الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معتز محمد يستثمر هواية جمع العملات المحلية في تأليف كتاب يوثق تاريخها

معتز محمد يستثمر هواية جمع العملات المحلية في تأليف كتاب يوثق تاريخها
10 ديسمبر 2013 21:22
خولة علي (دبي) ــ حوّل معتز محمد عثمان شغفه بجمع لعملات المحلية إلى توثيق هذا الإرث الثقافي عبر دراسات ميدانية بحثية، رغبة منه في حفظ هذا التاريخ، الذي يحكي من خلاله مراحل نشأت العملة المحلية وتطورها، الذي ارتبط بتاريخ الوطن، عازيا ذلك إلى ندرة وجود مصادر متخصصة في العملة النقدية المحلية، الأمر الذي دفعه إلى عدم التوقف عند مرحلة جمع العملات، وإنما إيجاد أوعية معلوماتية تكون بمثابة مرجع للباحثين وإرث للأجيال. الدخول في تحدٍ عن هواية جمع العملات، يقول معتز “هواية جمع العملات منتشرة في العالم بوجه عام وفي الإمارات بشكل خاص، وهي تعتبر من هواية محببة لجميع فئات المجتمع، ومن جميع الأجناس والأعمار، بالرغم من المجهود الكبير والمبالغ الطائلة التي تلزم هذا النوع من الهوايات، ولكن الشعور بتحقيق أهدافها يهون ذلك المجهود كونها هواية تثقيفية، تدفع الهاوي إلى التمسك بها طيلة حياته، وإدخاله في نوع من التحدي للحصول على النوادر من هذه العملات”. وعما تطلبه هذه الهواية، يقول معتز إنها تحتاج إلى الكثير من تحري الدقة، والبحث المستمر، واستغراق وقت طويل في البحث للعثور على هذه العملات، كما تتطلب استمرار التردد على محال بيع المقتنيات والتحف القديمة، بالإضافة إلى اقتناء الكتب المتخصصة في العملات. وحول بدايته في هذا المجال، يوضح معتز “كانت بدايتي مجرد هواية لتجميع العملات والطوابع من دون الاهتمام أو التعمق في فهم فحوى هذه العملة وأهميتها، وكنت أقوم بجمع العملات القديمة لمختلف بقاع الأرض من دون تركيز على عملة واحدة. ولكن بعد مرور فترة من الزمن تطورت هذه الهواية إلى تحد كبير في الحصول على العملات النادرة، والتي تتميز بحالة ممتازة أو على الأقل تكون بحالة جيدة، ثم تطور الأمر إلى التخصص في جمع عملات الإمارات القديمة، والتي تتميز بأسعارها العالية”. ويتابع “كان الأمر يحتاج إلى مجهود كبير للحصول على العملات المحلية القديمة، ولكني واظبت على الأمر حتى وصلت إلى مرحلة الاحتراف في هذه الهواية والاستمرار في المضي في هذا المجال، وذلك بتجميع كل عملات الدولة المتداولة والتذكارية وأيضا العملات القديمة التي اختفت وأصبح من النادر وجودها”. التحول إلى الاحتراف حول مجموعة العملات التي يمتلكها، يقول معتز “أفتخر كثيرا بالعملات التي تم تداولها فور الإعلان عن قيام الاتحاد، ولدي مجموعة لا بأس بها من عملات حكومات الإمارات قبل الاتحاد مثل الشارقة ورأس الخيمة وأم القيوين وعجمان والفجيرة، ولدي مجموعة من العملات اليونانية والإسلامية والعثمانية والفارسية، وطويلة الحسا وريال تريزا وريال برغش، ومعظم الروبيات البريطانية الهندية، وأيضا وروبيات الخليج العربي ومجموعة عملات مجلس نقد قطر ودبي والبحرين والمملكة العربية السعودية، والعملات التذكارية، ومجموعة كبيرة من النقود التي مرت على تاريخ تداول النقد في دولتنا الحبيبة”، مشيرا إلى أنه يمتلك عملات فضية وذهبية نادرة. وعن تطور هوايته إلى احتراف، يوضح “لم أتوقف عند جمع العملات النادرة، ولكني شرعت في البحث عن تاريخ تطور العملات بشقيها المعدني والورقي في الدولة، وهو موضوع كان من المواضيع التي تستحق التوثيق، ولذلك تولدت لدي فكرة توثيق هذا التاريخ الحافل في كتاب، تم نشره مؤخرا تحت مسمى “تاريخ عملات الإمارات”، ولقد تعمدت عدم التعمق في المصطلحات الاقتصادية، والابتعاد عن المعلومات التي لا تفيد القارئ أو الهاوي، وتم التركيز على حل معضلة تداخل فترات تداول بعض العملات مع بعضها البعض بنوع من الشرح، والانتباه للترتيب الزمني