إعداد- صالح الحمصي:
ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة بالسوق نهاية الأسبوع الماضي الى نحو 588 مليار درهم بزيادة 5,1% عن الأسبوع قبل الماضي، كما أرتفع المؤشر العام الأسبوعي للهيئة بنسبة 5,3% ليرتفع المؤشر العام للسوق منذ بداية العام 10,65%·
ويبدو أن أسواق المال المحلية أجلت عمليات جنى الأرباح المنتظرة وتقدمت بقوة لتكون في مقدمة أسواق الخليج وأضافت لقيمتها السوقية 28,3 مليار درهم لتعزز بها مكاسب شهر ''مايو الأخضر''، الذي يعد الأفضل منذ بداية العام، حيث أغلق سوق أبوظبى مرتفعا بنسبة 16,1 % منذ بداية العام ولحق به سوق دبي مرتفعا بنسبة 5,1 %· وشهدت بداية جلسات الأسبوع حالة من الهدوء والتردد في تحديد الاتجاه بين الاستمرار أو جني الأرباح إلا انه بدا وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة حيث شهد كلا السوقين ارتفاعات قوية منذ بداية جلسة الأربعاء امتدت حتى اللحظة الأخيرة من جلسة يوم الخميس حيث ظهر تغيرا واضحا في أداء المتعاملين بالسوق فاختفت عمليات المضاربة القائمة على الأرباح من 5 إلى 10 فلوس· وقال التقرير الأسبوعي لمركز أبحاث شركة ''أمانة كابيتال'': طغى الطابع المؤسسي على التعاملات من حيث كثافة عمليات التجميع والتركيز على اسهم القطاع العقاري بالسوقين بالإضافة الى اسهم قطاع البنوك والتي ساهمت بقوة فى ارتفاع المؤشر·
وشمل النشاط كافة الأسهم المدرجة حيث ارتفعت أسعار 67 ورقة مالية من اجمالى 80 ورقة مالية تم التعامل عليها· وكان أداء الأسواق رائعاً في ظل حالة التفاؤل التي يشعر بها المستثمرون ومن المنتظر أن يستمر الأداء مع إمكانية تنفيذ عمليات جنى أرباح تسمح بوجود فرص لإعادة التجميع عند هذه المستويات قبل الانطلاق مجددا واستكمال رحلة الصعود·
وعلى الرغم من حركة النشاط القوية التي شهدتها جلستا الأربعاء والخميس والتي بلغت 2,8 ، 3,7 مليار درهم على التوالي الا ان انخفاض معدلات التداول خلال الثلاث جلسات الأولى من الاسبوع أدت الى انخفاض كمية وقيمة التعاملات الاجمالية بنسب 9,1 % ، 15,2 % على التوالى حيث تم تداول 3,1 مليار سهم بقيمة 10,8 مليار درهم واستحوذ سوق دبي المالي على 56,1 % ، 65,1 % من اجمالى كمية وقيمة التعاملات على التوالى واستمر سهم سوق دبي المالي محتلا صدارة اكثر الشركات نشاطا من حيث الكمية بعد تداول 376,1 مليون سهم مستحوذا على 21,8 % من اجمالي كمية التعاملات بسوق دبي، في حين شهدت اكثر الشركات نشاطا من حيث القيمة منافسة قوية بين سهمي اعمار العقارية وسوق دبي المالي حسمت لصالح الأول بفارق بسيط ليعاود احتلال عرشه الذي غاب عنه طويلا، وبلغت قيمة تعاملاته 1,3 مليار درهم مستحوذا على 18 % من اجمالي قيمة التعاملات بسوق دبي· وشهد الاسبوع الماضي استمرار النشاط على سهم املاك للتمويل، و دبي للاستثمار، وبنك دبي الاسلامي بالإضافة إلى سهم الإسلامية العربية للتأمين (اياك) وسلامة، وارابتك القابضة· اما سوق أبوظبي فشهد ارتفاعا قويا في احجام التعاملات ما ادى الى ارتفاع نسبته فى اجمالي التعاملات حيث استحوذ على 43,9 %، 34,9 % من اجمالي كمية وقيمة التعاملات على التوالي، واحتل سهم اركان لمواد البناء قائمة انشط الشركات من حيث الكمية بعد تداول 295,4 مليون سهم ليستحوذ على 21,8 % من اجمالى كمية التعاملات بسوق أبوظبي في حين احتل سهم صروح العقارية قائمة انشط الشركات من حيث القيمة بلا منافس وبلغت قيمه تعاملاته 703,1 مليون درهم مستحوذا على 18,6 % من اجمالي قيمة التعاملات بسوق أبوظبي، كما شهد الاسبوع استمرار النشاط لاسهم الدار العقارية، ودانة غاز، وابوظبي الوطنية للطاقة، والواحة العالمية للتأجير·
وارتفع مؤشر سوق أبوظبي بـ 177,65 نقطة بنسبة 5,38 % ليغلق عند 3482,20 نقطة، كما ارتفع مؤشر سوق دبي بـ 211,40 نقطة بنسبة 5,13 % ليغلق عند 4336,20 نقطة، وهو ما انعكس على مؤشر سوق الامارات الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع الذي ارتفع بـ 4460,21 نقطة بنسبة 5,06 % ليغلق عند 4460,21 نقطة مما ادى الى ارتفاع راس المال السوقي بـ 28,3 مليار درهـم ( منها 15,8 مليار درهم بسوق ابوظبي، 12,5 مليار درهم بسوق دبي)
