الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

« الاتحاد » تكشف أسرار «الصندوق الأسود» لإطاحة المدربين

« الاتحاد » تكشف أسرار «الصندوق الأسود» لإطاحة المدربين
11 ديسمبر 2013 22:35
تحقيق - علي معالي (دبي) ما حدث مع «باروت وسوموديكا» ظاهرة جديدة في دورينا، تؤكد أن هناك الكثير من الأخطاء التي يتم ارتكابها في أنديتنا، وأيضاً التعامل بشكل لا يليق بالمدربين أو حتى الأندية نفسها، وكذلك بعالم الاحتراف الذي نعيشه حالياً، ما حدث من إطاحة عيد باروت من تدريب فريق الإمارات، ثم الإقالة الإعلامية، أو ما يمكن أن نطلق عليه الإقالة الجماهيرية لسوموديكا في الشعب، أمر يثير الكثير من التساؤلات في اللوائح والنظم القانونية التي تدير بها بعض أنديتنا عقودها، سواء مع اللاعبين أو المدربين. القضية شائكة، ولابد من حلول لها، ما يجعلها أكثر مرونة واحترافية في الوقت نفسه، حيث تضيع هيبة المدرب في مثل هذه الأحوال، حيث يوجد سوموديكا في تدريبات ومباريات «الكوماندوز»، وعيد باروت يقال إنه مستمر مع «الصقور»، ولكن هناك مديراً فنياً يقود العملية التدريبية خلال الفترة المقبلة، وهي كلها أمور أظهرت كيفية التحايل على بنود العقد في النهاية، حتى تقوم هذه الأندية بتوفير غطاء لأخطائها التعاقدية، ومثل هذه الوسائل التي يتبعها البعض في اتخاذ قرارات معينة لـ «تطفيش» المدربين، أو الوصول بهم إلى مرحلة الضجر وترك النادي، وبالتالي التخلص من «هم» الشرط الجزائي!. المطلوب البحث عن وسيلة لحفظ حقوق المدرب والنادي، بشكل لا يؤثر على العلاقة بين الطرفين، وما حدث مع باروت وسوموديكا، هو أحد أنواع الاضطهاد في مجال التدريب، والذي يمارس بصورة غير احترافية تجاه المدرب، واعتباره شماعة المشاكل والإخفاقات، وبالتالي فإن القضية تحتاج إلى مزيد من الدراسة والمناقشة، خاصة أن الواقع الرياضي في كرتنا، ينذر بتكرار مثل هذه الأمور. وعبر مصدر قانوني مسؤول عن دهشته بشأن هاتين القضيتين، حيث قال إنه لا يعترف قانونياً بإقالة سوموديكا، لأن القرار يجب أن يتم تبليغه للمدرب بشكل رسمي ومن خلال قرار مكتوب، ولا يكفي الإعلان عنه لترضية الجماهير، أو جعله مادة إعلامية دسمة، ومن حق المدرب في مثل هذه الحالة أن يمارس مهام عمله بشكل طبيعي، طالما أنه لم يحصل على ورقة الإقالة أو الاستغناء عن خدماته. من جهة أخرى، يرى المستشار الدكتور يوسف الشريف رئيس هيئة التحكيم باتحاد كرة القدم أن هناك الكثير من القصور في بعض أنديتنا، مشيراً إلى أنه لا يوجد لدى بعض أنديتنا لوائح العقود المناسبة، بل هناك ضعف كبير فيها ولا تمت للاحتراف بأي صلة، حيث نجد الكثير من أنديتنا تعتمد على خريجين حديثي العهد بمجال القانون في اللعبة، ويتم إبرام عقود بها الكثير من العيوب والثغرات. وأضاف: أنديتنا تلوم لوائح الاتحاد الكروي المختص باللعبة، وعقود بعضها «مُخلة ومختلة» في الوقت نفسه، والغريب أن أنديتنا تصرف الملايين في تعاقداتها مع اللاعبين