الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قوة وجماعية الشباب تهز قمة «حامل اللقب»

قوة وجماعية الشباب تهز قمة «حامل اللقب»
13 ديسمبر 2011 02:58
بعد أن تغلق ملاعب “دورينا” أبوابها عقب كل جولة من جولات دوري المحترفين، يفتح “ستاد الاتحاد” أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات بوجهة نظر فنية بحتة من خلال الخبير الكروي والمحلل الفني والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة مجردة من أي انتماء أو هدف سوى تقديم خدمة مميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. برهن فريق الشباب على صدق وصحة ما ذكرناه عقب الجولة الماضية، بأن “الجوارح” هو “الرقم الصعب” أو العلامة المتميزة في دوري هذا الموسم، وأنه أصبح منافساً شرساً، يمكنه اللعب بقوة على اللقب، أو الإسهام في تحديد البطل بنتائجه مع المنافسين، من خلال المستوى الثابت الذي يقدمه والأداء القوي في كل مباراة، وهو ما تأكد في مواجهة الشباب مع الجزيرة حامل اللقب، التي استطاع من خلالها تضييق الفارق بين المتصدر، وكل من ينافسه ليخدم قوة سباق الصدارة، ويزيده إثارة في مباراة، يمكن اعتبارها نقطة التحول الأهم في الدوري. لعب الشباب من البداية بطريقته المعروفة 4-2-3-1، ولعب الفريق كعادته وحدة واحدة، مع عدم منح لاعبي الجزيرة المساحات الكافية، لتشكيل خطورة على مرمى سالم عبد الله، أو تناقل الكرة، وتبادل المراكز بشكل جيد، مع قيام لاعبي الوسط في الشباب دائماً بالدورين الدفاعي والهجومي بشكل جيد، بأداء جماعي متوازن، مع نجاح الثنائي سياو وسيزار، ومن خلفهما فيلانويفا في تشكيل ضغط هجومي مستمر باتجاه المرمى “الجزراوي”، خاصة في ظل ظهور بعض الارتباك في خطوط حامل اللقب. ودائماً ما ترهق طريقة الشباب لاعبي الفريق المنافس، وهو ما حدث أمام الجزيرة من خلال التحول من الهجوم إلى الدفاع والعكس، مع وجود حالة من الالتزام الكبير من اللاعبين لتنفيذ فكر بوناميجو بتضييق المساحات على لاعبي الجزيرة، الذي لعب بطريقته الخاصة المشتقة من 4-4-2 وهي 4-2-2-2، ذلك من أجل منع تقدم دياكيه وسبيت خاطر، وإيقاف خطورة باري وأوليفييرا بشكل جيد، وذلك من خلال لاعبي الوسط، الذين كانوا بمثابة خط الدفاع الأول لإيقاف التتابع الهجومي المعروف عن الجزيرة من الدفاع إلى الوسط إلى الخط الأمامي. ولم يكن دفاع الجزيرة في الحالة التي تسمح له بمواجهة هجمات الشباب في الشوط الأول، الذي شهد تسجيل “الجوارح” لهدفين دون أي رد من جانب الجزيرة، وقد يكون ذلك هو ما جعل مهمة أصحاب الأرض أسهل نسبياً في الشوط الثاني، رغم قدرة الجزيرة على التعديل والوصول بالنتيجة إلى 2 - 2، ولكن ذلك حدث بعد أن فقد الفريق “المبادرة” التي كان يتفوق بها في مبارياته السابقة، وتربك حسابات المنافس، وهو ما تعرض له هو بطريقة عكسية أمام الشباب. ومثلما أكد فريق الشباب جدارته في لقاء الجزيرة أكد مدربه بوناميجو أيضاً كفاءته وقدرته على التعامل