الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السرقة عند الأطفال.. مؤشر نقص

السرقة عند الأطفال.. مؤشر نقص
15 فبراير 2018 20:15
القاهرة (الاتحاد) يحتاج الأطفال إلى وقت كي ينمو إحساسهم بالصدق والأمانة لأنه ليس إحساسا فطريا يولد معهم، إنما هو قيمة أخلاقية مكتسبة من خلال تنشئة اجتماعية سليمة. ويتضمن مفهوم عدم الأمانة سلوكات سلبية كالسرقة والغش. وحوادث السرقة البسيطة في مرحلة الطفولة المبكرة شائعة جداً بين الأطفال، وتميل إلى بلوغ ذروتها في نحو عمر 5 إلى 8 سنوات ومن ثم تبدأ بالتناقص لأن ضمير الأطفال ينمو ببطء كلما ابتعدوا تدريجياً عن اتجاه التمركز حول الذات والإشباع الفوري لدوافعهم. والسرقة العادية إذا استمرت بعد سن عشر سنوات، فإنها غالبا علامة على وجود اضطراب سلوكي وانفعالي خطير عند الطفل، وهو بحاجة إلى مساعدة متخصصة. وحول الأسباب التي تدفع الأطفال للسرقة، تقول الدكتورة آيات إبراهيم، استشارية العلوم التربوية، إن الأطفال يسرقون لأسباب عدة أهمها عدم فهم أن للآخرين ملكية خاصة يجب احترامها، وربما كان تعويضاً رمزياً لغياب الحب الأبوي، أو الاهتمام أو الاحترام، لافتة إلى أن أغلب الأحداث المنحرفين ينحدرون من أسر مفككة وتنشئة أسرية سيئة. وتتابع «يمكن أن يكون الطفل قد اختار نموذجا سيئا للاقتداء به، فقد يرى أحد أبويه، أو أخوته وهو يسرق، كما أنه قد يسرق الطفل من أجل الحصول على رضا جماعة الرفاق. وهناك أطفال يسرقون من أجل تدعيم احترام الذات، فهم يعرضون الأشياء المسروقة على الآخرين كي يثبتوا لهم رجولتهم أو كفاءتهم. ومن الأطفال من تشعره السرقة بالاستثارة والمغامرة، لافتة إلى أن هناك أطفالا يسرقون من خلفية اقتصادية اجتماعية متدنية لأنهم يعانون الحرمان، ولا يملكون نقوداً لشراء الأشياء التي يريدونها مثل اللعب أو الحلوى». وتشير إبراهيم إلى أن السرقة قد تكون طريقة الطفل اللاشعورية في الانتقام من أحد أبويه لسوء أو قسوة التعامل معه. وفي كثير من الأحيان تكون السرقة علامة على التوتر الداخلي عند الطفل، مثل الاكتئاب، أو الغيرة من طفل جديد ولد للأسرة، أو الغضب. وتضيف «يحاول الطفل استعادة شعور داخلي بالارتياح من خلال السرقة». وتزيد أن هناك سببا آخر يدفع الطفل للسرقة وهو أنه يجد صعوبة كبيرة في مقاومة الإغراء. ومن جانب آخر يقوم بعض الأطفال من سن المدرسة بالسرقة لأنهم لم يطوروا بعد ضميراً ناضجاً أو قدرة على المحاكمة الأخلاقية.فهم ميالون للتمركز حول الذات ويبحثون عن إشباع فوري لدوافعهم، ولما كانوا غير قادرين على التخطيط المسبق وتوفير النقود، فأنهم يسرقون للحصول على ما يريدونه. وتؤكد أن الأبوين اللذين يعطيان قيمة كبيرة للأمانة الشخصية واحترام ممتلكات الغير، ويطبقانها في حياتهما، يقل احتمال أن يكون لدى أطفالهما مشكلة سرقة، مشيرة إلى أنه من الأهمية أن يقيم الأبوان علاقة دافئة مع الطفل، لأن ذلك يساعد على إرضائه، وإكسابه القيم الإيجابية، كما تنصح بالحرص على تأمين احتياجاته. ومن الضروري أن يدع الوالدان الطفل يدرك أن بإمكانه اللجوء إليهما عندما يكون يرغب في الحصول على شيء ما. كما إن الأبوين اللذين يتابعان أطفالهما متابعة إيجابية لن يتيحا الفرصة للإقدام على أي سلوك سلبي مثل السرقة. وتوضح أنه كلما تم اكتشاف أي ميول للسرقة في وقت مبكر كان ذلك أفضل. لا للانفعال في حال اكتشف الأهل أن الطفل سرق، تقول الدكتورة آيات إبراهيم، استشارية العلوم التربوية، أنه من الأهمية للأبوين أن يسيطرا على ثورتهما الانفعالية، لافتة إلى أنه من الأفضل البحث عن الأسباب وراء السرقة. وتضيف «عندما يقوم الطفل بأخذ حلوى مثلا من متجر، ينبغي على الأبوين أن يرافقا الطفل إليه، ويطلبان منه إعادة ما أخذه. وينبغي الاهتمام بألا يترك الطفل من دون نقود. أما التعويض فيجب أن يكون مزعجاً للطفل ويستدعي حرمانه من أشياء مادية. أو من مشاهدة التلفاز، من أجل فرض القيمة الأخلاقية بتحمله المسؤولية الشخصية لإصلاح فعلته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©