الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة السورية وتحولات السياسة الأميركية

23 ديسمبر 2015 21:30
في بداية هذا العام، توجّه فريق من كبار المسؤولين السابقين في البيت الأبيض بسرّية تامة إلى دمشق والتقوا قيادات من النظام السوري. وكانت الزيارة تندرج في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لإعادة التواصل مع وسطاء سياسيين في واشنطن بهدف استرجاع قوة التأثير السياسي. وكان من بين أعضاء الفريق «ستيفن سيمون»، وهو مسؤول كبير سابق شغل منصب المدير العام لمجلس الأمن الوطني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عامي 2011 و2012. ولقد حرص على عدم الكشف عن زيارته، إلا أن اثنين من موظفي إدارة أوباما الكبار قالوا إنه لم يكن يعمل باعتباره قناة خلفية للتواصل بين الحكومتين الأميركية والسورية، بل إنه سافر إلى هناك باعتباره مواطناً أميركياً يمثل نفسه. وقال مسؤولون أميركيون إنه التقى بشار الأسد. ويعرف عن «سيمون» أنه يعمل في «معهد الشرق الأوسط» لقاء أجور محددة، إلا أن هذا المعهد، أنهى علاقته به بسبب الزيارة التي قام بها إلى سوريا. وقال لي موظفان يعملان هناك إن المعهد حرص على التأكيد على عدم علاقته بهذه الزيارة التي لم يساهم في الإعداد لها، ولم يتم التشاور معه بشأنها. ولقد رفض «سيمون» التعليق على هذه الأقوال، وكذلك فعلت إدارة المعهد ذاته. وقال لي العديد من العارفين بالشأن السوري الذين كانوا يعلمون بالزيارة بأنها كانت تمثل جزءاً من خطة أوسع مدى أعدّها الأسد من أجل التواصل مع كبار المسؤولين الأميركيين. وللتوقيت الذي بدأ فيه الأسد «بمغازلة» واشنطن أهميته. فلقد بدا بوضوح أن إدارة أوباما كانت تغير على نحو بطيء موقفها الذي سبق لها أن تمسكت به لوقت طويل من أن على الأسد أن يتخلى عن السلطة بشكل فوري حتى يفسح المجال لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا وإنهاء الحرب الأهلية الطويلة. وخلال الأسبوع الماضي، وافقت الولايات المتحدة على مشروع قرار في مجلس الأمن يقضي باعتماد عملية انتقالية مدتها 18 شهراً يبقى خلالها الأسد رئيساً ويمكنه ترشيح نفسه للانتخابات خلال عام 2017. وبعد عدة سنوات من التأكيد على شرط رحيل الأسد، تطرق الرئيس أوباما الشهر الماضي للعملية السياسية قائلاً: «يمكننا أن نأمل ألا يشارك فيها السيّد الأسد». وخلال الأسبوع الماضي، سئل أوباما في مؤتمر صحفي عن موقفه من توقعات تقول إن رئاسة الأسد سوف تصمد إلى ما بعد انتهاء ولايته هو، فأكد على أن الأسد لا بد له أن يرحل في النهاية، وبأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تظهر على الملأ وكأنها تتعاون مع الأسد لأن ذلك سيجعل الأميركيين هدفاً مهماً للإرهابيين. وقال أوباما: «أعتقد أنه يتحتم على الأسد الرحيل حتى يتوقف حمام الدم في بلده، وأيضاً من أجل تمكين كل الأطراف من التحرك إلى الأمام بطريقة تخلو من الطائفية». وأشار إلى أنه يعمل على توجيه جهود إدارته نحو التعاون مع روسيا وإيران في عملية سياسية تجبر النظام على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع المعارضة. وقال أيضاً إنه أخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بداية الحرب أن الشعب السوري لا يمكن أن يقبل ببقاء نظام الأسد. وقال: «قلت له، انظر، إن المشكلة تكمن في أن محاولتك للبقاء في السلطة عندما تكون الغالبية العظمى من الوطن قد انقلبت ضدك ليست بالأمر الجيد. وبعد خمس سنوات ثبت أنني كنت على صواب». وهناك معسكران على الأقل في أعلى طبقة من مسؤولي إدارة أوباما يرفضان بشكل قاطع الأهداف المرسومة لسياسة الولايات المتحدة في سوريا. ولقد صرح كل من «سيمون» و«فيليب جوردون» و«روبرت ماللي» بأن على الولايات المتحدة أن تضع الحرب ضد تنظيم «داعش» في المرتبة الأولى من اهتمامها وأن تؤخر الجهود لعزل الأسد. وبأن هناك خوفا من أن يؤدي العزل المفاجئ للأسد إلى حدوث فراغ في السلطة يمكن للإرهابيين المسارعة إلى ملئه والسيطرة على المزيد من الأراضي. وهناك معسكر آخر تقوده سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة «سامانتا باور»، يرى أن عزل الأسد خطوة ضرورية لإنهاء الحرب الأهلية. ويمكن تلخيص هذا الموقف في أنه ما لم يتنح الأسد أو يعزل عن السلطة، فلن تكون هناك ثمة طريقة أخرى لدحر تنظيم «داعش». جوش روجين* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©