الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السلام الوطني.. يختصر الزمن والتاريخ إلى طريق الانتماء والهوية

السلام الوطني.. يختصر الزمن والتاريخ إلى طريق الانتماء والهوية
1 ديسمبر 2012
تحية العلم والسلام الوطني، ليست مجرد كلمات تُقال أو لحن يُعزف. إنما هما عنوان ورمز للهوية الوطنية، والسيادة الكاملة غير المنقوصة لتراب الوطن، وصوت حر لضمير الوطن، وتعبير رمزي عن الوطنية والانتماء والولاء، وعشق الأرض وتجذر الامتداد الحضاري عبر فصول التاريخ، وتعبير واحد يتفق عليه أبناء الوطن للإعراب عن انضوائهم والتفافهم، وتفانيهم بالحب والعطاء والعمل من أجل رفعة ومجد وعزة الوطن وكرامته، ولسان حالهم يؤكد أنه لا يمكن التفريط أو التهاون في كل ما يمس هذا الكيان الشامخ في ضمائرهم قبل قلوبهم وعقولهم. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - حروف وكلمات «السلام الوطني» لدولة الإمارات شامخة شموخ أبناء الإمارات، كلمات تنبض بالحب لتختصر الزمن، والتاريخ، والحضارة، والانتماء والهوية. كلمات عندما نسمعها ونعيشها، تختلط المشاعر وتفيض الأحاسيس، وتشحذ النفوس قوة هادرة مفعمة بالحب والاعتزاز والكبرياء، وتحفزها بطاقة غريبة تدفعها نحو المزيد من الحب والعمل والعطاء من أجل رفعة وعز الوطن. كلمات الوطن، وألحان الأرض، نسمعها ونرددها في مناسبات عديدة، ونشيد وطني تعلو بها حناجر الصغار والكبار، وينشدها طلاب المدارس بكافة مراحلهم ليبدؤون بها يوماً دراسياً جديداً، وقلوبهم معلقة بعلم الإمارات الذي يرفرف على هاماتهم بألوانه الأربعة، التي تقول: “بِيضٌ صَنَائِعُنا.. سُودٌ وَقائِعُنا.. خُضرُ مَرابِعُنا.. حُمرُ مَوَاضِينا”. إنه تقليد يومي معتاد، وظاهرة تربوية ووطنية إيجابية، من شأنها أن تسهم بلاشك في تعزيز الهوية الوطنية للطلاب من خلال ترسيخ قيمة العلم والتوعية بمسؤوليات الجميع تجاه الوطن، وتجاه قضاياه المصيرية، وتجاه مسؤولياتهم، كأفراد ومواطنين شركاء أصليين في عملية البناء ومسيرة التقدم والنهضة في كافة ميادين العمل والإنتاج. عنوان السيادة تؤكد خولة المرزوقي، رئيس لجنة الطالبات الموهوبات بمدرسة المواهب في أبوظبي:” علم الإمارات والسلام الوطني يرمزان إلى الوطن ولدولتنا الحرة المستقلة، وهما عنوان لسيادتها، فعلم الإمارات منذ تأسيس وقيام دولة الاتحاد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلام الوطني الخاص بالدولة، فيرفرف على أنغام السلام الوطني، ويحظى الاثنان باحترام وتقدير أبناء الإمارات على اختلاف فئاتهم العمرية والاجتماعية والتعليمية، لأنه ببساطة يجمع أبناء الوطن تحت لواء واحد دون استثناء”. وتضيف المرزوقي:” إذا كان علم دولة الإمارات رمزاً السلام والأمان والفرح والسعادة التي تتجسد خلال المناسبات القومية والدينية والفعاليات الرسمية والشعبية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها من القضايا اليومية، سواء في داخل دولة الإمارات أو خارجها، فالسلام الوطني بكلماته ومعانيه العميقة يختصر تاريخ الإمارات، ويجسد طموحات وآمال الشعب، خاصة وأنه الرفيق اليومي لهم ولكافة المقيمين على هذه الأرض، خاصة الطلاب بكافة مراحلهم الدراسية الذين يحييون العلم صباح كل يوم احتراماً وتقديراً للدولة، ودورها البناء في خلق أجيال قادرة عن رفد الوطن بالعطاء والإنجازات والإبداعات”. روح الانتماء أما عمر مبارك