الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم عبدالله: التعلم من الأخطاء واستيعاب تجارب الآخرين بداية طريق النجاح

مريم عبدالله: التعلم من الأخطاء واستيعاب تجارب الآخرين بداية طريق النجاح
14 ديسمبر 2011 00:24
تلعب المرأة دوراً ملموساً ومهماً في دوائر حكومة الفجيرة كافة منذ سنوات عديدة، إلا أن المرأة بدأت في الظهور وتولي المناصب القيادية في الحكومة خلال السنوات الخمس الأخيرة، وقدمت المرأة نفسها من واقع أفكار وإبداعات خاصة بها، مهدت لها الطريق لتكون دعامة أساسية في مسيرة العمل اليومي الذي تحملت ضغوطه ومشاقه لتتفوق على نفسها في كل المهام الموكلة لها. وتعد المهندسة مريم عبد الله إحدى تلك القيادات النسائية العاملة في مجال التخطيط العمراني ببلدية الفجيرة، حيث ترأس قسم التخطيط العمراني بإدارة الشؤون الهندسية والأراضي. حول بداياتها الأولى، قالت المهندسة مريم عبدالله، رئيسة قسم التخطيط العمراني بإدارة الشؤون الهندسية والأراضي ببلدية الفجيرة «كنت أحلم بالهندسة ودراسة الهندسة منذ صغري، حيث كنت أجلس لأراقب المهندس المصري الذي كان يقوم ببناء البيوت في منطقة البدية مسقط رأسي بالفجيرة، وعندما كنت أرى المخطط الهندسي أصاب بالدهشة والاستغراب الشديد وأنا في المرحلة الإعدادية، ثم أراقب العمال وهم يشيدون الأعمدة والبنايات والفلل السكنية، ومن هنا ولد عشقي للهندسة؛ فالتحقت بجامعة الإمارات ودرست الهندسة المعمارية بكلية الهندسة». دراسة وتدريب قالت عبدالله «بعد تخرجي انضممت لبلدية الفجيرة، وتلقيت تدريباً صيفياً، ثم في وزارة الأشغال العامة وقد دعمت تلك التجربة دراستي الهندسية بشكل كبير». وأضافت «عقب تخرجي اكتشفت أن ثمة مشكلة ما وهي الهوة الكبيرة بين دراسة الهندسة النظرية في الجامعة وتطبيقاتها على أرض الواقع، ويكاد يكون هناك شبه انفصال بين ما ندرسه وما نراه ونتعامل معه على أرض الواقع، وهذه مشكلة كبيرة في كليات الهندسة التي من المفترض أنها عملية وتدرس علماً مرئياً أمامنا، وبالتالي فإن هذه الكليات لو مزجت النظري بالعملي وغلبت العملي لكانت أفضل ولوفرت على الخريجين سنوات يقضونها في التعلم والتدريب». وحول عملها في البلدية، قالت «كانت هناك صعوبات في بداية العمل بالبلدية ولكن قررت مع نفسي أن أظل كما أنا طالبة تبحث عن العمل والمخططات الصحيحة وما تحمله من مؤشرات وتصميمات، موقنة تماما أن الخطأ هو بداية طريق النجاح، وأن البعد عن العمل والخطأ ثم التعلم من هذا الخطأ هو بداية النهاية والتراجع فليس من العيب أن يخطئ الإنسان، ولكن كل العيب أن يستمر في الخطأ دون تصحيح واستيعاب لتجارب الآخرين». وقالت عبدالله «قبلت التحدي ورأيت أن مجال عملي الذي يندر فيه وجود المواطنين كان لابد أن أنجح لأكون إضافة نوعية لبلدي ولوطني، ولأسهم فيما بعد بالأخذ بيد أبناء الوطن في بداية حياتهم في العمل بميدان الهندسة المدنية، لذلك كنت أسافر يوميا إلى أحد المكاتب الاستشارية من الفجيرة إلى الشارقة لمدة طويلة، حيث كنت أتعلم وأدرس بشكل عملي، كما كنت أنتهز فرص الإجازات لأذهب إلى هذا المكتب الاستشاري، وأنزل إلى الميدان العملي وفي هذه الفترة خلقت لدي نظرة خاصة مليئة بالإبداعات والتطلعات في مجال الهندسة، كما أنها أسهمت في تكويني العملي والوظيفي فيما بعد». أساس النجاح أوضحت عبدالله «عندما صدر قرار من المدير العام لبلدية الفجيرة بأن أتولى مسؤولية رئاسة القسم كان تحديا آخر بالرغم من عبء العمل وجسامة المسؤولية لكون القسم يختص بأمور تدخل في صلب العمل الهندسي للبيوت الخاصة بالبنايات وتصاميمها وإعادة التصميم وإجراء تعديلات جذرية عليها سواء بالإضافة أو الحذف