الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مكاسب مستقبلية لـ «الأبيض» حصيلة البرونزية الآسيوية

مكاسب مستقبلية لـ «الأبيض» حصيلة البرونزية الآسيوية
31 يناير 2015 23:43
معتز الشامي (سيدني) انتهت كأس آسيا، وانتهى معها مشوار منتخبنا الوطني بحصد المركز الثالث، بعد مشوار صعب لامس فيه اللاعبون حافة التأهل لنهائي المحفل القاري، ولولا التوفيق الذي لازم أصحاب الأرض في الدور قبل النهائي، لكان «الأبيض» هو من ينافس بقوة على اللقب الآسيوي، من أجل تحقيق إنجاز غير مسبوق لكرة القدم الإماراتية. ولكن «رب ضارة نافعة»، ولعل ما تابعناه بشغف، لقلوب تعلقت بممثل الوطن في المحفل القاري، يعد بداية الغيث، لأن اليأس ممنوع، والزعل مرفوض، فمهما اختلفت الآراء أو التحليلات والتفسيرات من هنا أو هناك، حول أهمية ما تحقق، أو قيمته «الفنية»، فهو لن يقارن بالقيمة النفسية التي خلفها الفوز بالميدالية البرونزية على لاعبي المنتخب الوطني الذين دخلوا فعلياً إلى حلبة «اللعب مع الكبار»، وبنوا أول ثقة بالنفس في محفل بحجم كأس آسيا. ويبدو أن من ينتقد أو يسعى للتقليل من حجم وقيمة العودة إلى الوطن ب «البرونز الآسيوي»، كان يعتقد أن بطولة كأس آسيا، مثلها مثل «كأس الخليج»، أو أن المنتخب لأنه تألق قبل عامين في البحرين، بلاعبين صاعدين من المنتخب الأولمبي ولم تلق باقي المنتخبات الخليجية لهم بالا، فقلبوا الطاولة على رؤوس الجميع في مفاجأة أذهلت «أهل ديرتنا»، يعني ذلك أن الفريق مؤهل للفوز باللقب عن بطولة لا يعرف الطريق نحو أدوارها النهائي منذ ما يقرب من الـ 19 عاماً مضت. في كرة القدم الحديثة ما يرتبط بها منطق وعلم أيضاً، هناك شيء اسمه بناء الثقة وتراكم الخبرات، فالماكينات الألمانية لم تنفجر في مونديال البرازيل 2014 إلا عبر محطات متتالية وخطط طموحة واستقرار فني وإداري بدأ بالعمل الجاد على مراحل الناشئين منذ العام 2000، وتلاه ببدء تغيير الجلد مع مونديال 2006، ووقتها لم يذبح المنتخب الألماني عندما خرج دون الوصول للنهائي على بطولة بحجم المونديال تقام على أرضه، فعاود الكرّة، ووصل في 2010 إلى المراحل النهائية، حتى جاءت مرحلة النضج، في 2014، بلاعبين مشوارهم «النفسي والفني» مع منتخب بلادهم أشبه كثيراً بمشوار لاعبي منتخبنا. وفي كرة القدم أيضا يعرف القاصي والداني، أن بناء منتخب ينافس ويحقق الإنجازات، لا يتم باستقرار «عامين فقط»، ولكن باستقرار وخطط لا تقل عن 6 سنوات، عبر استراتيجية واضحة المعالم. وانطلاقا مما سبق، يمكننا القول إن المنتخب الوطني، حقق المطلوب بالفعل، ونجح في تقديم مستويات طيبة نال بها استحسان وإشادة المتابعون للبطولة، ولعل المتابع للمنتخب عبر الشاشات فقط، بعيداً عن كواليس المحفل القاري، لا يدرك كيف عشنا أجواء البطولة، وكيف كان الاحتفاء بالإمارات، وبالمنتخب الإماراتي، وكيف كانت ردة الفعل الطيبة لدى المسؤولين بالاتحاد الآسيوي، وأصحاب الرأي الفني بأروقة البطولة. 