الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بر الوالدين

24 مايو 2007 23:51
حكا صديق لي فقال: توفيت أمي وأبي منذ كنت صغيراً في حادث أليم ولم يبق أحد سوى أخي ثم تزوجت ورزقت بطفل جميل يشبه الملاك احتضنته فرحاً وفي نفس الوقت دمعت عيناي ولم أجد من أزف له الخبر السار تذكرت أبي وأمي (رحمهما الله) تمنيت في تلك اللحظة لو كانا معي يشاركانني فرحتي·· يحتضنان طفلي··· لكن قضاء الله وقدره كان أعظم، فاحتضنت أخي وبكيت بحرارة لشوقي إليهما، فأنا لم أمتع نظري بهما، ولم يمنحني الوقت الكافي لأسعد بهما، نعم لقد رحلا، لكنهما في قلبي مازالا على قيد الحياة، وأكثر ما يحزنني في هذه الحياة هو أن البعض لا يقدر مدى أهمية وجود الوالدين، ولا يعرف كيف يتصرف معهما، فكثيراً ما نسمع أن فلاناً ضرب أمه، أو فلاناً أخذ أبيه المريض إلى دار المسنين للاعتناء به لأنه لا يستطيع تلبية حاجات أبيه!! هل نسيت كيف عانى والداك لكي يعتنيا بك ويرعياك؟ هل نسيت سهرهما عليك؟ أين ذهب كل ذلك التعب؟؟ هل يعقل أنه ذهب هباء الرياح!!·· * ويقول الله سبحانه وتعالى (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن، وفصاله في عامين، أن اشكر لي ولوالديك)· * وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: ''أمك''، قال: ثم من؟ قال: ''أمك'' قال: ثم من؟ قال: ''أمك'' قال: ثم من؟ قال: ''أبوك''· * وقد سمعت قصة حقيقية والبعض منكم يعرفها ''يحكى أن رجلا أتى بسلة كبيرة ووضع أبيه فيها وكان يرافقه ابنه الصغير، فسأل الطفل أباه إلى أين ستأخذ جدي، فرد الأب عليه بكل برود سوف أحمله بهذه السلة وأرميه تحت الشجرة، فسأله الطفل ولماذا ترمي به؟ رد الأب: لأن أبي وضع جدي بهذه السلة ورمى به تحت هذه الشجرة، فنظر الطفل إلى أبيه وقال له: إذا عندما تكبر سأضعك بهذه السلة وأرميك تحت هذه الشجرة، فنظر الأب إلى طفله باستغراب وأعاد أبيه إلى البيت· والله الحياة بدونهما ليس لها طعم، ولا راحة بال، هم شمعة الأسرة، وأساس المجتمع حيث لهما دور فعال في بناء أسرة متماسكة تحمينا من الشتات والضياع، وفي آخر حديثي أطلب من الله العلي القدير أن يحفظ لكم آباءكم وأن يطيل أعمارهم ويرحم من توفي من آبائكم· مها الكتبي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©