الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة الصايغ تقارب عوائق تأسيس اتحاد الإمارات ومقومات البناء

فاطمة الصايغ تقارب عوائق تأسيس اتحاد الإمارات ومقومات البناء
13 ديسمبر 2011 14:58
تميزت المحاضرة التي نظمها مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام مساء أمس الأول تحت عنوان: “دولة الإمارات العربية المتحدة: عوائق التأسيس ومقومات البناء من 1971 حتى 2011”، وتحدثت فيها الدكتورة فاطمة الصايغ، أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات، بالعمق والجرأة التاريخية والإحاطة بدقائق تأسيس الدولة وتمرحلات المسيرة الاتحادية. وقبل الدخول في تفصيل عوائق التأسيس التي تمكنت الإمارات من التغلب عليها وتطويعها لتصبح عامل وحدة عوضاً عن عامل شتات، مهدت الدكتورة فاطمة الصايغ لموضوعها تاريخياً؛ فأشارت الى أن الفكر الوحدوي قديم في المنطقة وأنه يعود إلى 1905 و 1906 حيث كان لدى الشيخ زايد بن خليفة رغبة في الوحدة، مذكرة باجتماع الخوانيج الذي ناقش الفكرة، لكن الظروف لم تكن مؤاتية فظلت هذه مجرد رغبة. ودللت من خلال هذا الشاهد وغيره من الشواهد على أن فكرة الوحدة لم تكن رغبة بريطانيا كما يرى المؤرخون بل رغبة ذاتية من حكام الإمارات، وفي استمرار الاتحاد وبقائه رغم كل التحديات التي مرت به ما يدلل على صدق الرغبة في الوحدة وأنها كانت مطلباً إماراتياً وليست مطلباً بريطانياً. وفي محاضرتها عرضت الدكتورة فاطمة الصايغ لما اعتبرته أهم المحطات التي ساهمت في إبراز جوانب التعاون والتكامل بين إمارات الدولة السبع إلى جانب توفير الأرضية المشتركة لاستمرارية الاتحاد. ورأت في التاريخ المشترك واللغة والعادات والأصول القبلية الواحدة والأوضاع الاقتصادية المتشابهة قواسم تاريخية تجمع الإمارات السبع، فضلاً عن عدم وجود فواصل جغرافية أو حواجز طبيعية بين الإمارات مما خلق أيضاً وحدة جغرافية، فكان أن تحققت لهذه الدولة وحدة التاريخ والجغرافيا. وتناولت عدداً من التحديات الداخلية والخارجية التي واجهها الاتحاد من 1968 ولغاية 2011 متوقفة بالتفصيل عند الدور البريطاني في نشأة الاتحاد، وهي ترى أن الاستعمار البريطاني كان عامل فرقة إلا أنه تحول إلى دافع للوحدة، فعندما أعلنت الحكومة البريطانية عزمها على الانسحاب من منطقة عدن وشرق السويس وإمارات الخليج العربي (البحرين وقطر وإمارات الساحل) وأخبرت الحكام بأنها سوف تتراجع عن اتفاقياتها وتتخلى عن مسؤولياتها بنهاية 1971، إنما ساهمت من دون أن تدري في بعث فكرة الاتحاد. واعتبرت الصايغ ان “اجتماع السميح “عرقوب السديرة” في فبراير 1968 شكل نقلة نوعية في تاريخ المنطقة، فهناك ولدت بذرة الفكرة الداعية إلى إنشاء اتحاد تساعي يضم بالإضافة إلى الإمارات السبع البحرين وقطر. وتحدثت عن الشكوك التي أحاطت بالفكرة، والصعوبات التي واجهتها المفاوضات لتحقيق الاتحاد التساعي أولاً ثم الاتحاد السباعي، وصولاً إلى قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة. وتطرقت الى تحديات التأسيس والجهود المبذولة لإنجاح الاتحاد والحصول على اعتراف الدول المجاورة به كالسعودية وسلطنة عُمان، وقضية التنمية في الإمارات وتمويل الميزانية الاتحادية، وتوحيد القوات المسلحة وتقوية المؤسسات الاتحادية كأبرز التحديات التي نجحت الإمارات في تجاوزها. وبين الأعوام 1976-1981 عاشت الدولة الاتحادية ما أسمته الدكتورة فاطمة الصايغ “تحديات البقاء”، والمتمثلة في نمو الوعي الشعبي بضرورة بقاء الاتحاد واستمراريته والذي برز واضحاً في المسيرات الشعبية الحاشدة تأييداً للاتحاد وبقاء زايد رئيساً. ومن بين التحديات التي ميزت هذه المرحلة: توحيد القوات المسلحة، وترسيخ دور المؤسسات الاتحادية، وترتيب البيت الإماراتي. وتطرقت إلى التحديات الداخلية والإقليمية التي واجهتها دولة الإمارات العربية المتحدة بعد ذلك، ومن بينها الحرب العراقية الإيرانية، وتحديث المؤسسات، وتذبذبات أسعار البترول وترشيد الإنفاق، فضلاً عن وفاة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم أحد الآباء المؤسسين للاتحاد عام 1990، وتحول الدستور من مؤقت إلى دستور دائم... ثم الغزو العراقي للكويت - الذي كان اختباراً للإمارات ولمنظومة مجلس التعاون. أما التحدي الأبرز أمام الإمارات بين أعوام 2001-2004 فكان حضارياً وسياسياً، حيث نجحت الإمارات رغم رياح التغير التي عصفت بالعالم بعد أحداث سبتمبر في إنجاز خطاب قائم على التسامح والتعاون مع الشعوب والانفتاح على الآخر. أما السياسي فتمثل في رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الباني والمؤسس، وانتقال السلطة بكل سلاسة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وبذلك دخلت الإمارات مرحلة جديدة من تاريخها وصفتها فاطمة الصايغ بأنها تجربة سياسية متألقة وسياسة خارجية نشطة، وذلك بين الأعوام 2004-2011. وقالت: تعد هذه المرحلة من أكثر المراحل التاريخية أهمية وبروزاً للإمارات، فهي مرحلة التنمية والتمكين والاستقرار السياسي والاهتمام ببناء الإنسان وجعله محور كل خطط التنمية واستراتيجيات الدولة. وتميزت بنمو داخلي سلط عليها الأضواء وجعلها أنموذجاً فريداً سياسياً واقتصادياً وتنموياً. كما تميزت بسياسة خارجية نشطة جعلتها لاعباً مهماً على الساحة الدولية. وفي ختام محاضرتها أجملت الصايغ أسباب نجاح الاتحاد وديمومته، مشيرة إلى أن اتحاد الإمارات اشتق مقومات بنائه من البيئة المحلية، فهو ليس فيدرالية أو كونفيدرالية، كما أنه اتحاد عمل لا شعارات، وأنه قائم على العطاء لا الأخذ وعلى التسامح وحسن الجوار... ولعل الأهم أنه حظي بقيادة أبوية تحب الشعب ويحبها الشعب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©