الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مصدر» تلعب دوراً عالمياً لضمان أمن الطاقة عبر مشاريع محلية ودولية

«مصدر» تلعب دوراً عالمياً لضمان أمن الطاقة عبر مشاريع محلية ودولية
11 ديسمبر 2011 23:09
ساهمت “مصدر”، مبادرة أبوظبي متعدد الأوجه لتطوير ونشر وتسويق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، في إرساء مكانة متميزة لأبوظبي كعاصمة عالمية لطاقة المستقبل، عبر تطوير حزمة من المشاريع المحلية والعالمية في مجال حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، والتي من شأنها المساهمة في ضمان أمن الطاقة في المستقبل. وتزاول “مصدر” عملها معتمدة على بنية مؤسسية تغطي كافة مراحل وجوانب سلسلة القيمة في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة، بما فيها الأبحاث والتطوير والتعليم والصناديق الاستثمارية في شركات التقنيات النظيفة، والعمل على خفض انبعاثات الكربون والمحافظة على البيئة وتطوير مشاريع توليد الطاقة المتجددة والنظيفة، وبناء مدينة مستدامة تكون منصة عالمية ومركزاً للشركات المتخصصة في القطاع. ولا تقتصر جهود “مصدر” على الجانب العملي لتطوير المشاريع، إذ إنها تشارك بنشاط في الحوار العالمي بشأن حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتصدي لتداعيات تغير المناخ. وتم تأسيس “ مصدر “ خلال عام 2006 كمبادرة استراتيجية متعددة الأوجه مملوكة لشركة “مبادلة” بهدف تطوير وتطبيق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني عبر تنويع مصادر الدخل والانتقال إلى اقتصاد المعرفة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، وذلك بفضل توجيهات القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ودعم ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وحققت دولة الإمارات منظومة بنيتها التحتية من خلال استغلال أمثل لثروتها الطبيعية وصولا إلى تبوئها مركزا ماليا واقتصاديا إقليميا وعالميا متميزا، وذلك ضمن خطة شاملة لتنويع الاقتصاد من خلال إعادة استثمار جزء من العائدات في كافة مجالات التنمية المستدامة لتحويله إلى اقتصاد قائم على المعرفة والإبداع والتنمية البشرية. وخلال خمس سنوات على تأسيسها تمكنت “مصدر” من تحقيق مجموعة من الإنجازات المهمة في مختلف المجالات بما في ذلك مشاريع الطاقة المتجددة والتعليم والأبحاث والتطوير والاستثمار في التقنيات النظيفة و العمل على بناء مدينة تسعى أن تكون واحدة من أكثر المدن استدامة في العالم .. وتستضيف “مصدر” في أبوظبي سنوياً معرض ومؤتمر “القمة العالمية لطاقة المستقبل” الذي يقام برعاية وحضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وأصبحت القمة العالمية لطاقة المستقبل منصة عالمية للحوار وتبادل الآراء بين مجموعة من قادة العالم والمسؤولين الحكوميين ورؤساء الشركات والخبراء بشأن جملة من القضايا الحيوية بما فيها السياسات والتشريعات المتعلقة بالطاقة والاستثمار والتمويل والمباني الخضراء، ووسائل النقل النظيفة وتقنيات توليد الطاقة من الشمس والرياح والوقود الحيوي. وفي مطلع العام الحالي أقيمت الدورة الرابعة من القمة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة من 17 إلى 20 يناير 2011، وتمكنت القمة من استقطاب اهتمام عالميٍ كبير عزز من دورها كمنصة دولية للتعاون بهدف إيجاد حلول لقضايا السياسات والابتكارات والاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، وشهدت مشاركة 33 وفدا دوليا رسميا وأكثر من ثلاثة آلاف من الحضور. وتعد القمة الحدث الوحيد من نوعه في العالم الذي يغطي المحاور الأربعة الأساسية لقطاع الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، والحد من ظاهرة تغير المناخ والتي تشمل السياسات والتسويق والتكنولوجيا والتمويل. وشارك في أعمال القمة العديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية العالمية بما يرسخ الدور الذي