الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس يدعو إلى وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات

عباس يدعو إلى وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات
1 ديسمبر 2012
منحت الجمعية العامة للأمم المتحدة فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، في خطوة تعد انتصاراً دبلوماسياً ومكسباً قانونياً للفلسطينيين. وصوتت 138 دولة لمصلحة مشروع القرار الذي منح دولة فلسطين هذه الصفة، في حين عارضته تسع دول، وامتنعت عن التصويت 41 دولة. ووافقت على الطلب الفلسطيني ثلاث من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي فرنسا وروسيا والصين، في حين عارضته الولايات المتحدة وامتنعت بريطانيا عن التصويت. أما الدول الثماني الأخرى التي رفضت القرار، فهي كندا وجمهورية التشيك وإسرائيل وجزر مارشال وميكرونيزيا ناورو وبالاو وبنما. ونص مشروع القرار الذي تم التصويت عليه على منح فلسطين صفة “دولة مراقب غير عضو” في الأمم المتحدة، كما دعا مجلس الأمن إلى النظر “بشكل إيجابي” إلى قبول طلب دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر 2011. ويدعو المشروع إلى ضرورة التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين والوقف الكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. كما تؤكد فقرات المشروع تصميم الجمعية العامة على الإسهام في إعمال الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، والتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط تنهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967 وتحقق رؤية الدولتين، كما تعبر عن الحاجة الملحة لاستئناف، وتسريع المفاوضات من أجل تحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة. وتعهد الفلسطينيون في المشروع المذكور باستئناف عملية السلام فور التصويت على القرار في الأمم المتحدة. ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي واستئناف المفاوضات مع إسرائيل، معتبراً بعد رفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة، أن الكرة باتت في الملعب الأميركي والإسرائيلي. وقال عباس خلال لقائه صحفيين فلسطينيين في نيويورك “أعلنت مليون مرة أننا نريد العودة للمفاوضات، إننا مستعدون لها ونحن لا نضع شروطا مسبقة، هناك 15 قراراً من مجلس الأمن والأمم المتحدة أن الاستيطان غير شرعي وعقبة في طريق السلام، وأنه يجب اجتثاث الاستيطان، لماذا لا يوقفون الاستيطان؟”. وأضاف “نريد العودة للمفاوضات. موضوع الدولة وحدودها الآن واضح وفيه قرار دولي، نحن نذهب لحل كافة قضايا المرحلة النهائية الست: الحدود معروفة الآن، واللاجئون والقدس والمستوطنات والمياه والأمن. يوجد اتفاق مسبق برعاية المنسق الأميركي حينها جيمس جونز أنه يكفي طرف تمركز ثالث في مهمة الأمن على الحدود”. وتابع “نحن جاهزون لكل ذلك ويبقى (السؤال): هل الجيران الإسرائيليون جاهزون؟ إن الكرة عندهم، وعند الأميركان، لكنهم قد يتذرعون بالانتخابات” الإسرائيلية المقررة في يناير. وكان عباس قد أكد في أول تعليق له على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن هذا القرار هو “انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية والقانون الدولي”، مضيفا “اشكر الشعب الفلسطيني واقدم له التهنئة بهذا الإنجاز، كما أشكر شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين صوتوا لمصلحة فلسطين”. واضاف “أعد شعبنا الفلسطيني باستمرار الكفاح الوطني حتى رفع علم فلسطين على مساجد وكنائس القدس الشريف”. من جهته قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة فرانس برس “اليوم هزم الاحتلال الإسرائيلي، وانتصرت دولة فلسطين وشعب فلسطين”، مضيفاً “نطلب من دول العالم، خاصة الولايات المتحدة أن تجبر إسرائيل على إنهاء الاحتلال”. بدوره قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، تعليقاً على القرار التاريخي “بعد التصويت قواعد اللعبة تغيرت، وفلسطين أصبحت معترفا فيها من الأمم المتحدة. الآن قواعد العملية السياسية اختلفت وتغيرت، وقواعد اللعبة لم تعد كما كانت عليه قبل التصويت”. وأضاف عريقات “اليوم وضعت فلسطين على خريطة الجغرافيا وبين الدول والشعوب”. وقال عباس في كلمته قبيل التصويت إن الجمعية العامة مطالبة اليوم “بإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين، ولهذا السبب بالذات نحن هنا اليوم”. وأضاف أن “الأسرة الدولية تقف الآن أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين”، مشيرا إلى أن “إسرائيل مارست التهديد” على الفلسطينيين لمنعهم من تقديم طلب الحصول على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.