الناجم، الاختصاصي الاجتماعي بمدرسة المستقبل للتعليم الأساسي”الحلقة الأولى”، فيقول:” إن تحية الصباح التي يؤديها الطلاب في بداية يومهم الدراسي، إنما هو درس تربوي ووطني وسلوكي يومي من شأنه أن يزود الناشئة بقيم الوطنية والانتماء في سن مبكرة، ويتعلمون معنى الوطن والوطنية، ليجعلوا من رمزه عزة وشموخ الوطن متمثلة في تحية العلم والسلام الوطني، مصدر إلهام وشحذ لأحاسيسهم الوطنية، وهذا من شأنه أيضاً أن يثري روح الانتماء والولاء، ويعزز قيمة “الحب” الكبير لتراب الوطن، والقيادة التاريخية الفذة التي صنعت الأمجاد وحققت المكاسب والإنجازات غير المسبوقة، ليشهد بها العالم بأسرة على امتداد واحد وأربعين عاماً منذ اللحظة الأولى لولادة هذا الكيان العظيم الذي أرسى لبنته الأولى المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه،وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971، ويكمل المسيرة من بعده خير من يحمل راية الوطن خفاقة عالية شامخة، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، ليعلو ويرتفع علم الاتحاد يخفق بالعز والمجد والشموخ على ربوع هذا الوطن”. الروح الوطنية أما خالد سعيد السعيدي، مساعد مدير مدرسة عبد الجليل الفهيم للتعليم الأساسي “الحلقة الثانية”، فيرى أن تحية علم الإمارات الصباحية التي ترافق عزف السلام الوطني، درس يومي مباشر في الوطنية، وكيفية حب الوطن، واكتساب الأبناء الصغار لهذه المعاني في سن مبكرة مسألة مهمة وواجب تربوي وتعليمي على طريق تعزيز وإرساء الروح الوطنية لأبناء الوطن، وحرصهم كل صباح على تحية العلم تعبير يجسد التفافهم وتلاحمهم حوله، ووقوفهم صفاً واحداً خلف القيادة التاريخية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ، لاستكمال مسيرة البناء والتنمية وحماية الإنجازات والمكاسب بالعلم والعمل والتعلّم والإرادة التي تصنع الآفاق الرحبة لمستقبل ونهضة أفضل لهذا الوطن العزيز، ويعمق المشاعر الوطنية لدى الطلاب والطالبات”. ويضيف خالد الحمادي، مدرس اللغة العربية بالمدرسة ذاتها:السلام الوطني وتحية العلم كل صباح، أو في أي مناسبة إنما هما تجسيد لفهم الأبناء الطلاب لرمز البلاد وعنوانها، فهم يتغنوا بحب الوطن، ويتمسكون بالإنجازات والمكاسب العديدة التي يعيشونها ويلمسونها على كافة الصعد، وهم يرفعون على صدورهم وهاماتهم علم الدولة، ورمز شموخ ورفعة وعزة هذا الوطن، وينضوون تحت هذا الرمز الخالد صفاً واحداً متماسكاً حباً وعشقاً وولاءً للوطن العزيز وقيادته التاريخية الرشيدة. إنما يؤكدون كل هذه المعاني، ويترجمونها في فعالياتهم اليومية أو الاحتفالية في أي مناسبة وطنية، ومهمة المدرسة أن تعلم الطفل قيمة ورمزية العلم، ومعنى السلام الوطني في وقت مبكر، ولماذا نرفع علم البلاد في أي مناسبة وطنية، أو في أي احتفالية، أو أعلى المؤسسات الحكومية، أو حتى في بيوتنا، وعلى صدورنا، وأن يفهم الصغير الأبعاد الوطنية والنفسية لقيمة العلم والسلام الوطني، فالعلم ليس مجرد قطعة من القماش بلون معين، أو تحمل رسوما معينة، إنما هي ألوان وأشياء تستمد وتستلهم من تاريخ الشعوب ونضالها وتراثها الحضاري والثقافي، كذلك كلمات ومعاني السلام الوطني، ومن ثم فإن رسالة البيت والمدرسة تتلخصان في كيفية غرس قيم الولاء والانتماء والالتفاف حول هذا الرمز الوطني الذي يقف أمامه القائد والشعب معاً وقفة إجلال واحترام، لأن