مع كل الظروف، من خلال التفاعل مع أحداث اللقاء، وعدم ترك فرصة للمنافسه للسيطرة على مجريات الأمور، وهو دائماً يجيد التعامل مع تقلبات المباراة وعمل التغييرات المطلوبة، وذلك في مواجهة فريق كبير ومدرب قدير هو البلجيكي فرانكي، الذي قاد المباراة بكفاءة أيضاً، ولولا طرد خالد سبيل في الدقيقة 68، لكان من الممكن الخروج بالتعادل على الأقل، ومنع الهدف الثالث الذي جاء قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة واحدة، في ظل تأثر دفاع الجزيرة بالنقص العددي في الجوانب الدفاعية. لعب الجزيرة في الشوط الثاني بصورة أفضل كثيراً من الأول، وكان هدفا دياكيه وباري أفضل تعبير عن ذلك، رغم استمرار الندية الهجومية من الشباب، من خلال الفرص التي أتيحت للأوزبكي المتميز حيدروف وجوليو سيزار، قبل أن يحرز سياو هدف الفوز، وهي المرة الأولى التي نشعر فيها بمعاناة الجزيرة فعلياً في دوري هذا الموسم، وذلك بعد أن وصل لاعبو الشباب إلى المرحلة التي يمكنهم معها الوقوف في مواجهة أي فريق بعد التميز المحلي والحصول على بطولة الخليج للأندية، التي نقلت الفريق من مجرد فريق يشاغب في منطقة الوسط إلى منافس شرس على القمة وأحد أقطاب سباق اللقب. مجازفة كالديرون كلفت بني ياس كثيراً النصر يستغني عن الأداء الجمالي مقابل الفوز بالنقاط دبي (الاتحاد) - رفع النصر شعار “اللي تكسب به العب به” في مباراته أمام بني ياس، حيث بدأ الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر المباراة بالتشكيلة نفسها التي خاض بها مباراتيه أمام الأهلي والشارقة، وظهر الحرص الدفاعي على أداء “العميد” منذ البداية من خلال تنظيم جيد، واهتمام كبير بغلق المساحات، مع التحول السريع في الهجمات المرتدة التي لا يشترط أن تكون كثيرة، إنما يلزم أن تكون مؤثرة، وهو ما تحقق للنصر في المباراة. أغلق النصر دفاعاته في العمق والجانبين ليضطر بني ياس إلى الكرات الطويلة العالية، والتسديد من خارج منطقة الجزاء، حيث طبق زنجا “فلسفة” الهجوم المؤثر، ولو بعدد قليل من الهجمات، ودفاع متزن ووسط قوي، حيث كان محمد حسن وهلال سعيد أكثر تميزاً في العمق الدفاعي ومسعود حسن ومحمد علي على الأطراف، بمساعدة سالم خميس في اليمين، وحميد عباس في اليسار، وليما وبريشانو في قلب الوسط، وعودة أمارا ديانيه وكاريكا للقيام بالواجب الدفاعي في هجمات “السماوي”. ترك النصر الملعب لفريق بني ياس ليتحرك لاعبوه ويسيطروا على مجريات الأمور، وظل ذلك لفترات طويلة قبل هدف بريشيانو الأول وفي بداية الشوط الثاني، حيث رفض النصر التقدم للهجوم، وظل صابراً لمدة 24 دقيقة، عندما سدد بريشيانو كرة قوية تقدم بها “العميد”، وكرر الموقف نفسه في الهدف الثاني، الذي جاء في وقت كان بني ياس يسيطر على مجريات اللعب، وهي الطريقة التي يعتمد عليها زنجا دائما بعيداً عن الشكل الجمالي. ويحسب للمدرب الإيطالي نجاحه في التغييرين، بإشراك حبيب الفردان وسعيد مبارك بدلاً من حميد عباس وسالم