الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزيرة العربية تدخل موسم «المر بعانية»

11 ديسمبر 2011 23:28
قال إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية والمشرف العام للقبة السماوية بالشارقة، أن تغير الطقس حالياً مرده إلى دخول الجزيرة العربية منذ 6 ديسمبر موسم "المر بعانية" الذي يعتبر الفترة الأشد برودة في المنطقة، والذي أطلق عليه هذا الاسم لأن فترته تستمر أربعين يوماً، وتمتاز بالبرد القارس، وقد تسقط فيه الثلوج شمال الجزيرة وتهبط درجات الحرارة الدنيا إلى ما دون الصفر المئوي. وأضاف الجروان "إن هناك طرقاً عدة لمعرفة المواسم، فأهل الحضر يعتمدون على السلوك الزراعي، وأهل البادية يعتمدون على سلوك الرعي وحركة الدواب والمرعى، فيما يعتمد البحارة على الرؤية بالعين المجردة لذات النجم وتحركات الرياح وتشكل السحب". ونوه بأن دخول "المر بعانية" يختلف من منطقة إلى أخرى في الجزيرة العربية، حيث تدخل في المناطق الشمالية أولاً، ومن ثم المناطق الوسطى، وأخيراً الجنوبية. ويبدأ دخول "المر بعانية" في شمال الجزيرة العربية في السادس من ديسمبر، وفي وسطها بحدود العاشر من ديسمبر، وفي جنوبها مع منتصف ديسمبر، ويختلف من حساب إلى آخر، لأن الطوالع والأنواء عبارة عن نجوم يؤقت بها عند رؤيتها لأول مرة فجراً جهة الشرق. وسميت "المر بعانية" بهذا الاسم لأن عدد أيامها أربعون يوماً قد تمتد إلى نهاية يناير، ودرجات الحرارة تكون في أدناها ويشتد البرد. وأشار إلى أنه بدخول موسم "المر بعانية" يكون فصل الشتاء قد بدأ فعلاً، ويتمثل ذلك بهبوب ريح شمالية باردة، وعليه يجب ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة. وقال إن لموسم "المر بعانية" ظواهر مناخية، منها أن أجواء الجزيرة العربية تستقبل مرتفعات جوية قادمة من منطقة سيبيريا شمالاً تتمثل في هبوب رياح شمالية إلى شمالية شرقية تتدنى معها درجات الحرارة إلى معدلات منخفضة، إذ إن درجات الحرارة تنخفض على سبيريا في هذا الوقت من الزمان إلى ما دون 40 درجة تحت الصفر، وعلى إثرها تنخفض درجات الحرارة في الجزيرة العربية. وأوضح الجروان أنه إذا دخلت "المر بعانية" مع هبوب الرياح الشمالية، فإنها تكون سنة باردة جافة ليست فيها أمطار، أما إذا دخلت مع هبوب الرياح الجنوبية فإنها تكون سنة دافئة وتحمل معها الأمطار. ويسبق دخول "المر بعانية" رياح شمالية باردة، قبل أن يعود الدفء مع بدايتها، حيث تشابه بداية الموسم والنجم الأول فيها أجواء الوسم، ولا يعد ما يسبقها من برد هو من "المر بعانية"، بل هو من الوسم وهو آخر منازل الخريف، فيما تبدأ البرودة مع دخول النجم الثاني، حيث إن النجمين الثاني والثالث يكون الطقس فيهما شديد البرودة مما يكون الصقيع في بعض المناطق، ويعتبر الوقت سيئاً بالنسبة للمزروع ويظهر الضباب، كما تتغلغل البرودة داخل المنازل ويشتد البرد كلما اتجهنا شمالاً. وجاء تقسيم المواسم والمنازل الفلكية مقترناً بمطالع النجوم وليس بتغير درجة الحرارة فقط، لأن درجة الحرارة يمكن اختلافها من منطقة لأخرى حسب موقعها الجغرافي وكونها في منطقة صحراوية جافة أو منطقة ساحلية يلعب البحر عامل ترطيب فيها. و"المر بعانية" ليست منزلة أو نجماً في السماء، وإنما مصطلح يضم ثلاثة منازل قمرية، كل منزلة تستمر ثلاثة عشر يوماً، هي الإكليل والقلب والشولة وهي أبرد الطوالع الثمانية والعشرين. ومنزلة الإكليل أو "إكليل العقرب"، تبدأ يوم السادس من ديسمبر، وفيها يبدأ موسم "المر بعانية" بالجزيرة العربية، وتتميز تلك الفترة بنزول الندى في ساعات الصباح الأولى، وتهبط فيها درجة الحرارة إلى ما دون 12 درجة في حدها الأدنى خلال ليالي الشتاء. ومنزلة القلب أو "قلب العقرب" تبدأ يوم عشرين ديسمبر، ويكون المظهر الشتوي جلياً خلالها، خاصة في الليالي القارصة، وقيل إن للشتاء عقارب تلسع من حدة البرد، والليل في أقصى طوله والنهار في أقصره، وفي أول يوم من هذا النوع يظهر النجم الأحمر المعروف فلكياً بنجم قلب العقرب. ومنزلة الشولة أو "ذنب العقرب"، تبدأ يوم الثاني من يناير وهي أكثر الفترات انخفاضاً في درجات الحرارة، حيث تهبط إلى ما دون 5 درجات مئوية وسط الجزيرة العربية ويكثر الصقيع. وخلال الموسم يتوسط المربع الخريفي، أو مجموعة الفرس المجنح، بنجومه الأربع اللامعة، ويتوسط السماء في أمسيات الفصل ومجموعة الصياد في الجهة الجنوبية، كما يتلألأ النجم الشهير "سهيل" مع منتصف الليل في الأفق الجنوبي. وعند نهاية "المر بعانية" يرى نجم النسر الطائر، وهو نجم نير، يشرق في اتجاه الشرق تماماً بعد الفجر، وظهوره للعيان أذان بنهاية "المر بعانية".
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©