العلم والسلام الوطني رمزان للوطن، وعزته وشموخه”. دلالات رمزية الطالب جمعة سعد الظاهري، يرى أن تحية العلم كل صباح، وفي أي مناسبة وطنية، لها أبعادها التربوية والوطنية الكثيرة، وتحمل أكثر من مغزى ورسالة. فالعلم شموخ رمز الدولة وعزتها وسيادتها، ورفع العلم الإماراتي في أي احتفال وطني، إنما هو أمر طبيعي للتعبير عن الفرحة والاعتزاز بهذا الرمز، وعلينا جميعا أن ندرك ونفهم دلالات الألوان، ومن لا يعلم ذلك، عليه أن يسأل ويستفسر، فلكل دولة علمها، ولكل علم ألوانه، ومن تاريخ الدول تستمد أفكار وأشكال هذه الأعلام، ولا أظن أن هناك من يجهل دلالات ألوان العلم الإماراتي الذي نرفعه طيلة واحد وأربعين عاماً”. من ناحيتها تقول سلمى الزعابي”طالبة بالصف الثاني عشر”:” السلام الوطني وتحية العلم تشعل حماس الطلاب، ويحفزهم للجد والعمل ويعزز حب الوطن في قلوبهم، إننا نشعر بالولاء للوطن، وأيضا بالمسؤولية الكبيرة تجاهه، فالعلم رمز عظيم للدولة وتاريخها ومكانتها بين الدول، وله مكانة غالية في قلوبنا، لذا نحييه في الصباح في المدرسة مع كلمات السلام الوطني التي تربينا وكبرنا على الإحساس الجميل العميق بها، وأصبح السلام الوطني يترك في نفوسنا وقعاً وطنياً جميلًا لأنه رمز الشموخ والعزة، مؤكدة أن ذلك ضروري لغرس القيم الوطنية في نفوس الطلاب”. الولاء للقائد والانتماء للأرض ترى مريم الحوسني معلمة، أن رفع العلم والسلام الوطني ضرورة وطنية ووجدانية لاغنى عنها للطلبة، وهم يتلقون العلم في مراحـله المختلفة، إذ يعبر عن وجدان الطالب، من حبه للوطن وولائه للقائد وانتمائه للأرض، فيما تعدّ كلمات السلام الوطني من المقومات الأساسية لتعزيز الهوية، وترسيخ أصول ومبادئ التربية في نفسه، فضلاً عن تشكيلها علاقة إيجابية بين الطالب ومجتمعه. وقالت: مع السلام الوطني وتحية العلم نتذكر كل صباح أولئك الأولين من أبناء الإمارات الذين أناروا لنا طريق العلم وهيأوا لنا دروب المجد بجهودهم التي أسست لواقعنا الحضاري الحديث، لتبقى شاهدة على عطائهم الخالد على مر التاريخ. نستذكرها نحن اليوم ويستذكرها أبناؤنا من بعدنا. فكرة السلام الوطني وتأليفه ألّف الدكتور عارف الشيخ، كلمات السلام الوطني «تحية العلم»، وقت أن كان يعمل في وزارة التربية والتعليم، واستغرق ثلاثة أيام في كتابته، ولفت في تصريحات إعلامية سابقة إلى أن «السلام الوطني كمعزوفة تم تنفيذها في وقت مبكر، أواخر عام 1971 مع مطلع عام 1972، ونظم لحنه الموسيقار المصري سعد عبدالوهاب، الذي لحن أناشيد لدول عربية عدة». كما أوضح أنها فكرة معالي أحمد حميد الطاير، وذلك أثناء توليه وزارة التربية والتعليم بالإنابة، عام 1986، إذ لاحظ خلال وجوده في المدارس وحضوره طابور الصباح، أن التلاميذ في المدارس يرفعون العلم في الطابور بصمت، فوقع الاختيار على عارف الشيخ كونه يعمل في الوزارة ولديه مجموعة من الأناشيد المدرسية المقررة ضمن المناهج والملحنة ضمن فعاليات الوزارة: عيشي بلادي.. عاش اتحاد إماراتنا عشت لشعب.. دينه الإسلام.. هديه القرآن حصنتك بسم الله يا وطن بلادي بلادي بلادي بلادي حماك الإله شرور الزمان أقسمنا أن نبني نعمل نعمل نخلص نعمل نخلص مهما عشنا نخلص نخلص دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا رمز العروبة كلنا نفديكِ بالدما نرويكِ نفديك بالأرواح يا وطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©