التطعيم يساعد على إكثار النبات وتحسين جودة الثمار

قد يجد البعض صعوبة في عملية إكثار النباتات أو حتى التخيل في ماهية التعامل مع هذا الكائن الحي الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من جمال محيطنا، هذه النبتة الرقيقة الناعمة قد برع المختصون في أساليب تكاثرها وأنتجوا العديد من الشتلات والأشجار التي تتمتع بصفات جيدة. ومن فنون الإكثار التي برع فيها المهندسون الزراعيون نجد فن التطعيم، ويقصد به تركيب صنف ذي صفات جيدة ومرغوبة على صنف آخر من العائلة النباتية نفسها، ويمتاز بأنه أكثر مقاومة وقدرة على مواجهة ظروف الحياة، وعند توفر الظروف الملائمة والإنبات نحصل على نبات جديد ومجموع جذري قوي قادر على نقل العناصر الغذائية من التربة إلى المجموع الخضري بكفاءة عالية، مع تحمل مشاكل وأمراض التربة، فتتحسن بذلك صفات وصحة وإنتاجية المجموع الخضري كما تتحسن أيضاً جودة الثمار. أصل وطعم وتتألف هذه العملية من ضم جزأين من نباتين مختلفين بصورة يتحدان فيها معاً ويستمران بالعيش كنبات واحد، ويعتبر الطعم أحد هذه الأجزاء وهو عبارة عن ساق أو جزء من ساق يراد إكثاره بتطعيمه على جذع نبات آخر يدعى الأصل. وتوجد أشكال مختلفة للتطعيم، منها التطعيم الرأسي والنهائي، حيث يقطع المجموع الخضري للأصل كلياً ويدمج الطعم فيه، وأيضاً منها التطعيم الجانبي، حيث يدمج الطعم الجانبي بجانب الأصل ولا يقص هذا الأخير إلا بعد نجاح عملية التطعيم. وتتم عملية التطعيم باختيار نبات ملائم كأصل ويتم زراعته وتركه لينمو، ثم يتم اختيار نبات آخر كطعم، بعد قطع بعض الأغصان الخشبية منه ووضعها في تربة في مكان بارد وجيد الصرف، ويتم تقليم الجزء السفلي للأصل من كل التفرعات الجانبية، وأيضاً تُقص قمة الأصل في المكان المعد للتطعيم وتكون القصة مائلة بطول 4 سم، ثم نأخذ غصناً من الأغصان الخشبية للطعوم ونقطع قمته، وتترك فقط أربع براعم في القاعدة، وتقطع قاعدة الطعم بشكل مائل بحيث يتطابق قصها مع ميلان قص الأصل، ويتم شق الأصل بعمق 12 مم في الجزء العلوي منه، مع شق الطعم في الجزء السفلي منه وبالعمق نفسه. حتى يتم تطابق الجزأين ولفهما بشريط لاصق شفاف، ويتم فك الشريط بعد أن يلتحم الجزءان تماماً. التلقيح الجيد أما تطعيم الشق النهائي فيعتبر أسهل طريقة للتطعيم، حيث يتم أخذ الأصل ويقطع بطريقة أفقية ثم يشق بطريقة عمودية بطول 4 سم في منتصف منطقة الأصل، وترفع الأغصان المنتقاة وتقص بطريقة مائلة من خلال الطرفين، بحيث تشكل زاوية حادة، ثم يدخل الطعم في شق الأصل بهدوء وبمجرد أن يصبح التطعيم ملتحماً تتم إزالة الشريط. كما أن للتطعيم ميزة إيجابية أخرى، حيث يتم دمج أكثر من طعم على أصل واحد. وتعتبر هذه الطريقة مفيدة بصورة خاصة في بعض أنواع أشجار الفاكهة لأنه يمكن دمج طعمين على شجرة واحدة، بحيث يتصف أحدهما بخاصية التلقيح الجيد. كما يمكن تطعيم نبتة تزيينية بأكثر من نبتة تزيينية أخرى. غير أن التطعيم يتسبب في عدد من المشاكل أهمهما ضرورة تأمين التوافق بين الأصل والطعم، وكقاعدة عامة يمكن تطعيم بعض الأصناف على أصول من النوع نفسه أو من نوع قريب جداً منه. الوقت الملائم للتطعيم ونجاح التطعيم يتعلق بالسرعة التي ينجز فيها، إذ يجب أن يتم التصاق سطحي التطعيم ببعضها بأقصر فترة زمنية ممكنة، لان أي تأخير سيؤدي إلى جفاف وتلف الأنسجة المطعمة. وأي تطعيم جيد يتطلب توفير الشروط المناسبة للأنسجة لنموها ولاتحادها، أي يجب تلافي أسباب فقدان الرطوبة وتوفير الحرارة البيئية المناسبة للجزأين المطعمين بتغطيتهما بعناية حتى الفترة التي يتم الالتحام فيها بصورة قوية. مع مراعاة استبعاد منافسة الأصل للطعم، وإزالة كل الأنسجة والنموات التي يمكن أن تنمو مع الأصل. علماً بأن الوقت الملائم للتطعيم، هو فصل الشتاء.