محمد حامد (دبي)
قد يشعر البعض بالمفاجأة حينما يعلم أن وين روني نجم المنتخب الإنجليزي وفريق مان يونايتد لم يتجاوز 30 عاماً بعد، ولعل السبب في اعتقاد البعض أن اللاعب يقترب من نهاية مسيرته الكروية، وأنه أصبح طاعناً في العمر، أنه بدأ مسيرته الكروية قبل أن يتجاوز 16 ربيعاً، وتحديداً عام 2002، وأصبح نجماً قبل أن يتجاوز 17 عاماً، ففي هذا العمر حظي بلقب أصغر لاعب دولي وأصغر من يسجل هدفاً لإنجلترا.
روني هو الهداف التاريخي للمنتخب الإنجليزي برصيد 51 هدفاً في 109 مباريات، ويقترب بشدة من عرش الهداف التاريخي لمان يونايتد، مما يجعله أمام معضلة كبرى في الوقت الراهن، فقد ظهر من يمكنهم إزاحته عن صدارة المشهد سواء على مستوى منتخب «الأسود الثلاثة» الإنجليزي، أو في صفوف «الشياطين الحمر».
وأصبح روني حديث الصحافة الإنجليزية في الفترات الأخيرة، حيث النقاش المستمر حول أحقيته في الذهاب إلى يورو 2016 رفقة المنتخب الإنجليزي، وهل يستحق مكاناً مع الأسود الثلاثة في البطولة الكروية الأهم على المستوى الأوروبي؟ المشكلة التي يواجهها روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي أنه سيجد نفسه حائراً بين تاريخ لاعب كبير، وواقع يقول له إن هاري كين وجيمي فاردي أفضل منه واقعياً.
هاري كين نجم توتنهام هو هداف الدوري الإنجليزي في الوقت الراهن برصيد 21 هدفاً، يليه جيمي فاردي هداف ليستر سيتي برصيد 19 هدفاً، وهو حدث فريد تعيشه الكرة الإنجليزية بنشوة خاصة، حيث يشتهر الدوري الإنجليزي وخاصة على المستوى التهديفي بأنه دوري الأجانب، ولكن كين وفاردي نجحا حتى الآن في تصدر المشهد، وأصبحا في صدارة القائمة التهديفية للبريميرليج.
صحيفة «التلجراف» الإنجليزية تناولت بواقعية تحسد عليها مشكلة روني، التخمة الهجومية في صفوف المنتخب الإنجليزي فقالت: «لا شك أن روني حينما يكون في أفضل حالة بدنية وفنية وذهنية له فإنه يستحق مكاناً في قائمة الـ23 لاعباً الذين يمثلون إنجلترا في يورو 2016، كما أنه يستحق أن يكون قائد هذا المنتخب في تلك البطولة، ولكن السؤال الأهم، هل يستحق روني مكاناً أساسياً في تشكيلة إنجلترا التي تبدأ منافسات يورو 2016 بمواجهة روسيا في 11 يونيو المقبل؟».
وتابع التقرير: «مواجهتا الأسود الثلاثة مع ألمانيا ثم هولندا ودياً في الأيام المقبلة، سيكون لهما دور كبير في معرفة قدرة النجوم الحاليين على قيادة الهجوم الإنجليزي، وعلى رأس العناصر الهجومية الحالية كين، وفاردي، وكذلك داني ويلباك، ودانيال ستوريدج، كما أن ثيو والكوت سيكون حاضراً، ولكنه سوف يترك مكانه لروني في حال تمكن الأخير من التعافي والعودة إلى أفضل حالة له قبل نهاية الموسم الجاري، والمحصلة النهائية الآن أن روني سوف يقاتل من أجل الحصول على مكان في تشكيلة إنجلترا في يورو 2016».
ما تقوله الصحف اللندنية يشير إلى أن روني الملقب بـ«الجولدن بوي» قد يكون ضيف شرف على المنتخب الإنجليزي في نهائيات يورو 2016، فالأرقام تشير بصورة واضحة إلى أفضلية كين وفاردي، فقد سجل الأول 21 هدفاً مع توتنهام في بطولة الدوري وشارك في 2739 دقيقة أي أنه يسجل هدفاً كل 130 دقيقة.
أما فاردي هداف ليستر سيتي ومفاجأة الموسم هو وفريقه، فقد شارك في 2723 دقيقة في البريميرليج الموسم الجاري محرزاً 19 هدفاً، أي هدفاً كل 134 دقيقة، في حين ظهر روني مع يونايتد في 1905 دقائق مسجلاً 7 أهداف فقط، أي هدفاً كل 272 دقيقة، مما يمنح كين وفاردي أفضلية عليه في الفترة المقبلة.
كما أشار تقرير «التلجراف» إلى أن هودجسون سوف يواجه مشكلة كبيرة في المفاضلة بين الأسماء الهجومية لإنجلترا في يورو 2016، هذا في حال استعاد روني بريقه قبل البطولة، وفي جميع الأحوال يجب على روني أن يدرك جيداً أنه لاعب من بين 5 أو 6 لاعبين يصلحون لتمثيل المنتخب على مستوى الهجوم، ولا يوجد من يضمن دخول التشكيلة واللعب أساسياً أبداً، فالمنافسة تظل مفتوحة بين الجميع لفائدة المنتخب.
واختتم التقرير: «لا يمكن القول إن روني يملك قدرات خاصة في الوقت الراهن، فقد أصبح أقل قوة، كما أن هناك وجوهاً أخرى نجحت في فرض نفسها في الفترة الأخيرة، أي أن الوضع مع هودجسون يجب أن يكون مختلفاً كلياً عما كان عليه في عهد سفين جوران إريكسون وفابيو كابيللو، حيث تعامل كل منهما مع روني باعتباره اللاعب الذي لا يمكن الاستغناء عنه أبداً».
غياب الإنجازات
أمضى روني في صفوف منتخب «الأسود الثلاثة» 13 عاماً حتى الآن، نجح خلالها في أن يصبح الهداف التاريخي لإنجلترا برصيد 51 هدفاً في 109 مباريات، كما أن رصيده التهديفي الشامل مع المنتخب ومع إيفرتون ويونايتد يبلغ 312 هدفاً، مما يجعله أحد أهم الهدافين في تاريخ الكرة الإنجليزية، ولكن ما ينقص روني وجيله غياب الإنجازات الحقيقية للمنتخب الذي لم يحقق أي بطولة منذ التتويج بمونديال 1966.
عدد اليوم