والمدربين وتهمل الجانب القانوني في التعاقدات، وبالتالي ولو قامت أنديتنا بالتعاقد مع مكتب محاماة مختص، وصاحب خبرة كبيرة، فإنه سوف يوفر للنادي مثل هذه «المهاترات» التي تحدث، ويكون لها تأثيرها السلبي على أنديتنا وسمعتها وأيضاً المدربين وكذلك اللاعبين، والأمور أسهل ما يمكن، لكننا تعودنا في عالمنا العربي على الفلسفة في كل شيء، فكل فرد يعرف في كل شيء وهو لا يعرف شيئاً، وبالتالي عندما تقع الكوارث نجد الاستغاثات في الوقت الذي تكون فيه الفأس وقعت في الرأس!!. نوه الشريف إلى نقطة مهمة، عندما قال: «لماذا لا تشترط أنديتنا على سبيل المثال عند التعاقد مع المدرب مجموعاً معيناً من النقاط، بحسب رغبة وطموح النادي في الموسم، فهناك مثلاً أندية تبحث عن المنطقة الدافئة، وبالتالي تحتاج إلى نقاط معينة لكي تكون فيها، وأخرى تبحث لنفسها عن مكان بين الثلاثة أو الأربعة الكبار، وبالتالي تدرك هي أيضاً عدد النقاط التي تريدها، وفي مثل هذه الأحوال تكون الأمور أكثر شفافية ووضوحاً، وفي حال عدم تحقيق المدرب لما هو متفق عليه، تكون أمور الإقالة طبيعية جداً، نظراً لعدم قدرة المدرب في هذه الحالة على الالتزام بما تم الاتفاق عليه». من جانبه، أبدى سعيد الطنيجي عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم نائب رئيس لجنة المسابقات تعجبه من سلوكيات بعض أنديتنا في تعاملها مع المدربين، وقال: «ما تم مع عيد باروت وسوموديكا أمر محير للغاية، فكيف لمدرب على رأس عمله الفني بالنادي، يجد نفسه في المدرجات في هذا التوقيت، ولم يصله أي قرار بهذا الشأن، أو أن يجد المدرب، وهو على رأس عمله الفني، بوجود مدرب آخر يقوم بالعمل نفسه، وكان من الأجدى والأجدر أن يتم اتخاذ القرارات الحاسمة والمناسبة والقانونية بهذا الخصوص، ولكن ما حدث هو تحايلاً على اللوائح والقوانين، ووسيلة ضغط لكي يجد المدرب نفسه مضطراً إلى ترك المكان، وبالتالي تكون الذريعة موجودة لدى الإدارات لاتخاذ القرار، وهو بالطبع سوف يكون ظالماً للمدرب. وأضاف: «إذا كانت الأندية ترى أن المدربين لم ينجحوا في مهام عملهم، فهناك طرق ووسائل قانونية تحفظ الحقوق كافة، وكما يقال إن التعاقد شريعة المتعاقدين، واتخاذ قرار الاستغناء عن خدمات المدرب ليست من الأمور الصعبة، بل هي عادية جداً في عالم اللعبة، ومستمرة طالما أن هناك كرة قدم أو أي رياضة أخرى، ولكن الأهم هو كيفية اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب دون أي أضرار أدبية أو حتى مادية على الطرفين». وقال: «من الصعب مثلاً أن نجد مدرباً يجلس في المدرجات، ويقوم بمهمته مدرب آخر في أرض الملعب، على الرغم من أن قرار الإقالة أو الاستغناء مثلما هو الحال بشأن المدرب الروماني سوموديكا، وعلى إدارات الأندية أن تكون أكثر جرأة ومواجهة للواقع في حال اتخاذ مثل هذه القرارات، وأن تتحمل التبعات طالما أنها تقود سفينة النادي». باروت يرفض الحديث دبي (الاتحاد) - رفض عيد باروت التحدث