الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باحثون عرب يبرزون أهمية أعمال الواسطي الجمالية والتاريخية

باحثون عرب يبرزون أهمية أعمال الواسطي الجمالية والتاريخية
13 ديسمبر 2011 14:58
اختتمت ظهر أمس، في قاعة الندوات بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، الندوة التخصصية “المنمنمات الإسلامية من الواسطي إلى بهزاد”، التي أقيمت في إطار فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الفنون الإسلامية “المنمنمات”، واستمرت ليومين بمشاركة أحد عشر باحثاً وناقداً عربياً. وقد أقيمت الجلسة الأولى برئاسة الدكتورة إيناس حسني من مصر ومشاركة الباحث محمد حميدة من مصر والدكتورة مهى عزيزة سلطان من لبنان والناقد محمد الناصري من العراق. واستهل محمد حميدة ورقته “الحيز والموجودات – عن سياقات عصرية تتكئ على بعض ما سلف من منمنمات إسلامية” بما بات متداولاً حول تاريخية العلاقة بين المنمنمة والنص المكتوب والأغراض من هذه العلاقة، ملاحظاً ندرة الدراسات البحثية التي تستقصي فن المنمنمات الإسلامية في مصادرها، مؤكداً أن الكثير من هذه المنمنمات قد تجاوز خيال المكتوب. ثم انتقل لمناقشة أثر المنمنمة في اللوحة المعاصرة الإسلامية والعربية واستلهامها في الوقت نفسه الذي تأثرت به اللوحة بمصادر من الفن الغربي، ليتوقف طويلاً عند أحد النماذج الصافية للمنمنمة الإسلامية المعاصرة في لوحة “الشرق والغرب” للرسامة الباكستانية سائرة وسيم، دارساً من خلالها علاقة الشرق بالغرب وفقاً لما تمنحه اللوحة من تأويلات. أما مهى عزيزة سلطان، فبدأت ورقتها “إسهامات الواسطي في فن المنمنمات” بالسؤال: لماذا تأخر اكتشاف الواسطي حتى أصبح أسلوبه ملهماً لنفر من كبار التشكيليين العرب؟ وأين تكمن موهبته؟ هل هي في الأسلوب التشخيصي أم في الواقعية التي عكست طراز الحياة البغدادية بمختلف وجوهها ومناحيها في القرن الثالث عشر، أم في التكوين المشهدي وحسن توزيع العناصر في المنظور المخالف لتقاليد الغرب؟. في سياق الإجابة عن هذه الأسئلة درست مهى عزيزة سلطان أوجه مختلفة من إبداع المنمنمة الواسطية تقنياً وتشريحياً، وكذلك سياقها المقارَن مع اللوحة الغربية وتأثيرها على اللوحة التشكيلية العربية المعاصرة، لتختم أيضاً بالتساؤل: هل ما زالت المنمنمة الإسلامية قادرة على الإلهام في الألفية الثالثة، خاصة مع التطور التقني التكنولوجي ومخاض الثورات العربية؟. وكانت ورقة محمد الناصري هي الأخيرة في هذه الجلسة، فتركزت كما في عنوانها حول “البعد التاريخي للمنمنمات من الواسطي إلى بهزاد”، فرأى أن الواسطي قد اهتم بالزخارف العربية المستمدة من الطبيعة العربية وبيئتها؛ أما شخصياته فاستطاع أن يميز بينها من حيث السن من خلال اختلاف ألوان الملابس والعمامة واللحية، في حين نالت المرأة حظاً وافراً في هذه الأعمال. أما بهزاد، فاعتبر لوحاته من روائع الفن العالمي من حيث تكوينها ونشاط الحركة فيها ومن حيث محاكاتها للطبيعة واهتمامها بالبناء الهندسي وتميز ألوانها بالتناغم والانسجام. أما الجلسة الثالثة والأخيرة في الندوة، فرأسها الدكتور حسين جمعان وشارك فيها: الدكتور عبد الكريم السيد من فلسطين “المنمنمات – النشأة والتطور”، ومها السنان من السعودية “الفن الإسلامي المعاصر – منيرة موصلي والواصلي نموذجاً”، ومحمد الزبيري من المغرب “إسهامات الواسطي في فن المنمنمات”. وتتبع الدكتور عبد الكريم السيد المنمنمات تاريخياً منذ أن كانت رسوماً توضيحية في كتب الطب والجغرافيا، مشيراً إلى أن الواسطي “يعتبر مؤسس مدرسة بغداد للمنمنمات ويبرز كأستاذ فن شخصي بدلا من أن يخضع إلى القواعد والأصول الفنية التقليدية، كما كان الواسطي يستعمل الحبر الأسود ويخلطه ببقايا حرق ألياف الكافور ويمزجها بزيت الخردل وبعض الألوان الأخرى التي كان يقوم بتحضيرها بنفسه”. لينتقل إلى المدارس الإسلامية الأخرى في المنمنمات وما أجرته من تطويرات على هذا الفن بإدخال تفاصيل من الحياة اليومية والمعتقدات الشعبية إلى هذا الفن. وأوضحت مها السنّان أن بعض الفنانين عادوا إلى مواضيع وأساليب الفن الإسلامي (الكلاسيكي) بأسلوب معاصر بغرض إعادة إحياء هذا التراث أو الاستلهام منه أو لأسباب إبداعية أخرى، ومن ضمن هؤلاء الفنانة التشكيلية السعودية “منيرة موصلي” من خلال تجربتها الفنية “الواسطي وأنا” التي طرحتها عام 1995م. وفي هذا السياق، استعرضت مصطلح “الفن الإسلامي المعاصر” ومفهومه، لتخلص إلى عرض عناصر في تجربة موصلي عبر هذا المنظور. وأخيراً إلى ورقة محمد الزبيري، حيث استعرض الأبعاد التاريخية والجمالية والتشكيلية لمنمنمات الواسطي من خلال مقامات الحريري؛ اعتماداً على نسخة (حريري شيفر) المحفوظة بالمكتبة الوطنية بباريس، تحت عدد: 5847 والمشتملة على 94 رسماً. فرأى أهميتها التاريخية، فضلاً عن الجانب الفني، حيث إنها تكمن في كونها الوحيدة الموقعة من طرف الواسطي باسمه في نهايتها، والتي نقلت لنا تفاصيل الحياة الاجتماعية والثقافية في بغداد، بعد ما نجت تلك الوثيقة من “طوفان” هولاكو الذي أحرق الأخضر واليابس.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©