أكد الدكتور علي عبيد اليبهوني، الرئيس التنفيذي لشركة أدناتكو وإنجسكو، ورئيس مجلس محافظي أوبك، أن سياسة الإمارات للاستثمارات النفطية يقودها الطلب العالمي على النفط وليس السعر، متوقعا استمرار نمو الطلب العالمي على النفط التقليدي، وقال اليبهوني خلال الجلسة النقاشية الثانية بمؤتمر الطاقة العربي أمس، والتي تناولت آفاق الاستثمارات اللازمة لتطوير قطاع الطاقة في الدول العربية إن ارتفاع أسعار النفط حفز تطوير احتياطيات الهايدروكربونية التي كانت تعتبر هامشية في السابق والتي يتطلب إنتاجها ليس ضخ مبالغ ضخمة من رأس المال فحسب بل أيضاً إلى توافر كميات كبيرة من الموارد الطبيعية الثمينة مثل الكهرباء والمياه.
وأضاف: انخفاض أسعارالنفط أمر غير مرغوب، إلا أن الوضع الحالي يعتبر استجابة لأسواق الطاقة العالمية التي تشهد زيادة في المعروض، خاصة من الموارد الهامشية، بدلاً من من انخفاض الطلب.
وقال: نجتمع في وقت يشهد فيه سوق الطاقة العالمي تحولاً هائلاً حيث أن هبوط أسعار النفط يحدث تأثيرات متلاحقة على أسواق الطاقة، وأسعار الغاز، والبتروكيماويات، وقطاع الطاقة، والنقل البحري وكذلك الاقتصاد العالمي، مما يجعلنا نتساءل ماذا يعني هذا للاستثمار ولاسيما في الدول العربية؟
وأوضح أنه من أجل الإجابة على هذا السؤال، فعلينا أن نسأل أنفسنا عما إذا كانت ظروف السوق الحالية تعكس تغيراً هيكلياً، أو يشكل ظاهرة قصيرة الأجل. وأضاف: إذا عدنا إلى الوراء ونظرنا إلى السنوات القليلة الماضية، نرى بوضوح أن ارتفاع أسعار الطاقة كانت دوماً تسير على خط مستدام، إذا أخذنا من منظور الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي كانت تقدم حافزا ملائماً لجميع البلدان - بما في ذلك الدول العربية – بضرورة تنويع مزيج الطاقة لديها وتحسين كفاءة استخدام الطاقة.
وتطرق اليبهوني إلى الآثار الجانبية لانخفاض أسعار النفط على صناعة الملاحة لكونه قطاعاً مهماً وواحداً من القطاعات التي يمكن أن نأخذ منها العبر، قال: وبالنسبة للشحن الملاحي فإننا نلاحظ في بداية الأمر أنه وبعد سنوات من الظروف الصعبة فإن تجارة ناقلات النفط والمنتجات باتت في حالة جيدة جدا مما كانت عليه في الماضي، وذلك على الرغم من هبوط الأسعار حيث إن أسعار وقود السفن أصبحت أكثر تنافسية، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في التكاليف، فقد انخفضت تكاليف التشغيل اليومية بنحو 10,000 إلى 20,000 دولار يوميا، في حين أن معدلات الاستئجار تبقى عالية، وفي نفس الوقت، فإن حجم التجارة لايزال قوياً.
وأضاف: الطلب على النفط لا يشهد أي انخفاض، بل هناك ما يشير إلى احتمال حدوث ارتفاع الطلب بسبب زيادة النمو الاقتصادي الناتج عن انخفاض أسعار النفط، وعلى وجه الخصوص، فإن المشترين الاسيويين يميلون الى زيادة مخزونهم بسبب انخفاض الأسعار.
وأضاف: مع وصول أسعار النفط إلى مستوى منخفض، يمكن أن نتوقع أن تقوم الصين بزيادة شرائها من النفط لتعزيز مخزونها الاستراتيجي، ويمكن القول إن السحابة الوحيدة في الأفق بالنسبة لسوق ناقلات النفط العالمية هي التغيير المحتمل في تدفقات التجارة العالمية الناتج عن الانخفاض المتوقع في انتاج النفط الخام في الولايات المتحدة، وعندما يصبح إنتاج النفط الصخري والنفط المحكم أقل تنافساً ويقل الإنتاج، فإن الولايات المتحدة ستستأنف وارداتها النفطية من غرب افريقيا وهي رحلة اقل بكثير بالمقارنة مع صادرات الخام التي تأتي حالياً من غرب أفريقيا إلى آسيا.
وتطرق اليبهوني إلى الطلب العالمي على النفط، وقال: مع استمرار زيادة الطلب العالمي على النفط، فإنه يجب على البلدان المنتجة للنفط مواصلة الاستثمارات والاستفادة من تخفيض التكاليف، وكما ذكر البحث الصادر من الشركة العربية للاستثمارات االبترولية (أبيكورب) بخصوص توقعات الاستثمار العربي في مجال الطاقة، فإن الإمارات قامت بضخ استثمارات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، وسوف تواصل القيام بذلك، حيث إن مواصلة الاستثمار تستطيع الإمارات أن نحافظ على زيادة حصتنا في السوق، وستجنى ثمارها عندما ترتفع الأسعار في الأشهر والسنوات المقبلة.
عدد اليوم
