الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لاجئو "البارد" في ضيافة "البداوي"

24 مايو 2007 01:41
بيروت - وكالات الأنباء: بدا مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان امس أشبه بـ''مدينة أشباح'' بعد أيام من المعارك العنيفة بين الجيش اللبناني ومتشددي ''فتح الاسلام''· واذ صمتت المدافع أمس كان المشهد داخل المخيم مرعبا، فالشوارع خلت من الناس، فيما كانت الصورة الظاهرة آثار الدمار والحرائق على المباني التي نقشت جدرانها بآثار طلقات الرصاص· وعند عبور المدخل الجنوبي للمخيم تجد الجنود اللبنانيين عند نقطة تفتيش يطبقون إجراءات أمنية صارمة ويفحصون بكل دقة بطاقات الهوية· وفور دخول المخيم يشاهد المرء بوضوح العلامات الوحيدة على الحياة والمتمثلة في القطط الضالة التي تبحث عن بقايا الاطعمة، فيما أضحت عدة مباني مجرد أنقاض محترقة· فجأة اخترق الصمت صوت رجل مسن من السكان قال ''لقد رحل الجميع··لا يوجد أحد هنا وأنا ذاهب الآن لملاقاة عائلتي في منطقة خارج المخيم''· وفي مخيم البداوي المجاور بدت الشوارع والمدارس تعج بالناس عقب تدفق لاجئي نهر البارد اليه· وكانت السيدات تصرخن والرجال في حالة من القلق والاطفال يعانون من الآثار النفسية للصدمة· وقال أحمد حسين أحد سكان نهر البارد ''لقد تركنا المخيم وتوجهنا سيرا على الاقدام إلى مخيم البداوي القريب··لقد مررنا بفترات رعب··اختبأ أبنائي الخمسة في حمام المنزل لمدة ثلاثة أيام من دون طعام''· وواصل المسنون والنساء والاطفال الهرب من مخيم نهر البارد عبر منفذه الشمالي امس على متن سيارات وشاحنات وحافلات ملوحين برايات بيضاء، وقالت سيدة بصوت عال وهي تعتلي إحدى الشاحنات ''نحن نهرب الان طلبا للأمان''· فيما قالت اخرى سبقتها الى مخيم البداوي ''مصيرنا ان ننزح مرة بعد مرة''، واضافت ''هذا اليوم شبيه بيوم نزوحنا من فلسطين سنة ··1948غادرنا منزلنا ونزحنا مشيا باتجاه لبنان تاركين كل شيء··واليوم ننزح مجددا والبيت مقصوف في مخيم نهر البارد··حينها استقبلنا اللبنانيون، اما اليوم فنحن لاجئون لدى لاجئين''· وقالت عجوز اخرى ''كان عمري 23 سنة عندما تركت البيت في فلسطين مع اهلي··مثل اليوم، لم اجلب معي غير هذا الفستان''· وبالقرب منهما اتكأ محمد ندوة الذي يعاني من شلل في ساقه على عصاه، وقد استند الى طاولة في مدرسة ''نهر الاردن'' التي لجأ اليها مع عائلته، وقال ''لا نعرف اي مصير ينتظرنا··اذا استمرت حركة النزوح بهذا الشكل لن يبقى احد في نهر البارد··فهل سيدمرونه كما فعلوا بتل الزعتر؟''· إلا أن المأساة انعكست تضامنا فلسطينيا غير مألوف، حيث كان العشرات من الشبان والشابات يقومون بإفراغ شاحنات محملة بالأغذية والمرتبات والأغطية لتوزيعها على المدارس والمراكز والعائلات التي تستقبل اللاجئين· وقال رامي محمود وهو من سكان حي الدامون في مخيم نهر البارد ''الجيش قصف كل مكان··استهدف كل شيء··حتى الاسرائيليون كانوا سيصبحون أكثر رحمة''، واضاف ''فلتأتوا بايهود اولمرت كان سيكون أكثر رحمة مع الفلسطينيين من الجيش اللبناني الذي يعلن دوما انه لا يستهدف المدنيين''· وقال محمود الهندي ''تكدسنا مثل السردين طوال ثلاثة ايام··60 شخصا في الغرفة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©