الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العالم يتوحد

23 ديسمبر 2015 21:50
لم يتحد العالم في مدى التاريخ القديم والحديث، كما اتحد في عام 2015 الذي يستعد لتسليم الأمانة للعام الآتي بعد أيام ... والفضل في ذلك ليس لحضارات مشتركة أو ديانات موحدة أو أيديولوجيات متماهية، بل بكل بساطة لتنظيم إرهابي يدعى «داعش». فالعالم الغربي في شقيه العلماني والمسيحي والملحد يريد رأس أبي بكر البغدادي بأي ثمن والعالم الإسلامي بكل أصوله وأعراقه وألوانه يريد نسف «التنظيم» الذي يتربع على جزء من سوريا والعراق ويتمدد صوب ليبيا مهدداً الغرب والشرق معاً وبأي ثمن أيضاً، والعالم الآخر الذي يتوزع بين هندوس وبوذيين وسيخ في الهند والصين يريد إسقاط «الشبح الإرهابي» الذي يتسلل هنا وهناك وسط أقليات تبحث عن ملاذ ما أو سلطة ما أو نظام ما لم يتمكن الإسلام السمح المعتدل من ملء الكثير من فراغاته التي فرضتها ظروف كان أكثرها في غير متناول اليد وبعضها كان من غير جدوى أو من غير دراية. ففي نظرة سريعة إلى الخريطة العالمية نجد الدول الغربية في زي عسكري موحد تماماً كما هي الحال مع الدول العربية والإسلامية التي تستعد لارتداء زي عسكري مماثل استعداداً للقتال في جبهة واحدة هذه المرة وضد عدو واحد هو تنظيم داعش بامتياز. وهنا لا بد أن نسأل: هل يستحق «داعش» الثناء على ما فعل؟ في الواقع إن ما فعله لا يستحق إلا الرحمة أولاً على الضحايا التي أرداها نحراً وحرقاً وصلباً وتفجيراً، والملامة ثانياً على من رعاه ورباه أو كان في أصل جذوره بدءاً من «الإخوان» وليس انتهاء بـ «القاعدة»، والحرص ثالثاً على نشر الإسلام الصحيح في الشكل الذي لا يقلق غير المسلمين ولا يسمح لأمثال «داعش» وسواه من التعشش في بيئة حاضنة أو أرضية ضالة والتأكد رابعاً من أن الدول الكبرى لن تتمكن من العبور إلى عالمنا من خلال ثغرات تتغاضى عنها لغير سبب وذريعة قبل أن نكتشف أننا أصبحنا إما أسرى لقوة عظمى أو ضحايا لزمرة مجرمة. مريم العبد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©