المؤسسة الوطنية للسياحة والفنادق” بإدارتها الجديدة لمنتجع “دانات العين” الذي يقع عند الحدود الشرقية لواحات المدينة الأكثر صفاء في منطقة الخليج العربي. حراك سياحي إن إقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والتراثية في العين تجعل منها مدينة ثقافية مرموقة تشع بالحضارة، لتضيف بعداً جديداً إلى مكانة إمارة أبوظبي الرائدة عالمياً كعاصمة للسياحة والفنون، وتتيح زيارة “دانات العين” الذي يقع وسط غابة معمرة، مقاربة للواقع من خلال المعالم الأثرية والطبيعية في المدنية. ويأتي تقسيم أجزائه، منذ تشييده قبل أكثر من 30 عاما، منسجماً مع المشهد العام الغني بالمباني التاريخية والمرافق الحيوية من حدائق وواحات وأفلاج. وتحدث مدير عام منتجع «دانات العين» أحمد المرجوشي عن ضرورة تعزيز الوضع السياحي في مدينة العين التي تضم كما هائلا من مظاهر الجذب التي لابد من الإضاءة عليها، ويشير إلى أنه واثق من استمرار النمو السياحي في المدينة مع توقعاته بأن يشهد الموسم الحالي إشغالاً عالياً وكذلك الأمر بالنسبة للفترات المقبلة. ويقول “لا نكشف سراً عندما نعلن أن لمدينة العين مستقبلاً باهراً في عالم السياحة بفضل إقامة المشاريع المهمة فيها وعلى رأسها “وادي أدفنتشر” الذي ليس له مثيل في المنطقة”. ويستعرض أهم الإنجازات التي حققتها المدينة، ومن بينها إعادة تطوير مدينة الهيلي وحديقة الحيوانات، وإقامة المراكز التجارية الضخمة واستضافة الفعاليات الراقية مثل مهرجان الاستعراضات الجوية وسواها. إضافة إلى احتوائها على المتاحف الوطنية النادرة والمنتجعات الطبيعية المتمثلة بجبل “حفيت” وواحات “مبزرة الخضراء” وشاليهات “العين الفايضة” التي تخضع حالياً لإعادة التأهيل. ويعلق المرجوشي في حديثه عن أهمية مدينة العين سياحياً، وذلك عبر إدراجها من قبل منظمة “اليونسكو” على قائمة التراث العالمي. ويوضح أنها سوف تكرس حضورها القوي كوجهة للاستجمام ومدينة أثرية ذات تاريخ عريق يجذب إليه الزوار من داخل الدولة وخارجها، مما يؤدي الى ارتفاع الحراك السياحي فيها. قاعة «اللؤلؤة» يتابع أحمد المرجوشي “نحن من جهتنا نؤكد دعمنا الدائم لقطاع الضيافة في الدولة، والذي يشهد منافسة عالية تصب في مصلحة جودة الخدمات المقدمة عموماً”. ويورد أنه لهذه الغاية بوشر العمل على تحديث الفندق بالكامل، وتم إنجاز المرحلة الأولى بافتتاح قاعة “اللؤلؤة” وهي أكبر قاعة فندقية مخصصة للاحتفالات في مدينة العين، وبإعادة تأثيث 100 غرفة في المرحلة الثانية والتي شملت الطابقين الرابع والخامس. ويشير إلى أن القاعة تشهد حالياً إقبالاً كبيراً من الشركات والمؤسسات، وهي بتصاميمها الجديدة تعتبر خياراً جيداً لإقامة الأفراح والمناسبات الضخمة ولاسيما أنه لا توجد وسطها أعمدة داخلية تعوق الرؤية فيها. وهي تستوعب 600 شخص وتتميز بخاصية انعزال الصوت، وتوفر مدخلاً خاصاً للوصول إليها من خارج المنتجع. كما تلحظ الحفاظ على خصوصية حفلات الزفاف بتوفيرها لمصعد جانبي يصلها مباشرة إلى جناح العروسين. ويورد المرجوشي أنه خلال الأسابيع المقبلة سوف يتم الانتهاء من تحديث كافة الغرف، ليصار العمل فورا في خطة تطوير المدخل والواجهة الأمامية لمبنى المنتجع والمطاعم. ويشدد على أهمية الموقع الذي يتمتع به المنتجع في محاذاة واحات النخيل وقلب مدينة العين التي تعرف بأنها واحدة من