بيروت-''الاتحاد''، وكالات الأنباء: هدد الجيش اللبناني أمس بالرد بكل حزم وقوة على مقاتلي ''فتح الإسلام'' الذين يتحصنون في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان وذلك غداة اشتباكات متقطعة جرت بينهما· ووصلت أمس طلائع الإمدادات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني· فيما عاد الهدوء الهش إلى محيط مخيم نهر البارد غداة اشتباكات ليلية متقطعة هي الأولى منذ بدء الهدنة بعد ظهر الثلاثاء، مما أثار مخاوف من انهيار هذه الهدنة·
وقال متحدث عسكري لبناني إن الجيش يحترم الهدنة لكنه سيرد بكل حزم وقوة اذا تعرض لهجوم· وأضاف أن مواقعنا تعرضت مساء الخميس لإطلاق نيران من داخل المخيم فردت على مصادرها·
في المقابل، أكد أبو سليم طه المتحدث باسم ''فتح الاسلام'' ان المجموعة تعهدت باحترام الهدنة لكنها ترفض الاستسلام رغم محاولة بعض عناصرها الهروب بحرا· وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات الى 78 قتيلا وفق حصيلة جديدة أعدتها ''فرانس برس'' من مصادر فلسطينية ومصادر عسكرية لبنانية·
واستمر الجيش خلال الليلة قبل الماضية بتعزيز مواقعه المنتشرة حول المخيم مستقدما نحو 15 دبابة ومدرعة·
من ناحية أخرى تسارع إمداد اللاجئين بالمساعدات الإنسانية· ويستمر وصول المساعدات الإنسانية إلى طرابلس كبرى مدن شمال لبنان ومخيم البداوي المجاور لنهر البارد والذي لجأ إليه آلاف النازحين· فقد وصلت الى معبر المصنع على الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا أمس 11 شاحنة كبيرة من المساعدات الغذائية التي استقدمتها المنظمة الدولية للصليب الاحمر من عمان وذلك غداة اعلانها عن توزيع مئتي طن من المواد الغذائية على اللاجئين الفلسطينيين·
من جهة أخرى، أكد مصدر دبلوماسي غربي ان المساعدات العسكرية الاميركية بدأت الوصول الى الجيش اللبناني أمس·
وقال المصدر ان ثماني طائرات شحن بدأت الوصول الى لبنان لتسليم الاعتدة العسكرية والذخيرة الى الجيش اللبناني·
وأضاف أن هذه تجهيزات طلبها الجيش اللبناني في السابق لكن عملية تسليمها سرعت بسبب الأوضاع· وأكدت الولايات المتحدة إرسال مساعدات عسكرية أميركية إلى الجيش اللبناني ·وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي ''يمكنني ان أؤكد لكم أنه تم تسليم مساعدة أميركية''، من دون ان يحدد ماهية المعدات التي سلمت·
وكانت الاشتباكات قد تجددت بعنف عصر أمس بين الجيش اللبناني و''فتح الإسلام'' في مخيم نهر البارد بعد هدوء مشوب بالحذر خيم على الوضع الامني في الشمال ·وأفادت مصادر الشرطة اللبنانية بأن مسلحي ''فتح الاسلام'' فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه مواقع الجيش اللبناني في محيط المخيم ورد الجيش على مصادر النيران وقصف مواقع لـ''فتح الاسلام'' داخل المخيم·وتركزت الاشتباكات العنيفة قرابة الرابعة عصراً عند المدخل الجنوبي للمخيم، وعلى شاطئ البحر، وما لبثت ان امتدت الى المدخل الشمالي للمخيم لجهة منطقة العبدة· وأحكم الجيش اللبناني الطوق الامني حول المخيم تحسباً لقيام عناصر تابعة ''فتح الاسلام'' بعمليات تسلل من المخيم الى الخارج أو بالعكس·
من جانب قال وزير الدفاع اللبناني إلياس المر: ''اذا رفض مسلحو ''فتح الاسلام'' تسليم انفسهم، فهذا الامر يعود اليهم، ولكن الاكيد ان الجيش اللبناني لن يتراجع عن تثبيت الامن والنظام والسلم الاهلي وعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين تركوا مخيم نهر البارد الى بيوتهم''·وحول وصول المساعدات الاميركية الى الجيش اللبناني قال المر: ''لا يجب ربط وصول ذخيرة او عتاد للجيش اللبناني بما يحصل في مخيم نهر البارد، كان المفروض ان تصل هذه الذخائر منذ 12 يوماً، حصل تأخير لمدة أسبوع، وبرنامج المساعدات العسكرية سيمتد لمدة ثلاث سنوات·
وأكد على طلب الدولة اللبنانية تسلم المجرمين، مشيراً الى انه اذا لم تصل الاتصالات السياسية الجارية حول هذا المطلب، فسيترك الامر الى قيادة الجيش وأركانه وعملياته لتحديد ما هو المناسب·
الى ذلك اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان الولايات المتحدة تتابع عن كثب الوضع في لبنان ·
وأضافت ان الحكومة اللبنانية تبذل جهودا كبيرة لتفعل ما يجب من أجل حماية مواطنيها من المتطرفين الذين يريدون زرع الشقاق وزعزعة الاستقرار· وعبرت الوزيرة الاميركية عن املها في ان تكون الحكومة اللبنانية قادرة على معالجة وضع هؤلاء المتطرفين، موضحة انه نموذج اضافي للمتطرفين في الشرق الاوسط الذين يحاولون زعزعة حكومة ديموقراطية·
عدد اليوم