خميس، من أجل تنشيط الأداء الهجومي، بعد تعادل بني ياس، وتسبب هذا التعديل في تحقيق الفوز، من خلال استغلال طمع بني ياس في المباراة، والمجازفة الهجومية التي اتبعها المدرب الأرجنتيني كالديرون، بعد خروج صقر إدريس، ومشاركة توني، وعودة محمد فوزي كظهير أيمن، ثم مشاركة نواف مبارك على حساب الغافري بدلاً من اللعب بتوازن لضمان التعادل على أقل تقدير. ولعب بني ياس بالتشكيلة نفسها التي واجه بها فريق العين في المباراة السابقة، مع عمل تعديل هجومي، بتقدم عامر عبد الرحمن بجوار فوزي بشير، مع بقاء سلطان الغافري وحده في الارتكاز لتصبح طريقة اللعب 4-1-4-1. من حق «البرتقالي» البحث عن مكان بين «الكبار» عجمان يحقق أهدافه بـ «الطريقة الهادئة» دبي (الاتحاد) – يسير فريق عجمان بخطى ثابتة في كل جولة من جولات الدوري، فبعد الفوز على دبي في عقر داره، عاد “البرتقالي” ليحقق فوزاً مهماً على الإمارات، بعد أن حقق العديد من التعادلات في الجولات الأولى، ليؤكد أنه بدأ يعرف طريق الفوز، ويحسب للفريق ومدربه الخبير بالكرة الإماراتية عبد الوهاب عبد القادر أنه يلعب بكل جدية أمام كل الفرق ويعشق الهجوم ولا يغفل الدفاع، وأصبح الفريق يملك الحلول الجيدة لكل موقف في المباراة من خلال عناصره المتميزة كريم كركار وحسن معتوق وإبراهيما توريه وبقية لاعبي الوسط والدفاع. لعب عجمان برغبة هجومية واضحة من أجل الفوز، وأيضاً دفاع منظم يضمن عدم الخسارة، خاصة أن فريق الإمارات لم يكن المنافس السهل في اللقاء، وبدا الأداء غير مقنع في بعض الفترات من خلال طريقة اللعب التي طبقها مع تضييق المساحات على لاعبي الفريق المنافس، واستغلال الأطراف في بناء الهجمات مع التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم والعكس بطريقة سهلة. وكانت التعديلات التي أجراها عبد الوهاب عبد القادر خلال المباراة ذات تأثير كبير، عندما شعر بسيطرة الإمارات على الملعب، فأخرج تيا أوليفيه وأشرك عبد الله الجامحي ليلعب خلف توريه لمساندة وسط الملعب، ثم أشرك سمير إبراهيم بدلاً من عادل محمد، وأدت التغييرات إلى تنشيط وسط الملعب، والسيطرة على الكرة، وعودة الاستحواذ والشكل الهجومي الجيد، وعندما أراد المدرب تأمين الدفاع بعد هدف الفوز أشرك سالم عبيد بدلاً من محمد اليعقوبي، وحققت كل التغييرات الهدف منها. ولعب الإمارات في غياب مهاجميه الأجانب الحسن كيتا وبزمان نوري ومحسن متولي، وكان مدرب الفريق “المؤقت” بومنيجل في موقف صعب، وبذل جهداً كبيراً، وقام بعمل إطار دفاعي محكم لغلق المساحات أمام توريه، وحقق زيادة عددية في وسط الملعب بخمسة لاعبين على الأقل، لكن المشكلة كانت في عدم وجود من يستطيع التهديف. تراجع نسبة التهديف إلى النصف دبي (الاتحاد) – تراجعت نسبة التهديف في الجولة السابعة إلى نصف ما كانت عليه في السادسة، حيث شهدت الجولة 15 هدفاً فقط، على عكس الجولة التي سبقتها، التي شهدت 30 هدفاً في المباريات الست، وكما كانت الجولة السادسة، هي