وقال محمد علي ياسين، العضو المنتدب لشركة الإمارات للأسهم والسندات: لوحظ توجه كثير من السيولة خاصة من المحافظ والصناديق الاستثمارية المحلية والأجنبية نحو أسهم الشركات العقارية ما أدى إلى ارتفاع أسعارها وعدد الأسهم المتداولة عليها حيث ارتفع حجم التداول على أسهم شركة صروح العقارية إلى أكثر من 700 مليون درهم خلال الاسبوع، وأرتفع سعر السهم من 2,28 درهم من بداية العام ليغلق على سعر 4,16 درهم نهاية الأسبوع الماضي بارتفاع 82,5% ، كما أمتد ذلك إلى أسهم شركات أعمار والاتحاد العقارية والدار العقارية·
وأكد ياسين أن دخول استثمارات جديدة طويلة الأجل إلى الأسواق قد أعاد الثقة للمستثمرين بالاحتفاظ باستثماراتهم على المدى الطويل مع اقتناع الكثيرين أن الأسواق رغم ارتفاعها المتواصل منذ بداية شهر أبريل الماضي ورغم مرورها بعدة فترات جني أرباح إلا أنها كانت محدودة نسبيا·
واشار إلى ان الأسواق استطاعت أن تحافظ على كثير من مكتسباتها السعرية خلال مرحلة الارتفاع ما يؤكد ارتفاع ثقة المستثمرين في تجاوز الأسواق لمراحل التراجع الكبير وانتهاء مرحلة الخوف من عمليات بيع كبيرة تهبط بالأسواق إلى مستويات سابقة، على الأقل في المرحلة الحالية وحتى ظهور النتائج على النصف الأول من العام والتي يعتقد أن ربحية تلك الشركات ستدعم الأسعار الحالية لأسهم معظم الشركات·
من جهته قال حسام ساكت الجندي، مدير التداول في شركة السهم الالكتروني للأسهم والسندات: إن أسواق الأسهم المحلية أنهت الأسبوع بربحية بالرغم من تخلل جلسات التداول جني للأرباح محدود بالنظر لأسعار الإغلاق·
وقال الجندي: بشكل عام فانه يلاحظ ازدياد ثقة المستثمرين بالأسواق المحلية وضخ سيولة اضافية، موضحا أن تغيرات جذرية طرأت على حركة السيولة المحلية حيث كان يتم تحويل السيولة بين الأسواق المحلية ما يؤدي إلى انخفاضها في أحد الأسواق على حساب الآخر، الأمر الذي لم تشهده جلسة الخميس بعد أن اخترق سوق دبي حاجز المليارين و سوق أبوظبي حاجز المليار·
واشار الجندي الى ان تداولات نهاية الاسبوع جاءت مختلفة عن طبيعة تداولات الاسابيع الاخرى حيث كانت الاسواق تشهد هدوءا وانخفاضا أو استقرارا في آخر يوم للتداول، الأمر الذي لم يحدث نهاية الاسبوع الماضي ما يعزز الثقة وعودة الانتعاش إلى الأسواق المحلية·
وقال الدكتور همام الشماع، المستشار المالي لشركة الفجر للأوراق المالية: إن ارتفاع مكاسب القيمة السوقية بنسبه 2,5 % بزيادة 18,654 مليار درهم عن إغلاق الأسبوع الماضي يعد أعلى زيادة شهدتها السوق خلال أسبوع واحد منذ أكثر من ثمانية اشهر، مضيفاً أن هذا الاتجاه الصعودي يبشر ببدء انعكاس الموجه وانتهاء مرحلة الهبوط التي شهدتها الأسواق منذ نهاية عام ·2005
وأضاف: يمكن إجمال العوامل التي أدت إلى الارتفاع المتواصل خلال الأسبوع بالأرباح التي نمت 22 % تقريبا قياسا بافصاحات 2006 وحجم السيولة الإضافية الأجنبية والمؤسساتية التي يحتمل دخولها للسوقين وخصوصا سوق ابوظبي مع التوجه الاستثماري المستند إلى مؤشرات الربحية والتقييم الذي أضفى على السوق طابع النعومة في الصعود وأخيرا العوامل النفسية التي تدفع المستثمرين لدخول السوق في وقت مبكر·
وأضاف: مع ملاحظة حالة السوق المتواصلة في الصعود، يمكن القول إن الاتجاه العام لحركة التركز المتصاعدة في التداولات ايجابي ويعبر عن توجهات استثمارية تستدل بمؤشرات الربحية والتقييم المقارن بين القيمة السوقية الموزونة والوزن الربحي للشركات· وبطبيعة الحال، فان الدخول لشراء الأسهم ذات التقييم الجيد لابد أن يسحب معه تحركات المضاربين التي قد تغير الاتجاه الصعودي لهذه الأسهم من وقت لآخر في الوقت الذي تدفع اسعار أسهم ذات تقيم اقل نحو الارتفاع·
---
عدد اليوم