5 مكاسب ما يعني أننا خرجنا بمكاسب كبيرة يمكننا تلخيصها في 5 مكاسب يجب البناء عليها من أجل المستقبل، وأولها هي اكتساب «جيل الأمل» لخبرات تراكمية هائلة، تصب في خانة تعزيز ثقة اللاعبين وقدراتهم الفنية، لأن تألق هذا الجيل على المستوى الأولمبي وقبله مستوى الشباب والناشئين، لا يقارن بضغوط اللعب «مع الكبار»، أو منافسة منتخبات قوية ولها باع بلاعبين محترفين «أوروبيا»، وآسيويا. والمكسب الثاني أن الوصول لمنصة التتويج بالبرونز، هو إضافة نفسية مهمة للغاية في هذا التوقيت لدى اللاعبين، لأننا وإن وضعنا هدف التواجد بين الثلاثة الكبار في آسيا، وقد حققناه، فالهدف في نسخة 2019 سيكون بالمنافسة على اللقب، خاصة وأن البطولة قاب قوسين أو أدنى أن تقام في الإمارات، وهو ما يتطلب أيضاً ضرورة التخطيط بشكل مختلف، والتعامل أيضاً مع المواسم المقبلة، بشكل مختلف من المنظومة الكروية الإماراتية، اتحاد وأندية ولجنة محترفين، عبر تعزيز مفهوم «الدوري في خدمة المنتخب» وتطويع الروزنامة حتى تفيد الدوليين، وتتيح لهم أفضل إعداد نفسي وبدني ممكن. والعمل على تأهيل المواهب لمساعدة الجهاز الفني لفتح الباب أمام التجديد في دماء بعض المراكز واللاعبين، خصوصاً بعدما ثبت بالدليل القاطع خلال مشوار البطولة، أن المنتخب عانى دفاعياً، في فترات مختلفة من المباريات التي خاضها، مقابل تألق لاعبين بأعينهم، مثل مهند العنزي الذي كان صخرة دفاع حقيقية، وماجد ناصر، وخميس إسماعيل وعبد العزيز صنقور ووليد عباس «في بعض المباريات». بينما ثالث تلك المكاسب أننا أثبتنا امتلاكنا للاعبين مميزين، ويكفي ما فعله أفراد القوة الضاربة مبخوت وخليل وعمر عبد الرحمن وتحولهم لـ «حديث الصباح والمساء» في المحفل القاري. والمكسب الرابع يتعلق بزيادة الطموح والرغبة في استكمال مشوار الإنجازات، ولا يخفى على أحد أن حرص اتحاد الكرة على التجديد للجهاز الفني وعدم الإقدام على أي قرارات للتغيير، يهدف إلى الثبات والسعي لمواصلة المشوار نحو تحقيق الهدف الأسمى وهو الصعود إلى مونديال موسكو 2018، والذي بدأ بالفعل منذ أمس، وينتظرنا فقط سحب قرعة التصفيات لنضع روزنامة الإعداد للمرحلة القادمة. أما المكسب الخامس والأهم، هو أننا أعلنا عن أنفسنا بقوة في القارة الصفراء، وقلنا كلمتنا أمام ثلثي سكان العالم، فكانت كلمة مسموعة، وستختلف النظرة معنا فيما بعد، لأننا لن نكون ذلك المنتخب «المتواضع» الذي يصاب بالقلق حتى ولو كان سيلتقي «سريلانكا»، ولكن اثبتت البطولة أن منتخبات آسيا تحسب لنا حساباً كما نحسب لها نحن، وهو ما ترجم فوراً بوجود الأبيض ضمن منتخبات التصنيف الأول بالقارة، عند توزيع المنتخبات على المجموعات في بداية مشوار التصفيات المؤهلة للمونديال، ما يعني أننا سنكون على رأس مجموعة، ومثلما سيكون اليابان وأستراليا وكوريا وإيران وأوزباكستان وباقي الدول المصنفين الأوائل على القارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©