الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جوانتانامو».. هل يتحول محمية طبيعية؟

22 مارس 2016 23:34
بموجب مقترح جديد، من الممكن أن تتحول القاعدة البحرية في خليج «جوانتانامو»، بما في ذلك مركز الاعتقال سيئ السمعة، إلى منطقة أشبه بمحمية بحرية، ومركز للسلام العالمي، بعد أن يغادر النزلاء محبسهم الشهير. ويدرس المقترح، الذي نشر يوم الخميس الماضي في دورية «ساينس»، مصير قاعدة «جوانتانامو» في ضوء دفء العلاقات مؤخراً بين كوبا والولايات المتحدة، وزيارة الرئيس أوباما التاريخية. ويقول «جو رومان» خبير المحميات الطبيعية لدى جامعة «فيرمونت»، الذي شارك في وضع المقترح، «إن السفارة الأميركية في كوبا مفتوحة الآن، وسيأتي مزيد من الأشخاص والسياح، وهو ما يضع مزيداً من الضغوط على الأنظمة الشاطئية». وتساءل: «أي اتجاه ستسلكه كوبا؟ هل ستمضي قدماً في عملية التنمية، أم ستراوح مكانها التزاماً بقوانين حماية البيئة؟». وتعود القوانين البيئية المشددة، المعروفة باسم «قانون 81» إلى تاريخ حضور «فيدل كاسترو» قمة الأرض عام 1992، في ريودي جانيرو، حيث وجه انتقادات إلى «المجتمعات الاستهلاكية» بسبب «التدمير الوحشي للبيئة». وأكد «رومان» أن قانون «81» وعزلة كوبا عن السياحة الدولية أسهما في الحفاظ على النظام البيئي في الدولة. ويرى أن أرض خليج «جوانتانامو» تمثل فرصة في توجيه دفة التنمية في كوبا نحو الاستدامة، ودفعها قدماً في اتجاه يفيد الشعب الكوبي وفي الوقت نفسه يعود بالنفع على الحياة البرية. وأشار «رومان» إلى أن «كوبا لديها علماء عظام، ولكن لديهم موارد محدودة جداً»، وإذا وفرنا التجهيزات لهذا المكان، وعملنا معاً حتى تعود النتيجة على الكوبيين، فإننا نأمل بذلك أن تصبح ثمار التعاون جلية، ومن ثم يمكن أن تستمر مساعي التنمية. ويتحدث المقترح عن إنشاء «معهد وودز هول الكاريبي»، على غرار «معهد وودز هول لعلوم المحيطات» في ولاية ماسوشستس الأميركية، بهدف تعزيز ودفع التعاون المشترك. بيد أن هذه الطموحات «تبدو حالمة»، حسبما يرى «هوك كيت باول»، الأستاذ في المعهد الأميركي، وأكد أن «معهد وودز هول لعلوم المحيطات» يضم نحو 1000 شخص، ومن بينهم الطلاب. وتابع «كيت باول»: «إن الموارد اللازمة لإقامة نسخة مثل (وودز هول) في منطقة الكاريبي لن تتوافر قريباً»، مضيفاً: «إن بناء معهد كذلك من البداية، حتى إذا توافرت الأرض والتمويل، هدف بعيد المدى، ولا أعتقد أن معدي المقترح قصدوا ذلك». وذكر «كيت باول» أن معهد «وودز هول» يجري أبحاثاً عالمية، منوهاً بأنه لا تكاد تكون هناك حاجة إلى معهد آخر يتبنى مثل هذه الأهداف الطموحة، ولكنه يرى إمكانية لإقامة منشأة تركز على الاهتمامات المحلية، مثل الشعاب المرجانية القديمة في كوبا، والأنظمة البيئية الاستوائية. وفي حين يوافق على أن ذلك سيمثل تحولاً محموداً بالنسبة للقاعدة، فإنه يشير أيضاً إلى وجود مراكز أبحاث متميزة في الكاريبي. بيد أن إقامة منشأة أبحاث بيئية تمثل جانباً واحداً من رؤية «رومان» ومشاركيه في وضع المقترح، فهم يشيرون أيضاً إلى أن تتحول القاعدة إلى مركز للسلام. ويقول «رومان»: «مثلما قدم الستار الحديدي إبان الحقبة السوفييتية للطبيعة فترة راحة غير مقصودة على طول المنطقة الحدودية، ممهداً الطريق أمام الحزام الأخضر الأوروبي، فإن جوانتانامو يمكن أن يمثل مبادرة عابرة للحدود، ويربط دولتين بهدف السلام». وأكد «كيت باول» أنه إذا كانت هناك إرادة لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، فإن البدء بتقاسم المساعي العلمية تمثل انطلاقة جيدة، لأن العلماء هم من يتشبث العالم بتعاونهم رغم القيود السياسية على أية حال. *محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©