باتت تعلبه دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي في مجال الطاقة المتجددة. ومن أبرز الشخصيات التي شاركت في القمة في دورتها الرابعة معالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وفخامة أولافور راجنار جريمسون رئيس أيسلندة، وفخامة آصف علي زرداري رئيس باكستان، ودولة خوسيه سقراط كارفالو بينتو دي سوزا رئيس وزراء البرتغال، ودولة شيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش، ودولة نيكولوس جيلاوري رئيس وزراء جورجيا. كما شارك بالقمة سمو الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد، والأمير جيوم ولي عهد لكسمبورج، وكريستينا فيجيريس الأمين التنفيذي لميثاق إطار عمل الأمم المتحدة لتغير المناخ، والعديد من الوزراء وصناع القرار ورؤساء الشركات وكبار المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص من مختلف أنحاء العالم. جائزة زايد لطاقة المستقبل وكلفت حكومة أبوظبي “مصدر” بإدارة جائزة زايد لطاقة المستقبل، التي يقام حفل توزيع جوائزها في مطلع كل عام خلال شهر يناير وذلك بالتزامن مع القمة العالمية لطاقة المستقبل. وتم تأسيس “جائزة زايد لطاقة المستقبل” تخليدا لنهج مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وتقديرا لدوره الريادي في حماية البيئة وإرساء ركائز التنمية المستدامة. وتتمثل رؤية الجائزة في تحفيز وإلهام الابتكارات والحلول العملية القادرة على تحقيق أثر ملموس على صعيد مواجهة تحديات الطاقة في المستقبل وتعزيز ممارسات التنمية المستدامة. وفازت بالجائزة لعام 2011 شركة “فيستاس” الدانمركية المتخصصة في تصنيع توربينات توليد الطاقة الكهربائية من الرياح، وتبلغ القيمة النقدية للجائزة 1,5 مليون دولار، فيما فازت “ تويوتا موتور كوربوريشن “ بالجائزة عام 2010، وفي عام 2009 فاز بها العضو المنتدب المؤسس لشركة “جرامين شاكتي” المتخصصة بالطاقة النظيفة. وفي ضوء النجاح الكبير والمكانة الرفيعة التي أصبحت الجائزة تتمتع بها في القطاع وبغرض تعزيز قدرتها على تحقيق هدفها بتحفيز الابتكارات والحلول المنشودة في القطاع، وجّهت القيادة الرشيدة بتطوير الجائزة حيث تم رفع قيمتها الإجمالية من 2,2 مليون دولار إلى 4 ملايين دولار، فضلا عن إضافة فئات جديدة بحيث لا يتنافس الأفراد والشركات ضمن فئة واحدة وذلك لإيصال الدعم والتشجيع للمبتكرين ضمن فرص متكافئة ومساعدتهم على تطبيق مبادراتهم بما يحقق الأهداف السامية للجائزة. مشروعات محلية وتضم قائمة مشاريع “مصدر” في مجال الطاقة المتجددة، عددا من المشاريع المحلية أبرزها محطة توليد الطاقة بواسطة الألواح الكهروضوئية في “مدينة مصدر”، والتي تعمل منذ ما يزيد على سنتين باستطاعة 10 ميجاواط، حيث استطاعت منذ بدء تشغيلها أن تخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 24 ألف طن. وتتكون المحطة من 87,7 ألف لوح من الألواح الشمسية الرقيقة وخلايا السيليكون المتبلور، وتم ربطها بالشبكة الوطنية للكهرباء في أبوظبي، وتمكنت حتى الآن من توليد ما يقرب من 36 ألف ميجاواط ساعة من الطاقة النظيفة لتأمين احتياجات المباني القائمة حاليا في مدينة مصدر بما في ذلك أنشطة التشييد الجارية ومن ثم يتم تحويل الفائض إلى شبكة الكهرباء. وقامت “مصدر” بربط المحطة الشمسية بشبكة كهرباء أبوظبي بالتعاون مع شركة أبوظبي للتوزيع، التي تتولى مسؤولية تشغيل وتطوير شبكة التوزيع ومكتب التنظيم والرقابة في أبوظبي، والهيئة المسؤولة عن تنظيم قطاع الماء والكهرباء في الإمارة. وخلال شهر مارس 2011 أعلنت “مصدر” بالتعاون مع شركائها عن إتمام ترتيبات تمويل مشروع محطة “شمس 1” إحدى أكبر محطات توليد الكهرباء في العالم بالاعتماد على الطاقة الشمسية المركزة والأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وتبلغ قيمة التمويل 600 مليون دولار، وتعكس مشاركة القطاع الخاص في التمويل الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع المتوقع أن يدخل حيز التشغيل في العام المقبل، والذي يقام في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي. وتسهم المحطة في تقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 175 ألف طن سنويا. وتعد “ شمس 1 “ إحدى أكبر مشاريع الطاقة الشمسية المركزة في العالم وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع نحو 2,5 كيلومتر مربع. شراكة دولية خلال شهر أكتوبر 2011، تم افتتاح محطة خيماسولار للطاقة الشمسية المركزة في إسبانيا بحضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتعد خيماسولار التي نفذتها “ توريسول إنرجي “ المشروع المشترك بين “مصدر” وشركة سينير الاسبانية، أول محطة للطاقة الشمسية في العالم قادرة على إمداد الشبكة بالكهرباء على مدار 24 ساعة دون انقطاع، ويضم موقع المحطة الممتد على مساحة 185 هكتارا حقلا شمسيا. ويسهم المشروع في تفادي إطلاق ثلاثين ألف طن سنوياً من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وتشارك “مصدر” كذلك في إنجاز محطة “مصفوفة لندن”، والتي تعمل بقدرة ألف ميجاواط، وتمتد على مساحة 245 كم مربعا على بعد 20 كيلومترا قبالة سواحل مقاطعتي كينت وإيسيكس عند المصب الخارجي لنهر التايمز شرقي العاصمة البريطانية لندن. وتعتبر هذه المحطة أحد أهم المشاريع الواعدة والرائدة لطاقة الرياح في العالم وهي تعكس الأفق الواسع والطبيعة المتقدمة لنشاطات “مصدر” في مجال الطاقة المتجددة. وستكتمل المرحلة الأولى من هذا المشروع المشترك بين “مصدر” بنسبة 20%، وشركة “دونج إنرجي” الدنماركية بنسبة 50% وشركة “ إي .أون “ الألمانية بنسبة 30% عام 2012 لتشتمل على تركيب 175 من توربينات الرياح القادرة على توليد 630 ميجاواط من الكهرباء، وعند اكتماله يزود المشروع ما يكفي من الطاقة لتلبية احتياجات ربع المنازل في منطقة لندن الكبرى تقدر بحوالي 750 ألف منزل. وتدير مصدر حاليا صندوقين استثماريين الأول هو “صندوق مصدر للطاقة النظيفة” بقيمة 250 مليون دولار، والذي تم إطلاقه عام 2006 وتم توظيف كامل رأسماله والثاني هو “صندوق دويتشه بنك مصدر للتقنيات النظيفة “ بقيمة 290 مليون دولار والذي تم إطلاقه في يناير 2010 بهدف دعم شركات الطاقة النظيفة التي تمر بمراحلها الوسطى وتحتاج إلى رأس المال اللازم لتحقيق مزيد من النمو والتوسع. وتسهم صناديق “مصدر” الاستثمارية في نمو وتطوير قطاع الخدمات المالية الذي يعد واحدا من أهم قطاعات الاقتصاد القائم على المعرفة والذي سيسهم بدوره في تحقيق مزيد من النمو والازدهار والتنوع، وساهمت “مصدر” في عكس الاتجاه الذي كان سائدا بتحويل الأموال لتجري إدارتها في الخارج إذ أصبحت تستقطب الأموال من مستثمرين عالميين لتجري إدارتها انطلاقاً من أبوظبي. كما ساهمت مبادرة مصدر المتكاملة في تحقيق العديد من المكاسب السياسية لدولة الإمارات العربية المتحدة ومن أهمها الفوز باستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” التي تهدف إلى تعزيز انتشار استخدام حلول الطاقة المتجددة، وتعد أول مرة تتخذ فيها منظمة دولية مقرها في المنطقة والذي ستستضيفه “مدينة مصدر” فور إنجاز مبنى المقر المرتقب إتمامه في نهاية عام 2013. وكان هذا الفوز بدعم الحملة التي قادها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لحشد التأييد -للعرض الذي قدمته الإمارات- في كافة أنحاء العالم، فضلا عن إدراك المجتمع الدولي لجدية التزام دولة الإمارات إزاء الطاقة المتجددة والذي تجلى من خلال العرض الذي قدمته وأقنع العالم بجدوى التعامل معها في ميدان استراتيجي وحيوي. وأصبح لدولة الإمارات مشاركة فاعلة في الاجتماعات الدولية الخاصة بالتصدي لظاهرة تغير المناخ والمنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل والمؤتمر الوزاري العالمي للطاقة النظيفة وغيرها العديد من المناسبات الدولية المهمة ذات الصلة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©