عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
نجحت الأسهم المحلية في تحقيق مكاسب جديدة للجلسة الثالثة على التوالي، مدعومة بعمليات شراء مكثفة للأسهم الصغيرة في سوق دبي المالي والتي سجلت ارتفاعات قياسية جديدة، فيما التقطت الأسهم القيادية أنفاسها وقللت من سرعة ارتفاعاتها.
وحصدت الأسهم مكاسب جديدة بقيمة 4,2 مليار درهم لتتجاوز مكاسبها خلال 3 جلسات 100 مليار درهم.
وبذلك تكون الأسواق قد استردت نحو نصف خسائرها من موجة الهبوط القاسية الأخيرة التي كبدت الأسهم أكثر من 200 مليار درهم، بيد أنها لا تزال تخسر نحو 100 مليار درهم من ذروة المكاسب التي سجلتها منتصف مايو الماضي، ووصلت معها القيمة السوقية إلى 830 مليار درهم.
وارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 0,58%، محصلة تباين في الأداء بين تراجع في سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0,85%، وارتفاع في سوق دبي بنسبة 2,3%. وبحسب وسطاء، فإن الأسواق وبعد مكاسب جيدة، تعرضت لحالة من الشد والجذب خصوصاً في سوق دبي المالي، بين مستثمرين يرغبون في جني أرباح بعد مكاسب قياسية بلغت 23% في جلستين، وشراء مؤسسي متواصل يرى في مستويات الأسعار الحالية رغم ارتفاعها جيدة للشراء، الأمر الذي ساهم في موجة تقلبات تعرض لها السوق بين هبوط وارتفاع، أنهاها بالحفاظ على ارتداده الصعودي، مدعوماً بالأسهم الصغيرة.
وتخطت المؤشرات الفنية للأسواق مستويات مقاومة مهمة بعد الارتداد القوي، ويسعى سوق دبي بعدما تجاوز مستوى 3790 نقطة أمس نحو الاقتراب من المستوى النفسي والأسهم 4000 نقطة.
وذكر أسامة العشري عضو جمعية المحللين الفنيين- بريطانيا، أن استمرار موجات الصعود طبيعي، بعد تراجعها العنيف إلى مستويات متدنية، وجاء ارتدادها بنفس العنف ليبرهن أن هبوط الأسواق كان بفعل «فاعل»، وكأنه تخطيط مدبر لاصطياد صفقات قليلة التكلفة وبأسعار غير منطقية، قدمها مستثمرون مذعورون من انهيار الأسعار بطريقة غير معهودة بنسب تجاوزت 8% بشكل يومي.
وأضاف أن المضاربين في الأسواق لم يدركوا أن السوق تغيرت ولم تصبح كسابق عهدها، ذلك أن دخول الصناديق الأجنبية بما تملكه من سيولة هائلة وتدار من قبل مديري تداول مؤهلين مع وجود قوى مضاربيه محلية أخرى، جعل من الأسواق ساحة لمعركة تداولية لا هوادة فيها ولا مكان فيها للضعيف، خصوصا اذا زاد ضعفه بالشراء بالهامش أو المضاربات العشوائية.
وبين أن القوى الشرائية عادت للدخول وبشكل مفاجئ، كأنه مخطط لتجميع أكبر كمية ممكنة من الأسهم في زمن وسعر قياسي، مضيفاً أن القدرة الشرائية ساهمت في ارتفاع المؤشرات بنسبة تجاوزت 27% خلال 3 جلسات، الأمر الذي لا يستبعد تراجع مؤشر سوق دبي الجلسات المقبلة، الى مستويات دعم عميقة، أو يعاود الصعود بشكل أعنف صوب مستويات مقاومة تاريخية جديدة.
وأكد العشري أن قدرة السيولة اللاعبة في الأسواق هائلة، والأسهم النشطة تعتبر قليلة بالمقارنة بأسواق عربية أخرى، كما أن أسعار معظم الأسهم أصبحت رخيصة جدا بالنسبة الى أدائها ومكررات أرباحها مقارنة بالأسواق المجاورة.
وأضاف: «بناء عليه لا ينصح بالإفراط في التشاؤم أو التفاؤل في المرحلة الحالية على الأقل، والتعامل مع السوق بشكل مختلف، بعد أن اطمأن الجميع بأن هناك قوى خفية لا يستهان بها عاملة بالسوق وبشكل فعال لذلك لم يكن ينبغي التسرع ببيع الأسهم بأسعار متدنية دون قيمتها أثناء التراجعات العنيفة للأسواق، ولم يكن ينبغي أيضا شراءها بأسعار مبالغ فيها كانت قد أدركتها بشكل مضاربي ومباشر دون مبرر».
وأوضح أنه يجب أن يغلق مؤشر سوق دبي فوق مستوى المقاومة عند 4090 نهاية تداولات الشهر الحالي، وفي حال فشل في ذلك، تستمر مخاطر التراجع من جديد صوب مستويات دعم محسوبة لا نرى استهدافها يشكل خطراً على مستقبل المؤشر على المدى الطويل، ولكنه يشكل خطراً على المدى المتوسط، كما ينبغي أن يغلق مؤشر أبوظبي فوق مستوى 4780 قبل نهاية الشهر.
وعودة إلى الأداء، أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي عند مستوى 4606,78 نقطة، وارتفعت القيمة السوقية لتصل إلى 732,6 مليار درهم.
وبلغت قيمة التداولات نحو 1,8 مليار درهم من تداول مليار سهم من خلال 16574 صفقة.
وجاء سهم «أرابتك القابضة» في المركز الأول بتداولات قيمتها 366,67 مليون درهم موزعة على 120,54 مليون سهم من خلال 2587 صفقة، وجاء سهم «إعمار العقارية» في المركز الثاني بتداولات بلغت 291,91 مليون درهم موزعة على 37,8 مليون سهم من خلال 1574 صفقة.
وحقق سهم «أبوظبي للفنادق» أكبر نسبة ارتفاع سعري بنحو 13,6% إلى 3.75 درهم، وسهم «شركة رأس الخيمة للإسمنت» بنسبة 11,3% إلى 0,98 درهم من خلال تداول 720 ألف سهم بقيمة 650 ألف درهم.
وسجل سهم «فودكو» أكبر انخفاض سعري بنحو 9,7% إلى 3,60 درهم، تلاه سهم «شركة إسمنت الاتحاد» بنسبة 7,2% إلى 1,16 درهم من خلال تداول 250 سهما بقيمة 290 درهما.
عدد اليوم