ودعا عباس العالم إلى “تصحيح الظلم التاريخي الذي ألحق بالشعب الفلسطيني”، وقال إن “اللحظة حانت ليقول العالم كفى للاحتلال والاستيطان” الإسرائيليين. من جهته، قال عضو الوفد الفلسطيني محمد اشتيه، أن “ثقتنا كانت كبيرة بان النتيجة ستكون لمصلحتنا، لكن اللحظات التي سبقت التصويت كانت رهيبة”. وأضاف “كانت لحظات الحقيقة وكتابة التاريخ لدولة فلسطين ونحن الآن سعداء جدا بهذه النتيجة”. وأكد “سنصل إلى الهدف الأساسي وهو تحويل هذا القرار إلى حقيقة على الأرض وهذا بالتأكيد سيحصل”. وفور إعلان نتيجة التصويت تعالت صيحات وهتافات “عاشت فلسطين عاش عباس” في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما انهمرت دموع البعض فرحا بالنتيجة، وتعانقوا وهم يصفقون بحرارة لهذه النتيجة، ورفع العلم الفلسطيني. أما عباس فقد بدت ثقته كبيرة بنتيجة التصويت لمصلحته وحرص على الجلوس في المكان المخصص لفلسطين حتى الإعلان عن النتيجة. وقد التف حوله أعضاء القيادة الفلسطينية الموجودون معه، ووزيرا خارجية اندونيسيا مارتي ناتاليجاوا وتركيا احمد داود أوغلو الذي ألقى كلمة عبر فيها عن تعاطفه الكبير مع الفلسطينيين. وقال داود اوغلو “لستم وحدكم نحن معكم”. وما إن أعلن رئيس الجمعية العامة النتيجة حتى وقف الحضور في القاعة، وهم يصفقون بحرارة وتحولت أنظار جميع الحضور نحو عباس. وقال عريقات لفرانس برس إن “الفلسطينيين بعد هذه الخطوة سيكرسون الرئيس عباس زعيماً تاريخياً لهم على غرار زعيمهم المؤسس ياسر عرفات”. كما احتفل الفلسطينيون مع أصدقائهم بالفوز. وأقامت رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، احتفالاً بمناسبة حصول فلسطين على مكانة دولة غير عضو فيها، وكذلك أقام وزير خارجية تركيا احتفالاً في مقر سفارة بلاده في نيويورك. وخرج عشرات آلاف الفلسطينيين احتفالاً بنجاح التصويت على مشروع القرار الفلسطيني في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وعمت الاحتفالات مدن الضفة الغربية وقطاع غزة احتفالاً برفع مستوى فلسطين من “كيان مراقب” إلى دولة مراقبة. وفي رام الله أطلقت جموع غفيرة الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجا في حين سارت في طرقات المدينة مواكب سيارة أرخت العنان لأبواقها، بينما أضيئت السماء بالألعاب النارية ابتهاجاً. ووصل صدى ازيز الرصاص الى القدس الشرقية، حيث اطلق الفلسطينيون في سمائها ألعاباً نارية بألوان العلم الفلسطيني. وفي شوارع القدس الشرقية سارت مواكب سيارة احتفالاً بالقرار التاريخي. وفي قطاع غزة خرج مئات الفلسطينيين، غالبيتهم نشطاء في حركة فتح، الى الطرقات للاحتفال بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتجمع مئات الشبان والصبية قرب ميدان الجندي المجهول في غرب مدينة غزة وهم يرفعون أعلام فلسطين ورايات حركة فتح مرددين هتافات مؤيدة للرئيس محمود عباس، بينها “ابو مازن سير سير احنا وراك لتحقيق المصير”. وجاب العشرات في سياراتهم وقد اطلقوا أبواق السيارات في شارع عمر المختار الرئيسي في المدينة. وفي جنوب قطاع غزة أيضا تجمع مئات الفلسطينيين في الشوارع العامة وهم يرددون هتافات مماثلة، منها “لا إسرائيل ولا أميركا دولة دولة فلسطينية”. كما خرج المئات في مخيمات وسط قطاع غزة ومناطق شمال القطاع ايضا للغاية نفسها. «التعاون الخليجي» يرحب بمنح فلسطين وضع دولة مراقب الرياض (وام)- رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس الأول بمنح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة ووصفه بالقرار التاريخي. واعتبر أن التأييد الدولي الكبير الذي حصل عليه القرار يعكس إدراك المجتمع الدولي لعدالة القضية الفلسطينية وأهمية تسويتها للأمن والسلم الدوليين، معتبرا أن القرار يمثل فرصة مناسبة للجنة الرباعية للسلام لتقوم بالدعوة إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لتحقيق حل عادل وشامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي وفق مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وقدم الأمين العام لمجلس التعاون تهانيه للشعب الفلسطيني على هذا الإنجاز وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها القيادة الفلسطينية، ممثلة في الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل الوصول إلى هذه المرحلة المهمة. وأكد الأمين العام في هذا الخصوص على مواقف دول مجلس التعاون الثابتة ودعمها المتواصل للشعب الفلسطيني، إلى أن يحصل على حقوقه الوطنية المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©