الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفن السعودي أسير الممانعة الاجتماعية

11 ديسمبر 2013 19:40
خصص مهرجان روابط الصداقة الدولي 2013، الذي استضاف فعالياته الثقافية منتدى الرواد الكبار بالعاصمة الأردنية عمّان حلقة نقاشية موسعة حول واقع الفنون البصرية في السعودية، حيث تبادل تشكيليون سعوديون وأردنيون وجهات النظر والرؤى فيما يتعلق بواقع الحركتين في أجواء مريحة غلب عليها الرأي والرأي الآخر. النحات السعودي فهد حامد محمد الأزوري تحدث عن تطور الفنون البصرية في بلاده وبخاصة في مجال النحت، مؤكدا بروز ظاهرة وضع منحوتات لفنانين سعوديين في الميادين العامة مع تأكيد غلبة البعد التجريدي على فن النحت. كما تحدث عن تخصيص السلطات السعودية جدرانا للشباب حتى يمارسوا هواية الرسم وفق رؤيتهم ودون تدخل. وقد دار نقاش عميق حول علاقة الدين بالفن وقضايا الحلال والحرام مع اتفاق جميع المشاركين أن التجريد في الفن، وبخاصة النحت هو الحل المثالي لهذه القضية. ومن جملة ما طرح أن الممانعة الاجتماعية للتجسيد في الفن بالسعودية قد أدت إلى الانتقال السريع إلى التجريد في مراحله المتطورة بعيداً عن الانتقال التدريجي بين مدارس الفنون التشكيلية “اختصار المدارس” اضطراراً واستجابة لضغط الشارع التقليدي. ولم تغب السياسة عن النقاش فيتجلى دور الفنان في تمثل العمل السياسي داخل اللوحة الفنية ليكون جزءاً من مكوناتها فيما المواقف السياسية المعلنة، فهذه مسئولية مؤسسة وبعيدة عمّا هو مطلوب من اللوحة الفنية.. المهم كما اتفق المشاركون هو تجليات السياسة في الفن وكيف يجري توظيفها جماليا وليس الخطاب السياسي نفسه. وفي حديث لـ”الاتحاد الثقافي” رأى الفنان والنحات السعودي سعيد الزهراني أن تخصيص أماكن مفتوحة للعامة على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم واهتماماتهم يسهم في رفع السوية الذوقية للمتلقي وإيصال الرسالة بشكل محبب من خلال الألوان والأشكال التي تحاكي الإنسان ولا تفرض عليه، بل هو من يختار المرور والوقوف والتمتع بها وفي جميع الأوقات. وقال: إن فكرة “الرسم على الجدران” من خلال محاولات الشباب الرسم بشكل عشوائي وبعد ذلك تم تخصيص مواقع بشكل منتظم ومنسق ويتم تهيئة الموقع بين فترة وأخرى ليعود للاستمرارية والتجدد الدائم. أما النحات السعودي حمدان متعب الزهراني فتحدث بإسهاب عن معاناة الفنانين عموما والنحاتين على وجه الخصوص، وقال: إن النحات لا يستطيع طرح جميع أفكاره وفي نفس الوقت عملية التحريم لبعض المجسمات خصوصاً ذوات الأرواح، سواء أكانت إنساناً أم حيواناً أو طيوراً “النحاتون يعانون”. ومن جملة المعاناة التي طرحها غياب دور جمعيات الثقافة والفنون وعدم توفير الدعم المالي ودورات للنحت وإن وجدت تكون بمستويات بدائية وليست متخصصة، كما أن الحقوق الفكرية للنحات غير مصانة “مهدرة”. وحسب الزهراني فإن معظم أعمالنا محفوظة في بيوتنا حتى لا نصطدم بعادات وتقاليد مجتمعنا وفي أية مناسبة ثقافية أو فنية هناك لجنة يغلب عليها الطابع الديني تقرر السماح أو عدم قبول الأعمال المشاركة “عملية فرز” ومن يملك القدرة المالية يشارك في مناسبات دولية تتمتع بالحرية والانفتاح. من ناحيتها كشفت الفنانة التشكيلية السعودية رجاء القرشي أن مشاركتها في مهرجان روابط الصداقة الدولي بالأردن هي أول محطة لها خارج الوطن واعتبرتها نقلة نوعية في حياتها المهنية “الأردن وطن الفن” مشيرة إلى أن لوحاتها تركز على اليوم الوطني ومهرجان الجنادرية وضد العنف والمدينة عاصمة للثقافة. وتمنت وجود فضاء فني مفتوح كما الأردن وقالت أنها استفادت من خبرة الفنانة التشكيلية فاطمة رجب صاحبة أول بيت لفنانات المدينة المنورة والمرحوم محمد سيام والفنان أحمد البار لكنها اشتكت من وجود تفرقة في المجال الفني وحجر فكري بين الأجيال واعتبرت الفنان روح يسمو بفكره إلى السماء والوديان والبحار وحيث ما وجد الجمال. وحسب القرشي فلا حيلة للفنانين غير الفرشاة والألوان حتى نرى أنفسنا وعالمنا الآخر.. ورغم أنني أحلم بالعالمية فلن أخرج عن عاداتنا وتقاليدنا أو شريعتنا الإسلامية وستكون لوحاتنا ضمن قيمنا الإسلامية وأخلاقنا. وخلال الفعالية الثقافية قدم الفنان التشكيلي الأردني محمد الدغليس عرضا تاريخيا عن الفن البصري بالأردن وقال: إن الفن ضرورة ملحة في حياة الشعوب فهو يصقل التفكير والسلوك “لو أن أبناءنا تربوا على برنامج حقيقي كالموسيقى والشعر والأدب لما لاحظنا العنف في جامعاتنا الذي يدل على وجود حالة من التعصب والفراغ الفكري”، ومن وجهة نظره فالفنان لا يعرف الكذب أو النفاق. وفي معرض رده على سؤال قال الدغليس أن الحركة الفنية بالأردن على درجة كبيرة من التقدم فهي رفيعة المستوى إلا أن ظاهرة تشظي تتجاذبها بعض الفئات حاليا ممّا يضعفها، كما أن العلاقات الخاصة تلعب دورها في إبراز بعض الفنانين قد لا يكونون في المستوى الذي يسمح لهم بعرض نتاجهم في قاعات تغلق في وجوه فنانين لافتقادهم لعلاقات خاصة مع متنفذين ماليين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©