الأفضل من حيث نسبة التهديف، جاءت الجولة السابعة لتصبح الجولة واحدة من الجولات الأضعف من حيث نسبة الأهداف، وكان الفرق تغيرت تماماً في قوتها الهجومية وتماسكها الدفاعي. ولا يزال أوليفييرا مهاجم الجزيرة يحتل صدارة الهدافين برصيد 7 أهدف، رغم صيامه في الجولة السابعة، ويليه زميله باري بـ6 أهداف مشتركاً في الرصيد مع أسامواه جيان لاعب العين، وإبراهيما توريه لاعب عجمان، ومن خلفهم سياو لاعب الشباب، وإيدنهو مهاجم الشارقة، ولكل منهما 5 أهداف، ثم مانويل أوليفيرا مهاجم الوصل، وسانجاهور مهاجم بني ياس وبريشيانو لاعب وسط النصر، ولكل منهم 4 أهداف، ثم توني لاعب بني ياس وجوليو سيزار لاعب الشباب ومارسلينهو مهاجم الشارقة بـ3 أهداف لكل منهم في غياب تام للاعبين المواطنين عن سباق الهدافين. مباريات الجولة الثامنة الخميس 22 ديسمبر الإمارات X الشباب الشارقة X دبي الجزيرة X العين الجمعة 23 ديسمبر الأهلي X عجمان بني ياس X الوحدة الوصل X النصر الهجوم الفعال ينتج عن الدفاع المنظم العين «خنق» طريقة لعب الوصل وأوقف خطورته مبكراً دبي (الاتحاد) – صحح الروماني كوزمين مدرب العين الطريقة الخاطئة التي لعب بها أمام بني ياس في مواجهته مع الوصل، حيث وضع رادوي بجوار هلال سعيد في وسط الملعب كلاعبي ارتكاز، بعد أن أشرك اللاعب في الدفاع خلال اللقاء السابق، وكذلك كان إشراك مهند سالم العنزي في وسط الدفاع أمراً صائباً، بسبب عنصر الطول الذي يميزه ويمكنه من مراقبة أوليفيرا مهاجم الوصل، وإيقاف خطورته في الكرات العالية. ولعب العين بطريقة 4-4-2، التي كانت تتغير بتقدم رادوي بين علي الوهيبي ومحمد عبد الرحمن لتصبح طريقة اللعب 4-1-3-2 مع بقاء هلال وحده في الارتكاز، من أجل زيادة العناصر الهجومية، وفرض العين أسلوب لعبه الضاغط على دفاع ووسط الوصل، فلم يتمكن لاعبوه من بناء الهجمات بسبب قوت وتماسك لاعبي وسط “البنفسج”، ولذلك لجأ لاعبو الوصل للكرات الطويلة العالية التي كانت من نصيب مدافعي العين، ومع فقد الكرة أدى لاعبو “الزعيم” الواجب الدفاعي من الخط الأمامي، فخففوا الضغط على المدافعين ولاعبي الوسط و”خنقوا” لاعبي الوصل في مساحة ضيقة، ومنعوا تقدم المدافعين ولاعبي الوسط لمساندة المهاجمين. اعتمد العين أيضاً على الهجمات المرتدة السريعة، عن طريق علي الوهيبي وسكوكو وأسامواه جيان، وذلك بتطبيق القاعدة التي تقول إن الهجوم الفعال هو نتيجة للدفاع المنظم، وذلك بعد أن يتمكن الدفاع من استخلاص الكرة بسهولة من لاعبي الوصل مع تبادل اللاعبين لمراكزهم بشكل جيد أربك حسابات مارادونا مدرب “الإمبراطور” في أوقات كثيرة. ونجح دفاع العين من خلال فارس جمعة في عمل التغطية المطلوبة في الكرات العالية المرسلة من دوندا إلى أوليفيرا، ومعها انتهت خطورة الوصل، وأوقف علي الوهيبي خطورة الجبهة اليسرى في الفريق “الأصفر”، وكان اللاعب هو نقطة الانطلاق دائماً باتجاه مرمى ماجد ناصر، مع وجود “ديناميكية” رائعة وسرعة كبيرة في تحركات