تحقيق - السيد حسن
طالب أهالي منطقة البدية في الفجيرة، الوزارات والدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية بتقديم المزيد من الخدمات إلى منطقتهم للوصول إلى حدها الأمثل، وناشدوا المسؤولين القدوم إلى البدية، ورؤية أوضاع مساكنهم الشعبية القديمة على الطبيعية، وأكدوا أنهم بحاجة إلى مخطط شامل يضع في الاعتبار تلبية الاحتياجات الملحة كافة للسكان الذين تزايد عددهم إلى خمسة أضعاف ما كانوا عليه في ثمانينيات القرن الماضي.
البيوت والمياه
قال أيمن علي خصيف: «هناك مشكلات كثيرة تواجه أهالي البدية، أهمها مشكلة المساكن الشعبية المقامة منذ سنوات طويلة تعود لعام 1985، وأنا أسكن بيتاً قديماً مع أسرتي وإخواني المتزوجين وعددنا 30 فرداً في بيت واحد، وتم تشييد ملحق إضافي، وعدد الغرف الإجمالية بعد الإضافة 6 غرف نعيش جميعاً بها».
وقال محمد علي محمد العبدولي: توجد مشكلة تخص المزارع، حيث نضبت المياه من مزارعنا بشكل كبير، وجفت المزارع، والزراعة بحاجة إلى المياه التي بعدت عنا وأصبحت على بعد عمق الـ 30 متراً، وقد سمعنا عن محطة تحلية المياه التي ستوفر المياه العذبة لمزارعنا برسوم مخفضة، فأين هي؟
المدارس
وقال عبيد علي حسن الحنطوبي: «يوجد نقص في عدد المدارس في منطقة البدية، حيث توجد مدرسة ابتدائية واحدة، بالإضافة إلى مدرسة إعدادية، ولا توجد مدارس ثانوية، والأبناء يذهبون إلى ضدنا وهي تبعد عنا كثيراً، خاصة البنات، ونحن بحاجة إلى مدرستين ثانويتين».
وأشار إلى وجود مدرسة قديمة قامت بلدية دبا بإزالتها قبل فترة، وبقيت أرضاً فضاء محاطة بسور، ولو أن البلدية استغلت تلك المساحة في تشييد حديقة للعائلات فسيكون الأمر مفيداً للجميع.
ويوجد لدينا مركز صحي بسيط يفتح في أوقات العمل الرسمية، ولكن الأمراض لا تعرف الأوقات الرسمية، فأين نذهب في حال وجود ولادة مفاجئة أو غيرها من الأمراض؟ ونريد مركزاً كبيراً متخصصاً ويداوم قسم الطوارئ به على مدار الساعة.
التجمعات الليلية
وقال: من المشكلات الموجودة لدينا في البدية، مشكلة التجمعات الشبابية الليلية، وقد تراجعت تدريجياً منذ صدور قرار صاحب السمو حاكم الفجيرة بعدم السماح للشباب بالسهر والتجمع بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً، ولكن توجد الظاهرة بين الفينة والأخرى، وكان آخرها وقوع مشاجرة بين الشباب تم فيها طعن شاب بسكين.
وتناول مشكلة ابنه المريض بتشنجات تستدعي الذهاب إلى مستشفى خاص في دبي والفجيرة 5 مرات في الأسبوع للعلاج على نفقته الخاصة، حيث ينفق على مرض ابنه 45 ألف درهم في السنة.
وتطرق عبدالله علي حمدان المرشدي إلى مشكلة عدم تعبيد الطرق الداخلية في المناطق الجديدة في البدية خاصة الـ 100 بيت الجديدة التي سكنها أصحابها والتابعة لمبادرات صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، وكذلك الطريق الواقع بجوار مصلى العيد، وهو الموازي تماماً لتلك المساكن.
وقال: نريد أيضاً إنارة بعض الطرق الداخلية في منطقة البدية، وهي مناطق محرومة منذ فترة طويلة من الإنارة، حيث تقع الحوادث المرورية على تلك الطرق لكبار السن والنساء اللاتي يقدن السيارات ليلاً.
وقال حسن علي محمد حمدان: «لا يوجد مركز ثقافي اجتماعي رياضي متكامل لأهل البدية، وكذلك حديقة عائلية، ووجود مثل هذه المنشآت سوف يقضي على مشكلة تجمعات الشباب الليلية، التي تؤدي إلى انحرافات خطيرة قد لا نستطيع السيطرة عليها، ونحن لا نملك ثروة حقيقية ومهمة سوى الشباب وعلينا الحفاظ على تلك الثروة».
شبكة مياه الفجيرة
ذكر مصدر مسؤول في مشروع شبكة توزيع المياه في الفجيرة «قيد الإنشاء» والمقام ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير المناطق، أنه سيتم الانتهاء من مشروع الشبكة المقام على شاطئ مدينة الفجيرة وبكلفة 562 مليون درهم خلال عام 2015. وأشار المصدر إلى أن المشروع الجديد يعمل على تأمين وصول المياه المحلاة إلى الفجيرة ودبا وكلباء وخورفكان ودبا الحصن، لتغطية مطالب المواطنين والمزارع التي نضبت بها المياه، وسيكون طفرة كبيرة في حياة المزارعين الراغبين في الحصول على المياه لمزارعهم التي أصابها الجفاف.