أجمل المناطق خضرة ونقاء وهدوءا في منطقة الخليج العربي. ما يستدعي زيارة الوفود السياحية من مختلف البلدان، ولاسيما الجنسيات المهتمة بالتعرف إلى الطابع التراثي لإمارة أبوظبي، والذي تشكل مدينة العين أفضل صوره. موطن التاريخ بالحديث عن أهمية المساحات الخضراء التي يتمتع بها المنتجع المطل بمختلف وحداته على الحديقة الشاسعة، يذكر بيير كوسماس مدير إدارة المبيعات والتسويق في «دانات العين» أن توفير متنفس طبيعي للنزلاء يعتبر من أهم عوامل الجذب. ويؤكد أن “دانات العين” يشهد معدلات إشغال عالية جدا منذ تولي “المؤسسة الوطنية للسياحة والفنادق” تطويره، لافتاً إلى أنه يشكل مقصداً لسياحة العائلات وللأحداث الثقافية والرياضية والعلمية والتراثية. ويوضح أنه ترويج لجذب المزيد من الضيوف إلى مدينة العين تحرص الإدارة على تقديم العروض الخاصة للعائلات في مختلف المواسم. وكذلك الأمر بالنسبة للإقامات الطويلة والتي يعتبرها كوسماس مناسبة جدا في المنتجع، الذي يوفر لرواده من الكبار والصغار مختلف التسهيلات الترفيهية والعملية. ويشير إلى أن نزلاء “دانات العين” ينعمون بالخصوصية بعيداً عن ازدحام المدينة. وهم يحظون بفرصة الاطلاع على مختلف معالم المدينة بتنظيم من إدارة المنتجع. ومن المواقع التي بإمكانهم التعرف إليها، صالة التزلج وحديقة الحيوان وجبل حفيت، والفنادق والاستراحات وسوق الجمال التاريخي والأسواق القديمة. وكذلك القلاع والحصون، والمباني القديمة التي تؤرخ للمدينة، ومنطقتي “العين الفايضة” و”مبزرة الخضراء” اللتين تتميزان بوجود ينابيع المياه الكبريتية ومسطحات خضراء ممتدة• ومع هذه الجولات التثقيفية الترفيهية، يكتشف الزوار أن العين هي موطن التاريخ الذي تخلده “قلعة الجاهلي” الشامخة، والتي كانت مقراً للحكم في المدينة الواقعة في المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي. 70 حديقة يوفر المنتجع لزواره فرصة التعرف إلى الواحات والأفلاج التاريخية، حيث تتشكل مدينة العين من 7 واحات نخيل استقر حولها الإنسان منذ القدم. وهي حالياً تضم أكثر من 70 حديقة مزدانة بالأشجار والأزهار. وبالنظر إلى عوامل التميز في “دانات العين”، يذكر بيير كوسماس أنه المنتجع الوحيد في المدينة الذي يضم ثلاثة مسابح. الأول مصنف على أنه مسبح أولمبي للرياضات والمسابقات المحلية والعالمية، والمسبح الثاني مخصص للعائلات، أما الثالث فهو للأطفال تعلوه مظلة كبيرة تحجب أشعة الشمس. والمسابح كلها محاطة بحدائق وارفة الظلال وأشجار نخيل معمرة ذات طبيعة غنية تعكس الإرث التاريخي والثقافي لمدينة العين. كما يضم المنتجع ملاعب لكرة القدم والتنس و”الاسكواش”، التي تفتح المجال أمام النزلاء والمشتركين لممارسة الرياضة المفضلة لديهم. ويورد كوسماس أنه بإمكان زوار المنتجع أن يتعرفوا إلى أبرز معالم المدينة التي تبعد 160 كيلومتراً عن العاصمة أبوظبي، وتمتد إلى جهة الشرق بمحاذاة سلسلة جبال ‘’حجر’’ الممتدة من سلطنة عمان. أما من الجنوب الغربي، فهي تمتد إلى حدود صحراء الربع الخالي في المملكة العربية السعودية وتشغل مساحة 12955 كيلومتراً. مواقع ويعتبر “جبل حفيت” من المواقع السياحية البارزة في العين، والتي من المتاح زيارته بخلال أقل من ربع ساعة من منتجع “دانات”. يقع على ارتفاع 1000 متر في الجنوب الشرقي من المدينة، وهو أعلى جبل في البلاد. واجتياز