لكل حقبة تاريخية لتداول كل عملة، وذلك بتقسيم الكتاب بطريقة كانت بصورة منطقية ومن معطيات البحوث والمصادر القوية، ومن خلال زيارات ميدانية لجميع متاحف الدولة، ومقارنتها مع المراجع والكتب المتخصصة في هذا المجال، وكل ذلك مدعوم بالصور والمعلومات التوضيحية لكل عملة”. مراجع ومصادر حول المراجع التي اعتمدها في كتابه، يقول معتز “راعيت في كتابة هذا المؤلف التاريخي الاعتماد على أقوى المصادر، ومن ضمنها إصدارات سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة، والتي تعتبر من المراجع القوية، والتي يعتمد عليها في توثيق المراحل التاريخية التي مرت بها الدولة، وخاصة الإصدارات التي تسرد مرحلة الانتداب البريطاني، بالإضافة إلى مجموعة من المراجعة الدولية والكتب المتخصصة، إلى جانب تميزنا بامتلاكنا لمعظم عملات الإمارات قبل قيام الاتحاد وبعده، وهي تعتبر من المراجع القوية التي قمنا بالاعتماد عليها للمقارنة، ودعم عملية البحث والتحري والتدقيق”. وعما يميز الكتاب، يرى معتز أن “أهم ما يميز الكتاب أنه يتناول بصورة شمولية مراحل تطور النقد بعيدا عن الخوض في خضم بحر التاريخ الواسع لتاريخ النقود، حيث تم التطرق وتركيز الحديث على تاريخ ومراحل تطور النقد في دولة الإمارات العربية المتحدة قبل إعلان الاتحاد وبعده، حيث تعمدت إلقاء الضوء على هذه المراحل بأسلوب مبسط ومختصر، حيث إننا هنا أمام كيان ومنظومة دولية تعتبر جزءا لا يتجزأ من المنطقة المحيطة به، والتي شهدت كثيرا من الأحداث والتطورات التاريخية المتعاقبة على هذه المنطقة، والتي كان لها الأثر الواضح والكبير على مراحل تطور النقود في دولة الإمارات العربية المتحدة”. وعن الفترة الزمنية التي استغرقها تأليف الكتاب، يقول معتز “استغرقت في تأليف الكتاب أربع سنوات، وتطلب مني الكثير من الجهد والزيارات الميدانية داخل الدولة وخارجها، وذلك لأن معظم العملات التي تم تداولها قديما تعود لدول أجنبية مثل النمسا وبريطانيا والهند والبحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقطر، وقد كان للهند من هذه السفرات نصيب الأسد نظرا لتفرد الروبية الهندية في ساحة التداول لفترة طويلة من الزمن”. أثر التجربة حول أثر تجربة تأليف الكتاب عليه شخصيا، يبين معتز محمد “تشرفت بمعرفة عدة أشخاص لهم خبرة طويلة في هواية جمع العملات على المستويين المحلي والدولي، وذلك من خلال زيارتي لمعظم المعارض المتخصصة في جمع العملات على مستوى الدولة، وأيضا على مستوى دول الخليج والوطن العربي والعالمي، ومن خلال تبادل المعلومات عن طريق الزيارات الشخصية، أو عن طريق التعارف بواسطة شبكة الإنترنت، وعن طريقة عضويتي في عدة جمعيات دولية لهواة الطوابع، وعلى رأسها عضوية الجمعية الملكية البريطانية لهواة الطوابع، إضافة إلى عدة جمعيات دولية متخصصة وأيضا عن طريق المزادات المحلية والدولية والمعارض المتخصصة”. تطور تاريخ البريد يشير معتز محمد إلى أنه يقوم حاليا بالإعداد لإصدار كتاب آخر يتعلق بالمجال نفسه، وهو مجال تطور مراحل التاريخ البريدي، ولكنه سيكون بأسلوب جديد وأفكار مبتكرة وجديدة”، مضيفا “يلزمني كثيرا من الوقت نظرا لنوعية وضخامة مواد الكتاب الجديد حيث يتطلب منا مجهودا كبيرا في التدقيق والبحث والتحري في عدة مراجع تاريخية موثوق بها، وأيضا من عدة مصادر محلية وعالمية لتوثيق كل معلومة في هذا الكتاب”. تعريف مختلف القراء والمهتمين بتاريخ النقد في دولة الإمارات العربية المتحدة على ابرز المعلومات ومحاولة حصر وتدوين هذا التاريخ الكبير لهذه الدولة العريقة والخيرة، وعلى تدوين جزء بسيط من مسيرة التقدم والازدهار والنهضة المستمرة لدولة الإمارات العربية المتحدة بظل هذه القيادة الرشيدة لهذه الدولة الطيبة حكامها وشعبها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©