خطة طموح
وقال المهندس حسن اليماحي مدير بلدية دبا الفجيرة: «تعمل بلدية دبا على تنفيذ خطة طموح في البدية، منها إنشاء سوق مركزية كبير للأهالي، وقد بدأنا بالفعل تشييد السوق، كما ستشهد المنطقة تنفيذ مشاريع رصف لطرق داخلية جديدة لاحقاً، حيث انتهت لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير المناطق من تعبيد بعض الطرق في المنطقة مؤخراً. كما نعمل على تشييد أكثر من حديقة في المنطقة ضمن خطتنا لتطوير منطقة البدية».
طلبات التوظيف
وقال محمد خليفة الزيودي مدير دائرة الموارد البشرية في حكومة الفجيرة: «إن باب الدائرة مفتوح لجميع أبناء الفجيرة لتقديم طلبات التوظيف للذكور والإناث، كما يوجد لدينا موقع إلكتروني يمكن التقديم عبره دون الحاجة إلى القدوم إلى الدائرة»، لافتاً إلى أن الدائرة نجحت خلال السنوات الماضية في توظيف ما يزيد على 5 الآف من أبناء الفجيرة في دوائر ومؤسسات حكومية اتحادية ومحلية والقطاع الخاص.
وقال الدكتور محمد عبدالله بن سعيد مدير طبية الفجيرة: «تسعى وزارة الصحة حالياً لتطوير جميع المراكز الصحية المنتشرة في جميع أنحاء المناطق الشمالية، وسيكون هناك قسم متخصص للطوارئ، بتلك المراكز يعمل على مدار الساعة، وستتحول إلى مستشفيات مصغرة توجد بها كل التخصصات، ولكن الضرورية التي يمكن من خلالها تقديم خدمات علاجية سريعة، ومن المؤكد أن مركز البدية سوف يستفيد من تلك الخطة التطويرية الحديثة».
وكشف المهندس خميس النون مدير مؤسسة الفجيرة لتنمية المناطق عن أن المؤسسة تتلقى طلبات المواطنين الراغبين في الحصول على خدمات تختص بصيانة البيوت القديمة وعمل بعض الإضافات للبيوت الضيقة، ونحن على استعداد للاستجابة لطلبات أهل البدية، مشيراً إلى أن المؤسسة استجابت لعدد كبير من الطلبات التي قدمت خلال السنوات الماضية من أهل البدية.
13 ألف مواطن عدد سكان البدية و95% متعلمون
قال عبدالله سعيد راشد المرشدي رئيس مجلس إدارة جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية: «يصل عدد سكان المنطقة إلى 13 ألف نسمة، وتصل نسبة التعليم بين السكان إلى 95%، وتبعد البدية عن مدينة الفجيرة 36 كيلومتراً، وعن مدينة دبا الفجيرة 30 كيلومتراً، وتعد البدية من أشهر المناطق السياحية في الفجيرة، كونها تضم أقدم مسجد في الدولة، وهو مسجد البدية.
وتقع البدية على طريق خورفكان دبا، ويجاورها مدينة خورفكان من الجنوب وشرم وضدنا والعقة من الشمال، وتقع على الشريط الساحلي للفجيرة.
ويوجد بالمنطقة، 3 مدارس وروضة وحضانة، بينما يتلقى طلبة «الثانوية» من الجنسين تعليمهم في منطقة رول ضدنا.
وتنتشر في البدية أكثر من 80 مزرعة على البحر مباشرة وبجوار المناطق الجبلية، ويشكل المزارعون في المنطقة ما نسبته 5%، حيث شهدت الزراعة في البدية تراجعاً كبيراً بعد دخول عصر النفط وشح المياه.
40% نسبة البطالة
كشف مواطنون في البدية عن وجود نسبة 40% بطالة بين الشباب من الجنسين في البدية، ويمثل خريجو الجامعات العاطلون عن العمل في المنطقة 40%، بينما تمثل 60% من العاطلين حملة الثانوية العامة.
وطالب الأهالي دائرة الموارد البشرية في الفجيرة بإيجاد حلول عاجلة لمشكلة البطالة في البدية، حيث تشكل نسبة الإناث العاطلات عن العمل النسبة الأكبر مقارنة بالعاطلين من الذكور، وتمثل النسبة 90% إناث مقابل 10% ذكور.
200 ألف زائر لمسجد البدية
أكدت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار تردد ما يزيد على 200 ألف سائح لمسجد البدية من إجمالي 800 ألف زائر للإمارة خلال العام الماضي.وقال أحمد خليفة الشامسي رئيس «الهيئة»: إن مسجد البدية من المعالم الأثرية المهمة التي تشتهر بها منطقة البدية والفجيرة بشكل عام، وهو أقدم المساجد في الدولة، حيث شيد عام 1446 ولا يزال تقام به الصلوات حتى الآن.
وقال أحمد الشامسي: إن المسجد شيد بحجارة محلية ومكون من أربع قباب تستند على عمود واحد، بينما يوجد به محراب ومنبر صغيران.
انحسار التجمعات الليلية
أكد العميد محمد أحمد بن غانم الكعبي القائد العام لشرطة الفجيرة انحسار ظاهرة التجمعات الشبابية الليلية في الفجيرة، خاصة في منطقة البدية. وقال : «قامت الشرطة، انطلاقاً من المرسوم الصادر من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بمنع التجمعات الشبابية، التي تبدأ السهر خارج البيوت بعد الثانية عشرة ليلاً وحتى الصباح، حيث تم ضبط 211 سيارة مخالفة وأصحابها الذين ينظمون مسابقات ليلية مزعجة، وقد أخذت الظاهرة في التواري، باستثناء حوادث متفرقة لا تمثل خطراً على الأمن ومستخدمي الطرق».
عدد اليوم