الطريق المؤدية إليه متعة سواء في ساعات النهار أو الليل، وهو يوفر إطلالات من أعلى على مناظر خلابة. وتصنيفه السياحي لا يقتصر على جماليات الموقع وحسب، وإنما كونه حدثاً أثرياً مهماً، بحيث يضم عدة مدافن تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد ومكتشفات أثرية مصنوعة من الفخار والبرونز يمكن مشاهدتها في متحف العين الوطني. وبالحديث عن المتحف، فهو من أهم المعالم الثقافية وأقدمها في البلاد. وخلال التجول فيه يتعرف الزائر على قصة شعب الامارات في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط وما بعدها. وعلى تاريخ البلاد من العصر الحجري إلى البرونزي مروراً بالعصور الهيلينستية إلى العصور الإسلامية. وفيه معروضات حجرية وبرونزية وحديدية، إضافة إلى الفخاريات ورؤوس الرماح. ويضم المتحف معرض الهدايا، وفيه مجموعة من التحف العربية الإسلامية المهداة من الدول الشقيقة. وهدايا أخرى مقدمة إلى المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، من ملوك ورؤساء الدول. وعند سفح الجبل يمكن زيارة “مبزرة الخضراء” التي يقصدها ضيوف المدينة للاستمتاع بمياهها الدافئة المتدفقة من الآبار، هذه المنطقة الضاجة بالحياة، تضم الكثير من الاستراحات المخصصة للعائلات، والتي تزينها النوافير الغزيرة، وفي المكان بحيرة تكونت من تجمع مياه الآبار الساخنة، تعبرها قوارب يحلو الركوب فيها في مثل هذا الوقت من السنة. وأجمل ما في المكان المسابح الدافئة، ومنها قسم للنساء وآخر للرجال، وكذلك الحديقة المفتوحة على طول الكورنيش المناسب للتنزه. خطة 2030 تواصل “المؤسسة الوطنية للسياحة والفنادق” تطوير منتجع “دانات العين” وإعادة تحديثه بالكامل، لمواكبة النمو الكبير في القطاع السياحي في مدينة العين وتحويلها إلى مقصد للسياحة العائلية وسياحة الأعمال. كما تحرص فنادق ومنتجعات “دانات” على تقديم خدمات نوعية للضيافة الراقية بمفهوم سياحة التميز وتنشيط السياحة البيئية في المدينة. وقد بادرت المؤسسة بالاستثمار في تطوير المنتجع لإدراكها أهمية مستقبل السياحة في العين، ووفقا للخطط الترويجية والمشروعات الجديدة التي تضمنتها “خطة أبوظبي الاستراتيجية 2030”. ويلعب المنتجع المذكور دوراً مهماً في تنشيط السياحة في المدينة، وهو يجذب إليها الزوار على مدار السنة ولاسيما خلال مواسم “مهرجان العين للموسيقي الكلاسيكية” و”مهرجان الاستعراضات الجوية” و”مهرجان الزهور”، وسواها من الفعاليات الرياضية والثقافية والتراثية. والمنتجع هو واحد من 6 فنادق ومنتجعات راقية تملكها أو تديرها فنادق ومنتجعات “دانات” التابعة لـ”المؤسسة الوطنية للسياحة والفنادق”، وهي: “شاطئ الراحة”، “ تلال ليوا”، “شاطئ الظفرة “، “دانات جبل الظنة”، و”فندق ساندز” في مدينة أبوظبي. مهرجانات العين هي مدينة الآباء والأجداد التي يعتز بها أهل الامارات والمقيمون فيها. وهي اليوم مدينة المهرجانات الموسيقية والثقافية والفنية، كما أنها تحتضن مقر الجامعات والكليات. وتضم عدداً كبيرًا من الآثار التاريخية التي تجعلها واحدة من أهم المقاصد السياحية ليس في الدولة فحسب وإنما في المنطقة. والمهرجانات التي تقام في العين تنقل الزوار إلى هذا الجو التاريخي الجذاب للمدينة المعروفة بقلاعها وواحاتها وصحرائها وخضرتها.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©