في هذا الموضوع، خلال الوقت الراهن، على أمل انتهاء الأزمة والتراضي مع نادي الإمارات، وذلك بحكم العلاقة التي تربطه بـ«قلعة الصقور» منذ سنوات طويلة. عادل العامري: الوكلاء يقعون في أخطاء قاتلة والتغييرات طبيعية دبي (الاتحاد) - يرى عادل العامري وكيل أعمال اللاعبين أن ما حدث مع عيد باروت وسوموديكا أمور طبيعية للغاية، في مجال اللعبة، بوصفهما موظفين في ناديي الإمارات والشعب، ولكن ربما تكون طريقة اتخاذ القرار من أثارت الكثير من الجدل. وقال العامري: « ربما وجدت شركتا كرة القدم في ناديي الإمارات والشعب أن باروت وسوموديكا لا يصلحان في هذا المكان، ويصلحان لمكان آخر بالنادي، وهي أمور طبيعية للغاية، فالنتائج التي تحققت معهما لن تخدم الفريقين، وبالتالي يبحث الناديان عن التغيير، وفي هذه الحالة ليس شرطاً أن يكون المدرب سيئاً لأن هناك الكثير من المدربين الجيدين تم الاستغناء عن خدماتهما». انتقل العامري إلى نقطة مهمة للغاية، حيث أشار إلى أنه من خلال خبرته وبناء على ما يشاهده، فإن هناك أخطاء تقع من مديري ووكلاء أعمال المدربين، في أمور معينة خاصة بالتعاقد، وهي أمور يحتفظ بها لنفسه كونه وكيل لاعبين ومدربين، وأن النقاط المعينة أثناء التعاقد تجعل الأمور تصل إلى هذا الحد. وقال عادل العامري: «المقاييس التي تتخذها بعض أنديتنا في مثل هذه القرارات ليست مقاييس معتمدة فقط على النتائج، بل هي متعلقة كذلك بطريقة التعامل بين المدرب واللاعبين، وأن ما حدث من سوموديكا خلال الفترات الماضية وصل إلى حدود يصعب معها استمراره مع اللاعبين، لأن المدرب عقب كل مباراة وخسارة يحمل اللاعبين أسباب الخسارة وينتقدهم بشدة، وهم في الوقت نفسه أسلحته في الميدان، وأنا وكيل لاعبين في الإمارات، وأعلم كيفية تأثير كلمات وهجوم المدرب على فريقه، ولكن الأمر يختلف مع عيد باروت الذي يعلن عقب الخسائر مثلاً أنه من يتحمل المسؤولية، وبالتالي فإن الوضع مع باروت مختلف في أنهم قالوا له إنه مستمر مع الفريق، ولكن سيكون هناك مدرب آخر بمثابة مدير فني لتطوير مستوى الفريق، ولكن يؤخذ على إدارة نادي الإمارات أنها لم تعالج الموضوع بشكل أفضل مع باروت». وأضاف: «هناك ثغرات في التعاقد ومسؤول عنها كما قلت هم مديرو ووكلاء المدربين، وليس شرطاً أن تكون هذه الثغرات في الجانب المادي، بل هي مرتبطة بأمور أخرى يجب علاجها، وهذا القصور في التعاقد يكون له تأثيراته السلبية على العلاقة بين المدربين والأندية في مثل هذه الحالة، والتغييرات في المدربين واردة ومستمرة في الملاعب العالمية كافة». وقال: «المدرب الإسباني ميا مدرب الجزيرة السابق، كان متوقعاً عدم استمراره، ولكن إدارة الجزيرة صبرت عليه ومنحته الفرصة الكاملة، رغم أن المدرب نفسه كان ينتظر ويتوقع قرار الاستغناء من الموسم الماضي، وبالتالي عندما قررت إدارة النادي منذ فترة الاستغناء عن المدرب بالشكل والطريقة المناسبة، وبالتالي لم تحدث أي أزمة، بل تمت بصورة حضارية ومهذبة