زملائه من لاعبي العين، الذين استطاعوا تعويض غياب إسماعيل أحمد عن الدفاع وياسر القحطاني في الهجوم. ولعب الوصل بطريقة 4-2-3-1، والتي لم يتم تنفيذها بالصورة المطلوبة، حيث ظهر الفريق بعيداً جداً عن مستواه المعروف، واستسلم لاعبوه للضغط المفروض من لاعبي العين، وبدا الطريق إلى مرمى وليد سالم مغلقاً، كما أن دفاع الفريق لم يكن بالقوة التي تمكنه من مواجهة الهجوم “العيناوي”، ولم يكن هناك سوى دوندا وحده هو من يتحرك بإيجابية في وسط الملعب، وخسر الفريق “معركة الوسط” دفاعياً وهجومياً، في ظل تراجع مستوى بوتش وراشد عيسى، ومن خلفهما خليفة عبد الله ومحمد جمال في مواجهة الوهيبي وهلال سعيد ورادوي ومحمد عبد الرحمن. ورغم أن العين تراجع في الشوط الثاني “طواعية”، إلا أن الوصل لم يتمكن من استغلال ذلك، بسبب الاعتماد الكبير على الكرات العالية الطويلة، التي لم تتسبب في أي معاناة لدفاع العين، في الوقت الذي تفوق فيه سكوكو، وأجبر دفاع الوصل على عدم التقدم للمشاركة في بناء الهجمات، وأثبت سكوكو أنه صانع للألعاب وهداف يجيد التحرك في كل مكان ويقدم الجديد في كل لمسة يلعبها. «استراتيجية» الضغط المستمر تحقق هدف هيكسبيرجر دفاع الشارقة البطيء يسهل مهمة هجوم الوحدة دبي (الاتحاد) – رغم أن الوحدة افتقد أربعة من أبرز لاعبيه، نجح الفريق في تحقيق فوز مهم على الشارقة، ونجح مدربه هيكسبيرجر في توظيف مجموعة لاعبيه الشباب بشكل جيد من خلال أسلوب اللعب المناسب، فلعب على تضييق المساحات أمام لاعبي الشارقة فلم توفر هذه الطريقة المساحات أمام مارسلينهو وإدينهو للتصرف في الكرة أو تشكيل خطورة على مرمى معتز عبد الله. تسببت السرعة التي تميز بها لاعبو الوحدة في تنفيذ “الاستراتيجية” الدفاعية بقيام كل اللاعبين بالضغط على لاعبي الشارقة بالضغط على حامل الكرة في أي مكان ومراقبة بقية اللاعبين، فلا يستطيع اللاعب حامل الكرة التصرف فيها، فتخرج الكرات “طائشة”، وفور استخلاص الكرة يتم الانتقال إلى وسط ملعب الشارقة بسرعة كبيرة، وكان محمود خميس الظهير الواعد أهم مفاتيح لعب الوحدة في هذه الطريقة بالتقدم وعمل الكرات العرضية الخطيرة التي جاء من إحداها هدف المباراة الوحيد. ومن بين الأشياء الإيجابية في طريقة لعب الوحدة و”التكتيك” الذي لعب به هو قدرة اللاعبين على تغيير أماكنهم، فتجد هوجو مثلاً في اليمين مرة، وأخرى في اليسار، وهو محطة جيدة في الاستحواذ والمناورة من خلال المهارة العالية في التحكم بالكرة، والتمرير المتقن والتسديد على المرمى، وأيضاً من خلال ماجراو صانع الألعاب صاحب الرؤية الجيدة التي تساعده على بناء الهجمات، وتغيير إيقاع اللعب، بينما نجح ثنائي الوسط الدفاعي هيثم اليعقوبي ومحمد الشيبة في كسب الكرات العالية والأرضية في الوسط. المهم أن الوحدة نجح في غياب إسماعيل مطر وبشير سعيد وحمدان الكمالي ومحمد الشحي في تحقيق الفوز، وهو أمر قد يتم التغاضي أمامه عن الأداء الجميل لأن النتيجة تكون هي الأهم