الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطباء يدقون ناقوس الخطر: الإنترنت ليست طبيبك

أطباء يدقون ناقوس الخطر: الإنترنت ليست طبيبك
24 مايو 2007 00:11
تحقيق - أميمة زيد: الانترنت تقنية حديثة أثرت كثيرا فى حياة الناس، وفي مجال الطب تلعب دورا حيويا في التواصل والوصول الى المادة العلمية، فبضغطة زر واحدة نستطيع الوصول الى أي مادة علمية مكتوبة أو مصورة· وهذه هي المعجزة الحقيقية للانترنت، ففي مجال الصحة، للانترنت فضاء رحب من التطبيقات والاستخدامات لا يتسع المجال لحصرها، ولكن، إيجازا نستطيع القول إنها قصرت المسافات ووفرت الوقت والمجهود لكل من الطبيب والمريض، فمن خلال هذا التحقيق حاولنا استطلاع آراء العديد من الأطباء وأصحاب مواقع للاستشارات الطبية لنسلط الضوء على مسألة هامة، وهي هل تكون الانترنت بديلا عن الطبيب ؟ وهل يمكن للاستشارات الطبية عبر الإنترنت أن تكون بديلاً عن استشارة الطبيب وجها لوجه الطبيب؟ ''الاتحاد'' التقت عددا من الجمهور· سلطان الحمادي، مدير فرع توصيلات الحاسب الآلي، يقول: ألجأ أحيانا إلى الاستشارات الطبية التي تكون عن طريق الانترنت لكي أستفيد من المعلومات، ومعرفة الأمراض وكيفية الوقاية منها، ولكن في أحيان كثيرة نحتاج لوجود الطبيب لأن وجوده مهم بنسبة 100% · وتوافقه الرأي نورة الظاهري، طالبة جامعية: لا أعتقد بأن الانترنت أصبحت بديلا عن الطبيب لأنه من الضروري جدا أن يتم التشخيص مباشرة من قبل الطبيب بكل دقة لمعرفة الحالة، وعلاجها، في حين لا ألجأ إلى الاستشارة الطبية عن طريق الانترنت ولكن أقوم فقط بالإطلاع على بعض المشاكل الصحية التي نتعرض لها وكيفية علاجها، وبذلك تكون الانترنت دافعا للمعرفة والعلم، في حين أستفيد من المعلومات ولكن لا أعتمد عليها بشكل رئيسي· محمد محمود عبدالله، طالب بكلية الصيدلة (مصر) يرى بأن الانترنت لا يمكن أن تكون بديلا عن الطبيب· فالطبيب مهما حصل سيبقى دوره محفوظا ولا غنى عنه، وأعتقد أن الانترنت تكون مساعدا فقط كمرجع أو كتاب خارجي يمكن الاستعانة بها، وأنا لا ألجأ إلى الإنترنت للاستشارة، فمهما كان الطبيب كفئا فمن الصعب عليه تشخيص الحالة عن طريق الوصف الكتابي فقط دون المعاينة والتشخيص بشكل عملي على أرض الواقع فالمرض أو الحالة تختلف من شخص لآخر، ولكن توجد موضوعات خاصة بالسمنة والنحافة أو بعض الأمراض الخفيفة التي قد لا تستوجب ضرورة الذهاب إلى الطبيب بشأنها، ومن أكثر المواقع التي ألجأ إليها للاستشارة الطبية موقع ''طبيب دوت كوم''، خلاصة القول: لا يمكن أن نستخدم المعلومات على شبكة الانترنت كبديل للنصائح الطبية أو التشخيص أو المعالجة المقدمة من الطبيب أو أي شخص آخر مؤهل لتقديم الرعاية الصحية، ولا نستند أبدا على المعلومات الطبية المقدمة من أي موقع ؛ فقد تتغير المعلومات الطبية بسرعة أو قد تكون المعلومة خاطئة أو ثبتت بالدراسات الحديثة أنها غير صحيحة أو انتهت صلاحيتها خاصة في الطب البديل