نظرا لمقتضيات الحاجة، وفي ضوء التعميمات الجديدة الصادرة من الحكومة المحلية وغيرها من هذه الأمور». وأضافت «كنت دائما أقول لزملائي في القسم إن النظام هو أساس النجاح في كل مجالات الحياة ولا يوجد إنسان ناجح دون أن يكون منظم في حياته، وهناك تناغم وانسجام كبير بيني والموظفين في القسم، قائم على الاحترام والأمانة في أداء العمل والواجب دون خلل أو ملل، ونجحنا إلى حد كبير في إنجاز المعاملات أولا بأول، ولا توجد لدينا أي معاملات خاصة بالتخطيط العمراني متأخرة والسر في ذلك هو حب العمل القائم على النظام والأمانة والحزم في اتخاذ القرارات». تطرقت عبدالله إلى عمليات التخطيط العمراني التي تعد من المهام الرئيسية للقسم، حيث قالت «عندما يصدر مرسوم باعتماد منطقة ما لتكون نواة لمدينة في المستقبل، يأتي دورنا في القسم، حيث نقوم بالاتفاق مع المدير العام ومدير إدارة الشؤون الهندسية والأراضي بتخطيط تلك المدينة وفق أسس هندسية بالغة الدقة، ونحدد كم من البيوت تستوعب ومساحة الطرق وشكل المباني وغيرها من هذه الأمور، التي تظهر براعة المخطط في الاستفادة قدر الإمكان من المساحة الموجودة في خلق المزيد من البيوت أو القطع السكنية بشرط أن تكون مريحة للسكان الجدد». وأضافت «تواجهنا بعض المشاكل قبل وبعد عمليات التخطيط، أغلبها يكون خاضعا لرغبات الجمهور من المواطنين، فهذا يريد أن تكون قطعة الأرض الخاصة به بالمواصفات التي يحلم به وهنا تقع المشكلات والتحدي الكبير في التوفيق ما بين المخطط وما بين متطلبات الجمهور». مرونة وحزم أكدت عبدالله أن «المرأة أثبتت نجاحا كبيرا في ممارسة تلك المهنة، خاصة الموظفات في القسم الذين أصبحوا يحفظون عن ظهر قلب أدق التفاصيل في المخططات الهندسية والمشكلات اليومية التي تواجهنا والعدد الهائل من المراجعين الذي يأتون يوميا إلى القسم، وقد يفوق حجم التعامل في القسم 500 معاملة يوميا قد ترتفع أكثر من ذلك وقد تنخفض بحسب المخططات الجديدة وتوزيع الأراضي السكنية والتجارية بإمارة الفجيرة». وأوضحت أن «العمل في قسم التخطيط العمراني ببلدية الفجيرة علمنا أن نكون على درجة كبيرة من الكياسة والمرونة والفطنة، وفي الوقت نفسه الشدة والحزم في اتخاذ القرارات دون هوادة، وأقصد بالمرونة والكياسة هنا أن بعض المراجعين يأتون إلينا في بعض الأحيان وقد ضاقت بهم السبل وأغلقت في وجههم مكاتب الاستشارات، ومن ثم يأتون إلينا لطرح مشكلاتهم المتعلقة بالمخطط أو التصميم الراغبين في اعتماده أو تعديله أو الإضافة عليه وهنا تكون المرونة والكياسة والفطنة في استيعاب من سعى إليك لإنصافه وإنهاء معاملته». وتابعت «أما الحزم والشدة فهو ما يتصل برغبات البعض في تجاوز المخطط العام ومحاولتهم إضافة المزيد من الامتياز دون وجه حق، وهنا تكون الشدة والحزم في اتخاذ القرار الذي يراعي الصالح العام ومصلحة الجميع دون إضفاء ميزة معينة لشخص عن آخر». وقالت عبدالله «على الرغم من تعييني كرئيس قسم منذ عامين ونصف العام إلا أنني أشعر أن لدي كما هائلا من الخبرات والوظيفية تعادل عشر سنوات عمل بدون مبالغة، لأن قسم التخطيط الحضري وكما هو معروف قسم جماهيري لا يعمل منفصلاً عن الجمهور بل عمله الأساسي مع الجمهور وأصحاب المعاملات». ولفتت إلى أن المشكلة التي تواجه قسمها في العمل هو قلة الأراضي السهلية الصالحة للسكن لأن أراضي الفجيرة 80% منها جبال والبقية تقريبا مستنفذ، وهنا يكون التحدي الكبير في استخدام الجبال لإقامة المزيد من البيوت والمشاريع السياحية الجديدة مثل مشروع الفجيرة السياحي على قمم جبال دبا الفجيرة، واستغلال البحر كواجهة بحرية له.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©