الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ازدهار الاقتصاد العالمي ·· والتضخم أكبر المشكلات

26 مايو 2007 01:30
باريس-رويترز: قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن الاقتصاد العالمي في أفضل حالاته منذ سنوات حيث يطغى نمو صيني قوي وتحسن في أوروبا واليابان على تباطؤ أمريكي· وأضافت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها في تقريرها نصف السنوي عن آفاق الاقتصاد العالمي أن البطالة في تراجع وحثت البنوك المركزية على توخي الحذر مع تفاقم مخاطر التضخم جراء الزيادات في أسعار المواد الغذائية والسلع الأولية والشحن· وقال جان فيليب كوتيس كبير الاقتصاديين بالمنظمة ''الوضع الاقتصادي الراهن هو من وجوه عديدة أفضل مما عرفناه في سنوات·'' وبحسب المنظمة ينبغي أن يستمر التشدد في سياسة سعر الفائدة· وبخلاف التضخم يتمثل خطر كبير آخر في قيام الحكومات بتبديد إيرادات الضرائب المرتفعة من أجل مكاسب قصيرة الأجل بدلا من استغلال الوفرة في تقليص الديون ومستويات العجز مكررة ما سماه كوتيس الأخطاء الكارثية لأواخر الثمانينات وأواخر التسعينات· ورفعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعات سابقة للنمو هذا العام والعام القادم في أوروبا واليابان وخفضتها للولايات المتحدة لكنها عبرت عن اعتقادها بأن التباطؤ الأمريكي الناجم عن تراجع في سوق الاسكان لن يغرق أكبر اقتصاد في العالم· وقلصت توقعاتها لنمو الاقتصاد الأمريكي في 2007 إلى 2,1 في المئة من 2,4 في المئة لكنها توقعت تحسنه إلى 2,5 في المئة في 2008 وذلك بعد نمو بلغ 3,3 في المئة في ·2006 ورفعت تقديرها لنمو الاقتصاد الياباني هذا العام إلى 2,4 في المئة من اثنين بالمئة على أن ينمو اثنين بالمئة العام القادم وذلك مقارنة مع 2,2 في المئة في ·2006 وأبرزت المنظمة التعافي الأوروبي الذي تقوده ألمانيا وأيضا تحسنا مفاجئا في ايطاليا رافعة توقعاتها لنمو اقتصاد منطقة اليورو التي تضم 13 بلدا إلى 2,7 في المئة هذا العام تعتدل قليلا إلى 2,3 في المئة في ·2008 وقالت المنظمة إن الصين رابع أكبر اقتصاد في العالم مقبلة على عام آخر من النمو السريع بأكثر من عشرة بالمئة وإنها ''ربما تجاوزت السرعة القصوى·'' وأوصت بكين بالسماح لعملتها بالارتفاع لاحتواء التضخم وفائض تجاري هائل· وقال كوتيس في مقابلة مع رويترز إن مصلحة بكين تقتضي تخفيف سيطرة الدولة على أسعار الصرف غير أن العملة التي ترى واشنطن وأوروبا أنها منخفضة بصورة غير عادلة ومصطنعة ستظل ضعيفة طالما واصل الشعب الصيني تكديس المدخرات· وتوقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نموا بنسبة 2,7 في المئة هذا العام والذي يليه للبلدان الثلاثين أعضاء المنظمة التي دعت هذا الشهر روسيا إلى الانضمام وكذلك شيلي لكن ليس الصين· وأكثر أعضاء المنظمة بلدان صناعية· وقالت إن من المتوقع تراجع نسبة البطالة إلى 5,5 في المئة في بلدان المنظمة عموما من 5,6 في المئة في 2006 وفي أوروبا بصفة خاصة إلى 6,7 في المئة من 7,1 في المئة في 2006 و7,8 في المئة في ·2005 وتحدثت المنظمة عن بعض مخاطر نمو محموم للاقتصاد وحثت البنوك المركزية على ابقاء أسعار الفائدة منخفضة· وقال كوتيس ''على الصعيد النقدي ثمة مخاطر في مناطق كثيرة من أن التوازن الكلي بين العرض والطلب بدأ يميل بالفعل باتجاه نمو محموم في وقت ربما بدأ فيه النزوع إلى التضييق المالي يخمد·'' وقالت المنظمة إن مصدر الخطر ليس مطالب الأجور· وأوصت مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى ابقاء اسعار الفائدة الأساسية دون تغيير في 2007 وذلك على العكس من الاعتقاد السائد بين البعض في الأسواق المالية بأن البنك المركزي ربما يبدأ خفض الفائدة قريبا لدعم الاقتصاد· وقالت المنظمة إنها تتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي سعر فائدته القياسية مرتين هذا العام إلى 4,25 في المئة· وقال كوتيس في مقابلته مع رويترز إن المنظمة تتوقع هاتين الزيادتين في يونيو وأواخر 2007 على أن يحجم البنك عن تعديل تكاليف الاقتراض في ·2008 وأضاف مسؤول بالمنظمة أنه على بريطانيا أن تبقي الفائدة مستقرة أيضا بل ربما تحتاج إلى رفعها· وقال كوتيس إن مشكلة اليابان بالمقابل تتمثل في خطر انكماش الأسعار الملح رغم فترة طويلة من تحسن نمو الاقتصاد· ولا ترتفع الرواتب في اليابان بالدرجة المتوقعة ولم تدق البلاد بعد المسمار الأخير في نعش انكماش الأسعار· وقال ''إنه أمر مثير للقلق تماما·'' وآخذة في الحسبان فقاعة شركات التكنولوجيا التي انفجرت مطلع العقد قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن اسعار الأسهم وغيرها من الأصول تبدو مجددا مقدرة بأكثر قليلا من قيمتها لكن كوتيس قال إنه ما من شيء يدعو للقلق بهذا الشأن·وقال كوتيس ''نحن أبعد ما نكون عن هناك· هذه ليست أزمة·'' وأشار كوتيس إلى أنه في حين ''يعود التوازن'' في الاقتصاد نظرا لأن أوروبا واليابان تساهمان بدرجة أكبر في النمو بينما فقدت الولايات المتحدة زخمها إلا أنه ما من مؤشر على أي تراجع ملموس في اختلالات المعاملات الجارية· وقال إن الاستقرار الأخير في العجز الأمريكي يبدو أقرب إلى ظاهرة مؤقتة والراجح أن يتفاقم العجز ثانية حالما يتحسن الاقتصاد مضيفا أن الفوائض في الصين واليابان لاتزال في ارتفاع· وقال ''لا تقدم في هذا الصدد·''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©