والعلاج العشبي كما يجب أن لا نستخدم أي معلومة طبية من على الانترنت بغرض تشخيص أو علاج أية حالة مرضية دون إشراف الطبيب· في حين يرى أدهم علي ، صيدلي أنه لا تصلح الانترنت أن تكون بديلا عن الطبيب ولكن يمكن أن تصبح حلقة الوصل بين الطبيب والمريض وبوضعه الحالي لا يصلح ولكن إذا حدث بعض التطوير وأصبح مثلا في عيادة الطبيب كاميرات متطورة وأصبح عند المريض مثلها وتم التفاهم بينهم ووصف الحالة بهذه الطريقة فأعتقد أن هذا ممكن الحدوث ويمكن أن يصف الطبيب للمريض خطوات العلاج دون صعوبة ولكن بالطبع فإن الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي أو عناية خاصة لابد من تواجد الطبيب بجوار المريض، وقد شاهدت في أحد الأفلام الوثائقية عملية جراحية تمت تحت إشراف أحد كبار الأطباء والذي كان يتابع الحالة عن طريق الإنترنت في جامعة علمية في دولة أخرى، وأنا ألجأ للإنترنت للاستشارة الطبية ولفهم الحالة أكثر والتعرف على طرق العلاج وطريقة التغذية وبعض الإرشادات وغير هذه من المعلومات · ولو انتقلنا من الجمهور إلى ذوي الاختصاص، لوجدنا الشيء ذاته· د· محمد عبدالكريم المناعي مدير المركز التخصصي للاستشارات الطبية بمملكة البحرين، يرى بأن الاستشارات الطبية من خلال الإنترنت سلاح ذو حدين، فإذا كان السائل يعرف من يسأل، وهو من الموثوق فيه وفي علمه، فإن الاستشارة هنا تكون مفيدة، ولكنها لا تغني عن زيارة الطبيب، ولا يجب الأخذ بها كعلاج بتاتا، أما إذا كان الذي يجيب هو شخص غير معروف تماما للسائل، فلا يجب الأخذ بها بتاتا· ويضيف: للأسف هناك الكثير من الأطباء لديهم مرض تقمص شخصيات وهمية، فتراه يسمي نفسه الطبيب الفلاني، وربما يقوم بتصميم موقع خاص به لهذا الغرض، فمن يحاسبه، ومن يتأكد بأنه فعلا طبيب أو نصاب؟ من هذا المنطلق أنا كطبيب عربي، وأحد الخبراء في الانترنت الطبية، وأملك أكثر من شبكة الكترونية تخدم الطب والمؤسسات العلاجية، لا أنصح أحدا بالاعتماد على الاستشارات الطبية من خلال الانترنت حتى مني شخصيا، بل يجب أن تتم زيارة الطبيب المتخصص قبل أخذ أي دواء، وعلى الأطباء الأفاضل ممن يقومون بتقديم النصح من خلال الانترنت، عليهم بتحذير السائل بأن لا يأخذ هذه النصيحة كعلاج بتاتا، وإذا كان اسـم مؤسستنا المركز التخصصي للاستشارات الطبية http://www.medicalcom.net،فنحن نقدم استشارات فقط لنوجه المريض إلى الطبيب المتخصص في حالته المرضية أي نحن نملك خبرات كبيرة في معرفة قائمة طويلة من الأخصائيين المتميزين في علاج حالات مرضية نادرة، ونقوم بتوجيه المرضى إليهم ولا نقدم لهم نصائح طبية إلا إذا كانت الحالة المرضية علاجها غير معروف، وهنا نقول للمريض حالتك لا نعرف لها أخصائيا يعرف علاجها· صاحب موقع ''صحة'' الإلكتروني sehha.com، يريد توضيح شيء مهم جدا في الطب، وهو أنه في معظم الحالات لا بديل عن معاينة الطبيب للمريض وجها لوجه، وأخذ التاريخ المرضي للحالة وإجراء تحاليل وأشعات حسب ما يتطلبه