للغاية، وهناك أندية أخرى أصبحت متعودة على قرارات الإقالة الخاصة بمدربيها ومنها إدارة نادي دبي، حيث فوجئت بها تقيل مدربهم السابق السويسري رويدا، والمفاجأة الأكثر أن القرار جاء بعد تعادل أمام الجزيرة». وليد الشامسي: وسيلة لـ «الهروب» من الشرط الجزائي ودفع المدرب إلى الملل دبي (الاتحاد) - أكد وليد الشامسي وكيل أعمال اللاعبين أن سوء النتائج هو المؤشر الأهم، فيما يتمخض عنه من إقالات للمدربين، وما حدث من طريقة تعامل مع مشكلة عيد باروت وسوموديكا، هو وسيلة للتهرب من الشرط الجزائي الخاص بالمدربين، وكما أنه أسلوب تتبعه بعض الأندية لتجعل المدرب يصل إلى حالة من الضيق والملل، فيقرر هو بنفسه ترك النادي، وبالتالي تسقط بعض الأمور المادية التي تبحث عنها لأندية. وقال الشامسي: «العقد شريعة المتعاقدين، حيث تحكم العقود دائماً العمل في مثل هذه الأمور، ولو كان مكتوباً مثلاً في بند التعاقد أنه تم تعيين عيد باروت مديراً فنياً للفريق الأول لكرة القدم بالنادي، فإن إدارة نادي الإمارات في مثل هذه الحالة لا يحق لها أن تبعد باروت عن تدريب الفريق، إلا بقرار إقالة، وعندها يحتفظ باروت بشروطه الجزائية، ولا يحق لهذه الإدارة مثلاً أن تجعله مدرباً في الرديف أو مشرفاً على الفريق الأو،ل بل لابد أن يحتفظ المدرب بالصفة التي على أساسها تم التعاقد معه». وأضاف: «الموضة الجديدة في إقالة المدربين أننا نرى الأندية تبتكر بعض الوسائل، بأن تنقل المدرب من درجة إلى أخرى في مجال التدريب، وربما تستغل بعض الأندية في ذلك بعض الثغرات الموجودة في التعاقد، ولكن ما حدث مؤخراً مع عيد باروت وسوموديكا ربما يكون الأول بين أنديتنا، وعلينا في كل الأحوال أن نحترم المدربين في مثل هذه التعاقدات، كونها أموراً تؤثر في النهاية على سمعة دورينا والكرة الإماراتية بشكل عام». وقال: «الخطأ الكبير الذي تقع فيه أنديتنا هو أنها على سبيل المثال، تقوم بالتعاقد مع مدربين لسنتين مثلاً، ثم تفاجأ بعد مرور جولات عدة من المسابقة مضطرة إلى تغيير المدرب، وفي هذه الحالة تكون الكارثة التي تؤثر في المقام الأول على خزينة النادي». وأضاف: «ليس جيداً أن يأتي مدرب للتدريبات ليجد مدرباً آخر يقود المهمة، بل هناك طرق أكثر تحضراً حتى نمنع الحرج عن المدربين، وفي الوقت نفسه لا تقع أنديتنا في أزمات هي في غنى عنها، سواء من الناحية الأدبية أو حتى المادية». «المقصلة» تطيح نصف المدربين دبي (الاتحاد) - رغم أننا نقف على أبواب الجولة العاشرة لدوري الخليج العربي، ما يعني أن قطار الموسم لم يصل إلى محطة منتصف الطريق، إلا أن نصف الأندية الـ14 قامت بتغيير مدربيها، وهي العين والوصل والجزيرة والوحدة ودبي والإمارات والشعب، ومن المتوقع أن تستمر مقصلة المدربين في الفترة المقبلة، في ظل نتائج بعض الفرق، ولكن النسبة التي تمت بها الإقالة حتى الآن نعتبرها عالية، وهي تعادل 50% من أنديتنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©