الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد إبراهيم يسترجع الذاكرة المنسية والمعيني يحول مشاهداته إلى رموز بصرية

محمد إبراهيم يسترجع الذاكرة المنسية والمعيني يحول مشاهداته إلى رموز بصرية
1 ديسمبر 2012
تحت عنوان فني لافت هو: “دقة اللوحات الصغيرة المفعمة بالحركة”، يقام حالياً معرض تشكيلي بعنوان “كروس رودز - تقاطع طرق” التاسع، الذي ينظمه جاليري “سويس آرت غيت” في صالة “لايت بوكس” في بهو فندق “ياس فايسروي أبوظبي”، ويعرض 20 لوحة من أعمال الفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم، و4 لوحات للفنان العماني عبد الرحمن المعيني. وقال منسق المعرض كيت بلوم، إن “كروس رودز” هي سلسلة من معارض الفنون التشكيلية التي تُقام في فندق “ياس فايسروي أبوظبي”، وتهدف إلى إتاحة فرصة مشاهدة الأعمال الفنية لكل من يدخل إلى الأماكن العامة، إلى جانب عرض أعمال الفنانين الإماراتيين والوافدين والدوليين. فرادة التجربة ويعرف محمد إبراهيم باشتغاله الجاد على موضوعه الفني، وسعيه الدائب لتطوير تجربته، وفتح أمداء جديدة أمامها للتجريب.. وعن أعماله المشاركة في المعرض قال في تصريح لـ “الاتحاد”: “أقدم في المعرض الحالي تجربة قديمة جديدة في الآن نفسه؛ قديمة لجهة أنني بدأت فيها منذ منتصف الثمانينات تقريباً ثم توقفت عنها، إلى أن عدت إليها في عام 2005”. وأضاف الفنان محمد إبراهيم: “اشتغل في هذه التجربة على المنطقة التي بين بؤبؤ العين والجسم. عندما يغلق الإنسان عينيه يخيل إليه أن عملية الإبصار توقفت، بينما هي مستمرة. نحن نشاهد الكثير من الخيالات والظلال والأشكال والرموز أثناء هذه الحركة. يحدث هذا لكل الناس، لكنني قررت العمل عليها فنياً للفت الانتباه إليها أولاً، وللخروج بلوحة فيها شيء من الجدّة والقدرة على إثارة التساؤلات ثانياً، ذلك أن مثل هذه الرموز تتيح للفنان حرية هائلة في إنتاج العمل، لأن عملية الرؤية تصبح عملية ميكانيكية، ويمكن للفنان أن يفكر في أي شيء آخر ولا يركز على العملية الإنتاجية نفسها”. هذه الأعمال، يضيف محمد إبراهيم، “عبارة عن استعادة لتجربة سابقة، بكل معطياتها. وهي عودة إلى بداياتي الفنية بشكل أكثر نضجاً وتنوعاً، فضلاً عن الاستقلالية والتفرد. لنقل، إن شئت، هي استرجاع الذاكرة المنسية أو ترميم فجوات الذاكرة”. وعما إذا كانت السنوات وخبراتها والوعي ونضجه تركت أثرها على تصوره لتلك التجربة قال: “بالطبع، لقد اكتسبت زخماً إضافياً ناجماً عن حركة الوعي الداخلي والفكري وإرث السنوات التي مرت وحملت معها الكثير من التجارب الحياتية والفنية. وأصبحت محملة بتراكم التجربة ما يجعلها أكثر كثافة وثراء من السابق، وأكثر تنوعاً على صعيد الرموز التي رغم كثرتها وتعددها لا يمكن أن يقع المشاهد على واحد منها يشبه الآخر. وأظن أن هذه واحدة من ثمار التجربة والمعايشة”. في رحيله الداخلي هذا، يستخدم الفنان محمد أحمد إبراهيم الحبر الصيني واللون الأسود، لكن هذا لا يمنع من التنويع على لون واحد لاختبار قدرته على