وضع المريض، ويقول: انطلاقا من هذا المبدأ فإن موقع صحة يقدم خدمة الاستشارات الطبية بهدف التوعية والتثقيف الصحي والنصح والإرشاد كخدمة مجانية لزوار موقع صحة، وهذه الخدمة لا ولن تغني عن استشارة الطبيب المتخصص ونحن لا ننصح بأي شكل من أشكال المعالجة الذاتية ما لم تكن صادرة عن مزود رعاية طبية متخصص ومرخص لشخص محدد بذاته وحالته الراهنة التي يستفسر عنها، و يجب أن لا يتجاهل زوارنا النصيحة الطبية أبدا، أو أن يتأخروا في طلب العناية الطبية المباشرة لأي قضية صحية محددة· هذه وإن الزوار يستفيدون من هذه الاستشارات الطبية بدلالة الإقبال الكبير والمستمر على طلب النصيحة، ويرى موقع الصحة sehha.com بأن الاستشارات الطبية التي يقدمها الموقع تم إنشاؤها في موقع صحة منذ عام 1999 أصلا بناء على طلبات كثيرة جدا وصلت لموقع صحة تطلب توفير هذه الخدمة· فمعظم الزوار لديهم سؤال أو استفسار عن شيء ما يختص بصحتهم أو صحة شخص عزيز عليهم· يرى د· مادح الوليلى، زميل البورد الأوروبي في المسالك والتناسلية أنه لا يجوز أن تكون الانترنت بديلا عن الطبيب، ولكن من الجائز أن يقوم طبيب أو فريق من الأطباء بمناظرة أو مناقشة حالة عن بُعد بالاشتراك مع زميل آخر يناظر المريض سريريا من أجل الوصول الى أفضل قرار وأفضل سبل العلاج، هنا فقط يتوفر طرفا المعادلة التحقيق عن بعد والتطبيق عن قرب، ومن هذا المنطلق أرى أنه من غير الجائز استخدام الانترنت نهائيا في مجال التشخيص بغرض العلاج ، ولكن لا مانع مطلقا من استخدامها بغرض التثقيف ونشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع حتى يتفاعل افراد المجتمع ايجابيا مع أدوات ومفردات الخدمة الصحية· وهنا يبرز السؤال كيف يحكم الشخص العادي على مصداقية المواقع الكثيرة المنتشرة على الشبكة العنكبوتية والكثير منها ذات أغراض وتوجهات مختلفة تخدم مصالح خاصة بناشريها؟ الإنترنت ليست البديل في حين يرى د· عبد الحميد الهواري ، أستاذ علم الأدوية بكلية الخليج الطبية، بأن الانترنت وسيلة ممتازة لمساعدة الاطباء والمرضى ولكنها لا يمكن أن تكون بديلا عن الطبيب حيث أن تشخيص الأمراض يعتمد على الفحص الاكلينيكي وتاريخ المرض والفحوصات المعملية والإشعاعية· و لا يمكن التشخيص بغير الفحص الجسماني الذي يجريه فقط الطبيب، كما أن طبيعة العلاج تختلف باختلاف شدة المرض وتاريخ الاصابة به والعوامل المسببة له وسن المريض· لا أثق بالتشخيص عن بُعد وترى د· سلوى مختار مصطفى، اختصاصية أمراض متوطنة، أنه يمكن الجمع بين الطبيب المشخص من الانترنت والطبيب الآخر ولكن في حدود، فأنا لا أثق إطلاقا فى التشخيص عن بعد، حيث إن المناظرة المباشرة مع المريض و فحصه إكلينيكيا هام جدا فى التوصل إلى التشخيص السليم، وبالإمكان عرض الأبحاث الخاصة بالمريض بالإضافة إلى تقرير طبي واف على طبيب متخصص في أي مكان بالعالم لأخذ رأيه، و ذلك عن طريق الطبيب المعالج، في حين يتم الاستفادة من الانترنت على صعيد الصحة