الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدرسة مسافي شاهد على التحول الجذري للنظام التعليمي بالدولة

مدرسة مسافي شاهد على التحول الجذري للنظام التعليمي بالدولة
10 ديسمبر 2013 21:23
موزة خميس (مسافي) - في يناير المقبل تكمل مدرسة مسافي عامها الخمسين منذ انطلاقتها كمنبر تربوي وتعليمي، يشهد على تطور التعليم في المناطق البعيدة عن المدن، حيث بدأ التعليم في منطقة مسافي رأس الخيمة عام 1963، وذلك موثق في لوحة معلقة على مدخل المدرسة الثانوية الوحيدة للبنين في المنطقة، وهو المبني الأحدث في المنطقة بعد انتقالها من أول مبنى تم افتتاحه كمدرسة في منزل متواضع جدا، على نفقة المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم إمارة رأس الخيمة حينها، الذي كان يحرص على أن يخرج بسيارته في جولة بين البيوت للبحث عن أي طالب، قد يكون تسرب من المدرسة أو لم يذهب لها في ذلك اليوم فيحمله، ويذهب إليها. تبدل الظروف حقبة من الزمن مرت على المنطقة، تغيرت فيها الظروف وتبدلت، إلى ذلك، يقول راشد الدنكي، مدير المدرسة «كل الظروف تبدلت وبسرعة منذ أن قام الاتحاد، وقد أصبح الأهالي مؤهلين نفسياً وفكرياً لدفع أبنائهم إلى التعليم، فلم يعودوا يكتفوا بالتخرج في المدرسة بل يسعون إلى إلحاق أبنائهم بالجامعات المرموقة للحصول على أعلى الشهادات في مختلف التخصصات، ولذلك هناك فضل كبير للأجداد الذين عملوا في ظروف صعبة، وكانوا بحاجة لأبنائهم للعمل معهم في الزراعة أو غيرها من المهن، ولكنهم لأجل التعليم والتخلص من ظلام الجهل ضحوا وصبروا كي لا يبقى هناك أي طفل من دون تعليم». ويضيف «هناك تطور نوعي حتى في أساليب العمارة بالنسبة للمبنى المدرسي، حيث تحرص الدولة حاليا على أن يكون البناء مناسبا لتوفير أجواء صحية وهادئة، حتى لا تكون هناك أية مبررات لتسرب الطلبة، وفي الزمن القديم وقبل الاتحاد لم تكن هناك مناطق مناسبة خارج الصفوف من أجل اللعب، واليوم هناك مظلات وملاعب وأدوات حديثة لأجل ممارسة أي نشاط، كما أن أساليب التعليم نفسها قد تم تغييرها لمصلحة الطلاب والطالبات». ويقول خلفان النقبي، مساعد المدير في المدرسة، الذي كان طالباً في المدرسة ذاتها، «كانت المدرسة عند افتتاحها عبارة عن منزل صغير، وقد تم تخصيص غرفة منه كمخدع للمعلمين، وأيضا للطلبة الذين كانوا يأتون من مناطق مجاورة من أجل التعليم، ولم تكن لديهم وسائل مواصلات للذهاب اليومي والعودة حيث كانت الطرق وعرة ومخيفة فكان الطلبة يبقون لمدة أسبوع في المدرسة من أجل أن يحصلوا على التعليم، وكانت تلك تضحيات غالية للجيل الذي ترك وراءه اللهو اللعب وواصل تعليمه حتى تخرج من المدرسة». ويضيف: «هناك طلاب تركوا التعليم بعد عدة سنوات، والسبب أن الدولة كانت حينها قد تشكلت ووجهت نداءات إلى كل من يحمل أية شهادة علمية، حتى لو كانت للصف الثالث الابتدائي، بالتقدم للعمل لأن الدولة بحاجة للبناء، وكل من يعرف القراءة والكتابة سيكون له مكان، وسيكون هو أيضاً عاملاً مساعداً في عملية التغيير، ولذلك التحق البعض بالشرطة أو القوات المسلحة وحتى في وظائف قيادة حافلات التعليم، فيما واصل البعض طريق العلم لأن هناك آمالاً تبنى وتعقد عليهم». فرق شاسع نصف قرن من الزمان مر على تأسيس مدرسة مسافي، التي كانت تتكون من صف واحد، يتطور مع تطور طلبته، وهي اليوم تضم 489 طالباً موزعين على عشرين غرفة صفية، يدرسون من الصف الأول وحتى نهاية المرحلة الثانوية. وبينما كان المنهج التعليمي يأتي من الكويت، وتقتصر أساليب تدريسه على السبورة والطباشير، تلتزم المدرسة اليوم بتقديم أحدث المناهج التربوية المحلية، في قوالب تعليمية متطورة تواكب العصر بمتغيراته كلها. وحول تطور النظام التعليمي في المدرسة، يقول جمال الصريدي، سكرتير المدرسة، وأحد الطلاب الذين تعلموا فيها «تخرجت عام 1988 في مدرسة مسافي، وهناك فرق شاسع بين التعليم بالأمس واليوم، ويكفي إن النظام التعليمي بالكامل قد تغير، فالطالب اليوم يملك مجموعة كبيرة من الوسائل التي تعينه على التعليم، ولديه وسائل أخرى يستقي المعلومات منها». ويضيف: «لأن أولياء الأمور قديما حرموا من التعليم فقد حرصوا على ألا يحرم أبناؤهم، خاصة أنها فرص مفتوحة ومجانية، ونحن اليوم في زمن التعلم الذكي، حيث يوجد فرق عن وقت كانت وسيلة التعليم الكتاب وسبورة سوداء وطباشير، واليوم جاء زمن السبورة، التي هي عبارة عن شاشة يتعامل الطالب معها باللمس فإننا نعيش في عالم من التطور تم تسخيره بجهود الدولة ومن خيراتها لصالح الطلبة والطالبات، من أجل الحصول على أفضل الدرجات العلمية، إلى جانب الأساليب النفسية التي تمنح الطلاب الأمان والشعور بالطمأنينة». أمل النجاة عن تجربته في المدرسة، يقول علي المحرزي، أحد الطلاب الذين درسوا على مقاعدها: «التحقت بالمدرسة عام 1964، وأتذكر أن من أنهوا الابتدائية كانوا خمسة طلاب من أصل أحد عشر تلميذا هم مجموع طلاب المدرسة، وكنا ندرس منهجاً يأتي من دولة الكويت، ثم انتقلنا إلى دبي للتعلم في المدرسة الصناعية بالقسم التجاري». يضيف: «يوم تخرجنا ألقى الشيخ صقر بن محمد القاسمي رحمه الله، حاكم إمارة رأس الخيمة حينها، كلمة في طابور الصباح قال فيها: «أنتم مثل ركاب في سفينة في بحر متلاطم، وأملكم في النجاة الدين والتعليم». واليوم يعد المحرزي من رجال الأعمال وقد قدم خدمات جليلة للمدرسة والمنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©