في هذه الحالة، وكان ذلك في مواجهة طريقة لعب الشارقة، الذي اعتمد على طريقة 4-3-3 والتي تتحول حسب مجريات اللعب إلى 4-4-2 في الهجوم أو 4-5-1 في حالة الدفاع ببقاء مارسلينهو وحده في الهجوم وارتداد بقية اللاعبين للدفاع أمام هجمات الوحدة. كان خط الدفاع “الشرقاوي” مليئاً بالأخطاء وبطيئاً في حركته، وأيضاً كان ثنائي الوسط الدفاعي ياسر عبد الله وإيجور بطيئين في التحرك والتصرف في الكرة مع تمركز غير صحيح في أحيان كثيرة، ولا يوجد دليل على ذلك أفضل من هدف بيانو، الذي جاء بسبب التمركز الخاطئ في مواجهة الكرة العرضية، كما أن فريق الشارقة لا يجيد الضغط عند فقدان الكرة لذلك تفوق لاعبو الوحدة في كل الكرات المشتركة مع لاعبي الشارقة. ولعب الشارقة على استغلال الجانبين من خلال سعيد الكاس في الجهة اليسرى وعلي السعدي في اليمين، مع إرسال الكرات العرضية إلى المهاجمين، لكنها كانت دائماً من نصيب مدافعي الوحدة، ولم تكن هناك أي حلول هجومية للشارقة فكان الأداء الهجومي مقروءاً بشكل واضح، بعد أن ابتعد الثنائي إدينهو ومارسلينهو عن منطقة الخطورة فلم يشكل أي خطورة على مرمى معتز عبد الله حارس الوحدة . الفوز على دبي ليس تعبيراً عن عودة «الفرسان» دبي (الاتحاد) - لا يمكن النظر لفوز الأهلي على دبي، على أنه العودة الحقيقية لفريق “الفرسان”، بعد فترة من التخبط والنتائج السيئة، والأداء “الباهت”، وهو الفوز الثاني للفريق “الأحمر”، بعد الفوز الأول الذي حققه على حساب فريق الإمارات يوم 22 أكتوبر الماضي، في الجولة الثانية للبطولة، وسبب عدم اعتبار الفوز على “الأسود”، مقياساً للحكم على الأهلي، أنه جاء على حساب الفريق الذي يحتل مؤخرة الجدول، مثلما كان الفوز على الإمارات أيضاً وهو يحتل المركز قبل الأخير. ولابد للفريق الكبير الذي يريد العودة أن يتمكن من تخطي أقرانه من الفرق الكبيرة، وهو ما لم ينجح فيه الأهلي حتى الآن، ويمكن اعتبار هذا الفوز، مجرد بداية جديدة للفريق، تحت قيادة الإسباني كيكي، الذي لعب المباراة بطريقة هجومية بحثاً عن الفوز ولا شيء غيره، وكانت السيطرة الواضحة على مجريات الأداء هجومياً عن طريق جرافيتي وخيمينيز وجاجا وإسماعيل الحمادي عامل ضغط على لاعبي دبي رغم تميزهم في وسط الملعب. ورغم تفوق الأهلي هجومياً في بعض الفترات، إلا أن طريقة لعب دبي، التي اعتمدت على الجرأة والتحرر في الانطلاقات الهجومية أحرجت “الأحمر” كثيراً من خلال حسن عبد الرحمن وأبو بكر كمارا وعبد الله عبد القادر، وهو ما وقف له الحارس يوسف الزعابي الذي حرم دبي من أكثر من هدف، وكان من الممكن أن تتوقف النتيجة عند التعادل 1-1 بعد أن حدث ذلك في الدقيقة 71، لكن الحماس والاندفاع الهجومي، وأيضاً القدرات الخاصة لدى إسماعيل الحمادي، مكنته من تسجيل هدفه الشخصي، وهدف فريقه الثاني في الوقت المحتسب بدل الضائع، وهو أمر لا علاقة له بالأداء “التكتيكي”. وبصفة عامة تحسن أداء الأهلي الخططي نسبياً، وإن كان من الصعب الحكم