يؤكد الإعلان عن تطبيق منظومة الابتكار في الدولة ما تذهب إليه جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز منذ سنتين نحو تطوير التعليم باستحداث أسلوب الابتكار وإنشاء مراكز متخصصة تدعم هذا التوجه. وذلك بالضبط ما يجب أن تفي به المنظومة المعرفية في التعليم الذي يتعامل بواقعية مع تحديات العصر ويرتبط بأهداف المجتمع. فهو يجب أن يسلّح المتعلم بمعارف ومهارات تعينه على ابتكار الحلول للحاجات والمشكلات والمصاعب التي تواجهه في حياته، سواء كانت فنية مثل اختراع ما، أو إدارية مثل إدارة العلاقات الأسرية والمدرسية والاجتماعية والعاطفية وغيرها، ذلك المتعلم الملبي لمتطلبات الإنسان الإماراتي والقادر على تمكينه من تحقيق الريادة والتفوق.
إذ لم يعد أسلوب التلقين وحشو ذهن الطالب بالمعلومات المكثفة وتقييد فكره بالقوالب الجاهزة، من الأساليب التي تضمن تأهيل مواطن المستقبل الذي تنتظر منه الدولة خوض سباق التحديات بكفاءة وهمّة، خاصة أن الدولة تملك من الخبرات والكفاءات الإدارية والفنية ما يمكّنها من قيادة التعليم إلى تحقيق أهدافه الوطنية، بل والذهاب بعيداً إلى مبادرة ابتكار نظام تعليمي جديد يتناسب في طبيعته مع حاجة كثير من المجتمعات المحيطة، وبالتالي تطبيقه في إطار تربوي وثقافي موحد يختصر المسافات والزمن. ولعل تجربة الجائزة تدعم فعلاً هذا التوجه بما حققته في مجال التميز التعليمي حيث غدا نسبياً من أكثر المنهجيات المطلوبة لتطبيقها في المؤسسات المدرسية على مستوى دول الخليج الشقيقة إلى جانب رعاية الموهوبين.
إن الدولة وبفضل الله الذي منّ عليها بالثروة والقيادة الواعية الحكيمة والرعية الوفية المخلصة حققت الريادة في كثير من المجالات، مما وضعها في تحد مع الذات للحفاظ على هذه المكانة، وليس هناك شك بأن التنافسية تحتم علينا اليوم قبل الغد أن نتخذ من الابتكار أسلوب حياة مما يضع المؤسسات الأسرية أمام مسؤولية الاضطلاع بأدوارها ومساندة وزارة التربية والتعليم لتحقيق هذه الغاية الوطنية التي إن تحققت حتماً ستغير جميع المعادلات لصالح (الإماراتي).
عبدالنور أحمد الهاشمي
مدير الإعلام والعلاقات
بجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز
عدد اليوم
