نبيل فكري:
تسارعت الخطى هنا في قطر من أجل تطوير الدوري حتى يلبي الطموحات المستقبلية·· وعقدت لجنة تطوير الدوري مؤتمراً عاماً بحضور الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم شرحت خلاله المشروع المزمع تطبيقه لتطوير الدوري·· وشارك في المؤتمر أحمد السليطي رئيس لجنة التطوير والألماني يوري لينكي المدير العام لمشروع التطوير·· كما حضر المؤتمر العام وورشة العمل أعضاء اتحاد الكرة وممثلون عن الاتحاد الإماراتي وبعض رؤساء وأمناء السر العام بالأندية القطرية والصحفيون ورجال الإعلام ومدراء الشركات الراعية للدوري·
وقد تولى سعود المهندي أمين السر العام للاتحاد القطري لكرة القدم شرح ملامح التطوير الجديد حيث أكد على أن التطور الملموس في الدول المتقدمة كروياً في مختلف دول العالم في شتى مجالات كرة القدم يلقي يوماً بعد يوم بظلال الاستفادة من هذه الخبرات من قبلنا لتطوير الفكر الاحترافي في شتى مجالات كرة القدم سواء فنياً أو إدارياً·
أضاف: أنه مما لا شك فيه أن التطور الشامل يحوي بين طياته الكثير من المعطيات التي تحتاج لبث روح الاحتراف بها بدءاً من شؤون الأندية واللاعبين مروراً بالتسويق والإدارة والاتصالات وغيرها من الركائز الأساسية للعمل الاحترافي، وأن استراتيجيات التطور والعمل الاحترافي يجب أن تبدأ من الأندية وهذا لا يمنع من أن تتضافر الكثير من الجهود من أجل صنع دفة تدير وتسير وتأخذ بيد هذه الأندية وتساعدها في الإبحار المرن، وهذه الدفة هي ما سنطلق عليها إدارة الدوري·
وأشارالى أنه تم تشكيل لجنة تطوير مسابقات الدوري لتكون بمثابة الدفة التي تساعد الأندية من خلال التخطيط الشامل لأمور تسيير وإدارة الدوري كما كان من أولويات مهامها وعملها أن تكون هناك نقلة نوعية في فكر التعامل مع الدوري، واستعانت اللجنة بالخبرات التي كان لها بصمات واضحة في تطوير الكرة العالمية وعلى رأس هذه الخبرات بولي لنك من ألمانيا الذي ساهم بجهد كبير مع أعضاء لجنة تطوير المسابقات في وضع الاستراتيجيات ورسم الخطوط العريضة لطفرة التغيير في إدارة الفكر الاحترافي·
اما الألماني يوري لينكي المدير العام لمشروع تطوير الدوري القطري فقد كان حديثه هاما على اعتبار أنه المنوط به فعليا القيام بالمهمة وهو الذي سيتولى خيوطها الهامة لحين نقل الادارة الى الكوادر القطرية وقد تولي لينكي قبل مجيئه إلي قطر منصب المدير العام للتسويق والمبيعات بالفيفا خلال كأس العالم 2006 إضافة إلى توليه عدداً من المناصب المتعلقة بصناعة تسويق كرة القدم بشكل عام·
وفي معرض حديثه عن المهمة التي يقوم بها وطبيعتها قال لينكي: جئت إلى هنا كي أسهم في تطوير برامج الاحتراف ونقل الخبرة التي كسبناها إلى الكوادر القطرية واستطرد يوري قائلاً: قطر من حيث عدد السكان في مستوى متراجع لكنها علي مستوى متقدم من النجاح في المجال الرياضي والمجال الكروي ولا أدل على ذلك سوى الترتيب الذي حققه العنابي في تصنيف الفيفا حيث احتل في إحدى الفترات المركز 59 من بين 200 دولة، كما أن قطر قدمت نجاحاً منقطع النظير باستضافتها دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة الدوحة 2006 وأوضح أن الهدف الأول في تطوير الدوري القطري يتعلق بتحويل الأندية إلى محترفة، والهدف الثاني رفع مستوى المنتخب الأول والمنتخب الأولمبي من أجل التواجد في كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية، أما الهدف الثالث فهو زيادة العائدات وتعزيز احتراف الأندية وتطوير كل ما له علاقة بالكرة وبالدوري·