من خلال التعرف على الأمراض و أعراضها و طرق العدوى و كيفية الوقاية منها، ومعرفة التغذية المناسبة للأمراض المختلفة و الأدوية المفروض تجنبها كما الحال في أنيميا الفول· الردود تستغرق وقتاً وجهداً في حين يرى موقع http://www.radwanghazal.cjb.ne للدكتور رضوان غزال، أن الانترنت ليس و لن يكون بديلاً عن فحص الطفل أو المريض و سماع قصة الحالة و إجراء الاستقصاءات، ويقول: الاستشارات الطبية التي نقدمها من خلال موقعنا تلقى إقبالا كبيراً، فالام مثلا تريد رأياً سريعاً وشافياً في كثير من الحالات التي تصيب طفلها، ونحن نقدم هذه الاستشارات لهدف هام، و هو نشر الثقافة الصحية فهناك الكثير من المواقع الخاصة بالأطباء، و القليل منها موجه لتثقيف الأهل، أما الأهداف الأخرى فهي توسيع شعبية الموقع و هذا لن يتحقق إلا إذا كان الموقع مفيداً على كل حال، والربح المالي غير مطروح حاليا و قد يكون ممكنا في المستقبل لأن الرد على الاستشارة ليس سهلا دائماً، وبعض الحالات تحتاج للوقت والبحث و التدقيق و مراجعة الأبحاث المتعلقة بالحالة· الاستشارات الإلكترونية··مجرد ثقافة أما الدكتور سالم محمد السعيدي، أخصائي طب وجراحة العيون، فيرى بأنه يمكن الاستفادة من الاستشارات الطبية عن طريق الإنترنت إذا كانت بشكل عام حيث أنه لا يجب استخدام وصفة علاجية معينة، أما إذا كان المريض معروفا لدى الطبيب أي أنه يعرف حالة المريض مسبقا، ستكون الاستفادة مقبولة، ولا يمكن أن تكون المعلومات المتوفرة في الانترنت بديلا عن استشارة الطبيب، فهل يعقل أن يكون لدى أي شخص كتاب طبي أو حتى موسوعة طبية فإذا مرض أحد أفراد الأسرة قام بالاستفادة من المعلومات لتشخيص وعلاج الحالة المرضية وكذلك الحال مع الانترنت لا يمكن الاستغناء عن الطبيب· سوق رائجة لبيع الدواء وترى الدكتورة غادة عبد الوهاب، أخصائية أمراض النساء والتوليد، أن الآن انتشرت مواقع كثيرة ترد على أسئلة المرضى عن بعد، بل وتصف لهم العلاج ولقد أصبح هناك سوق رائجة لبيع الدواء عن طريق الانترنت! لقد أصبح المرض سلعة رائجة بين أيدي التجار وأصبح الاتجار بها يحقق مكاسب كبيرة تفوق تجارة السلع، لكن جدير بنا نوضح أن هناك مؤسسات طبية على مستوى عال من الخبرة خصصت مواقع الكترونية من تخصصات عدة من مجال الطب وقامت بتجهيز فريق طبي متخصص للرد على الأسئلة التي تطرح كل من تخصصه، إنها مجرد استشارة طبية وليست علاج عن طريق الانترنت لأن هذه الطريقة لا تغني أبدا عن مناظرة الطبيب لمريضه والكشف عليه وإجراء الفحوص الطبية اللازمة له حتى يكون التشخيص سليما ويكون العلاج بالدواء أو جراحيا شافيا بإذن الله، ومن ثم فإنه لا يمكن أبدا بأي حال من الأحوال الاستغناء عن الطبيب المعالج المتخصص مهما تعددت وسائل الاستشارات الطبية وأصبحت في متناول الجميع، إنها وسيلة للتسلية إن لم يكن الموقع المعني ذا ثقة ويقوم بالإشراف عليه أطباء متخصصون·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©