على مدى قدرة كيكي على تطوير أداء الفريق بصورة كافية حتى الآن، وقد يكون باستطاعة المدرب تحقيق الأفضل في المباريات المقبلة، بعد أن يصل لاعبوه إلى الحالة البدنية والفنية المطلوبة، التي تمكنهم من استيعاب فكره، الذي يعتمد على الأداء الهجومي في المقام الأول. الميدالية الذهبية فريق عجمان تفوق فريق عجمان خلال الجولة السابعة، ونجح في تحقيق الفوز الثاني على التوالي، من خلال أداء قوي، وأثبت بالفعل قدرته على تحطيم القاعدة الشهيرة في الدوري الإماراتي “الصاعد هابط” ليضع بقية المنافسين على مراكز المؤخرة في موقف صعب مبكراً، في دائرة الهروب من الهبوط، بعد أن أصبح “البرتقالي” بعيداً إلى حد كبير عن ترشيحات السقوط إلى دوري الهواة مجدداً. ويملك لاعبو عجمان ومدربهم العراقي عبد الوهاب عبد القادر الرغبة الكبيرة في تحقيق شيء مختلف هذا الموسم، وهم يتحركون نحو هدفهم بهدوء وثقة، وهو ما يجعل مهمة أي فريق يواجهونه صعبة، سواء على أرضهم أو في ملعب المنافس دون الشعور بالفرق. ومن المؤكد أن النقاط التي يحصدها البرتقالي تعزز من فرص الفريق في تأمين مركزه مبكراً دون الخوف من شبح الهبوط. الميدالية الفضية مارك بريشيانو أثبت الأسترالي مارك بريشيانو لاعب وسط النصر تميزه في أداء أكثر من دور خلال مباريات الفريق، وارتقاء مستواه من مباراة لأخرى، مع استعادته اللياقة البدنية المطلوبة، وبعد أن ظهر اللاعب بمستوى متميز خلال مباراة فريقه أمام الشارقة في الجولة السادسة، عاد ليقود “العميد” إلى فوز غالٍ وصعب على بني ياس في الجولة السابعة بإحراز هدفين، الأول من تسديدة قوية رائعة من مسافة بعيدة أصبح متخصصاً فيها. ويملك بريشيانو من الخبرات ما يؤهله للتفوق وأداء الأدوار الهجومية من وسط الملعب خلف المهاجمين والمشاركة مع مجموعة المدافعين أيضاً في إفساد هجمات الفريق المنافس، ويملك مهارات التمرير وصناعة الأهداف والتسديد القوي من أي مكان، وهو ما يؤهله لأن يصبح أحد أبرز نجوم الدوري من اللاعبين الأجانب هذا الموسم. الميدالية البرونزية إسماعيل الحمادي قاد إسماعيل الحمادي مهاجم الأهلي فريقه إلى الفوز بعد مباريات “عجاف” خسر فيها “الفرسان” الكثير من النقاط، وخسر معها ثقة جماهيرهم، ونجح الحمادي في ترجيح كفة فريقه أمام دبي بإحراز هدفين معتمداً على قدراته الخاصة التي شهد بها الجميع في الفترة الأخيرة، من خلال مباريات المنتخب الوطني، باعتباره أحد أفضل اللاعبين المواطنين في الوقت الحالي. وأنقذ الحمادي فريقه بهدفيه من موقف صعب لا يمكن لأحد أن يتخيله لو أن الأهلي قد خسر نقاط مباراته مع دبي، وفي الوقت نفسه فتح هذا الفوز الباب أمام إمكانية عودة الفريق “الأحمر” إلى طريق الانتصارات الذي ضله منذ فترة رغم تغيير الجهاز الفني. ومن المعروف أن الحمادي أحد الركائز الأساسية في تشكيلة الفرسان ولعب دوراً كبيراً في الألقاب التي حققها الأهلي في السنوات الأخيرة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©