وشرح المدير العام لتطوير مشروع الدوري كيفية العمل في الأندية العالمية وأعطى مثالاً لذلك بناديي بايرن ميونيخ وبرشلونة اللذين يعدان من أكبر الأندية العالمية وقال يوري: العملية الهيكلية في بايرن ميونيخ وبرشلونة عملية معقدة تتكون من 10 إدارات منها الرياضية والخاصة بالاتصالات والتراخيص والجمهور والإعلام·
وأشار إلى أن جلب الخبرة الدولية إلى قطر هدفه إضافة هذه الخبرة إلى الكوادر القطرية خلال 3 إلى 4 سنوات تتولي بعدها الإدارات القطرية المهمة بعد أن تتلاشي الإدارات الأجنبية·وأوضح أنه سيكون هناك 5 مديرين في كل ناد سيتم استبدالهم مستقبلاً بمديرين قطريين وقال إن الأشخاص الذين سيتولون العمل بالأندية يتمتعون بروح القيادة وسيكون التعامل معهم بشكل يومي وسنعمل على ترقيتهم وستكون هناك رواتب ثابتة بجانب نظام الحوافز وأيضاً سيكون هناك تقييم لمديري الأندية بعد نهاية الموسم·
وكشف يوري لينكي عن وجود ثغرة تتعلق برواتب اللاعبين القطريين المحترفين والذين تصل رواتبهم إلى رواتب الموظف المدني وقال: يجب أن يتعلق الراتب بالأداء ويجب في نفس الوقت إضافة عامل الحوافز والمكافآت للاعب·واستطرد قائلاً: لا يجب أن نغفل هنا دور اللاعب البديل الذين يجب عليهم دعم زملائهم الأساسيين·
وتطرق لينكي إلى عامل الجمهور وتحدث قائلاً: كثير من مباريات الدوري كانت بدون جماهير والأسباب في ذلك كثيرة ومختلفة من بينها أنني كأجنبي لا أعرف شيئاً عن وجود الدوري الذي يتم توجيهه للقطريين فقط رغم وجود جاليات عربية تعشق كرة القدم مثل المصريين والإيرانيين والعراقيين وهم نوعية جيدة يجب أن نقنعهم بالذهاب إلى الملعب، ولابد أيضاً أن نقنع الشعب القطري رجالاً ونساء بذلك من خلال برامج تعريفية للجماهير بكل نادٍ وبتقاليده وتاريخه وألوانه·
أعلن يوري لينكي عن ضرورة الاعتماد على البطاقات الموسمية التي تسمح بالتوقعات والتي إذا خرجت صحيحة لابد من حصول صاحبها على 4 أضعاف قيمة البطاقة·
وقال: أما ما يتعلق ببرنامج اليانصيب فيجب أن يكون في الملعب وعن طريق الهاتف النقال الذي يعد أفضل وسيلة اتصالات، كما يجب علينا تحسين الضيافة حتى نساعد الجميع على الذهاب إلى الملاعب·
أكد يوري لينكي أن كرة القدم ليست صناعة رياضية فقط إنما هي صناعة تسلية وبالتالي فنحن بحاجة إلى استراتيجية لنقل هذه الصورة للإعلام·
وأشار المدير العام لمشروع تطوير الدوري إلى ضرورة التفرقة بين حقوق نقل الدوري وبين حقوق الأندية ويجب أن تكون هناك تسمية للدوري ودراسة وضع الإعلانات سواء في الملعب أو على قمصان اللاعبين ·
وأعلن يوري عن زيادة الموازنة الاجمالية للأندية والدوري بشكل كبير وتم تقييمها إلى 4 فئات أولها موازنة ثابتة للأساسيات، وهناك فئة للأداء الرياضي، أما الفئة الرابعة فهي لأنشطة التسويق·
واختتم يوري لينكي شرحه للمشروع بقوله: لقد طلب منا تأجيل تنفيذ المشروع لكن بعد فترة من التفكير قررنا أن نبدأ فورا وأود الإشارة هنا إلى المقولة الشهيرة لمدرب انجليزي شهير وأحبها جداً وهي أن كرة القدم ليست حياة أو موتاً بل هي أكثر من ذلك·
عدد اليوم