البوح، وإذ يرحل باتجاه الذات يمارس سفراً إلى الداخل، حيث التعبيرات والأشكال والرموز الحلمية والفنية الآتية غالباً من الأعماق البعيدة.. فيما تبدو، تجربته هذه، أشبه بنوع من الاستبطان الذاتي، أو الغوص في الذات الإنسانية والإبداعية لاقتناص تلك الجماليات الكامنة في اللاوعي. وقال بيان وزعه جاليري “سويس آرت جيت”: “يؤكد الفنان الإماراتي الحائز جوائز والمشهود له دولياً، محمد أحمد ابراهيم، من خلال أعماله أن “الفن هو حركة”. والفنان الذي بات يعرف باستخدام مواد أولية خام في أعماله كأوراق الشجر المقطعة، والطين، والورق، والصمغ، التي تخرج كلها “من الأرض”، وذلك لأغراض التعبير الفني، ومنذ التسعينيات، ربطته علاقة مع الطبيعة والبيئة في منطقة خورفكان، مسقط رأسه، التي تشكل واحة من الإلهام بالنسبة له”. وأضاف البيان: “ولد محمد أحمد ابراهيم في عام 1962 في خورفكان في الإمارات العربية المتحدة. وأنتج قطعته الفنية “دوائر خورفكان” عندما كان يركب الدراجة مع ابنه إلى منطقة خورفكان الجبلية. أنجزت الدوائر الكبيرة من الصخور وتم استيحاؤها من الحركة. “حركة! لا نريد التوقف، نحن في حركة دائبة، فالتكوينات الجغرافية والحياة الاجتماعية في خورفكان كلها في حركة دائبة”. خطاب بصري أما لوحات الفنان عبد الرحمن المعيني، فتعتمد، بحسب البيان الصحفي، على مبدأ الرسم. وهو مستغرق في إنتاج رسوم صغيرة تتشكل من رموز عدة وأشكال يحولها لاحقاً إلى لوحات ضخمة، أو يرسمها مباشرة على جدران المعرض. وهو يمتلك قدرة استثنائية على تحويل هذه الرسوم الصغيرة إلى لوحات من دون الإخلال بقيمتها الفنية، والمحافظة في الوقت نفسه على القيمة الجمالية المعاصرة للوحات الضخمة التي ينتجها. إن أعمال عبد الرحمن هي ثمرة عملية الرسم، وإضافة الخطوط أو الأشكال أو الألوان إلى بعضها البعض لإنتاج مجموعة لا متناهية من العناصر البصرية. يمكن للمشاهد أن يتخيل الأشكال والألوان التي تتعدى نطاق لوحاته. وتتسم لوحاته بالسحر والجمال وتفرض نفسها على المشاهد، بحيث لا يكتفي بالنظر إليها فحسب، لا بل تشده للاقتراب للتأمل بها عن كثب. وتمثل لوحات عبد الرحمن المعيني، الشاب الآتي من منطقة خصب الغنية بتراثها التقليدي وزخارفها، حقولاً من الإشارات البصرية المرسومة بدقة وعناية. ولعلها مرتبطة بعلم الخيمياء القديمة وبنوع من الإبهام والغموض. ولعلها أيضاً مستوحاة من الوتيرة السريعة لحياة المدينة المعاصرة، وموجة الأصوات الأزلية، واليافطات العملاقة في شوارع المدن المزدحمة ومتاجرها. إن أعمال عبد الرحمن عبارة عن مساحات لا متكررة من الألوان تضم أشكالاً هندسية منظمة وغير منظمة، وأشكالاً غير هندسية، ومنها ما يتسم بألوان مثيرة ودافئة وأخرى بألوان هادئة وباردة. وتتضمن أعماله الأخيرة، التي يعرض بعضها في هذا المعرض، أعمالاً توسيعية لبعض أجزاء اللوحة، حيث يتم تكبير التزيينات لإعادتها إلى شكلها المصغر، وبالتالي توفير توازن بين اللون والحجم في اللوحة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©