معتز الشامي (دبي) - انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي « تويتر»، خلال الأيام القليلة الماضية، مشاركة للحكم يعقوب الحمادي، كانت عبارة عن صورة لنص من صفحة قانون كرة القدم، في مادة الإنذار للسلوك غير الرياضي، وذلك عقب فترة من مباراة العين والوصل في دوري الخليج العربي الشهر الماضي، ويأتي ذلك رداً على من اعتقد أن الحكم أخطأ في قراره، بمنح عمر عبد الرحمن لاعب العين إنذارا بسبب الكرة التي أعادها لحارس مرماه.
وعرض يعقوب الحمادي صورة من صفحة قانون التحكيم، وعلق عليها في تغريدة على تويتر، قائلاً «لمن يسأل عن حالة اللاعب عمر عبد الرحمن في مباراة العين والوصل، وسبب الإنذار الجواب بكتاب القانون».
وسببت التغريدة ردة فعل كبيرة على موقع التواصل الاجتماعي، حيث جمعت أكثر من 55 «ريتويت»، فضلاً عن عشرات التعليقات معظمها من جماهير العين التي أدركت السبب وراء منح اللاعب الإنذار، رغم أن ظاهر إعادة الكرة كان بشكل صحيح عندما أعادها بالرأس.
وتمنع لجنة الحكام باتحاد الكرة جميع «قضاة الملاعب» من التعليق على أي حالة جدلية، أو قرار يسبب أي ردة فعل، ومناقشة ذلك في وسائل الإعلام، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في أي موقع آخر عبر الإنترنت، ويعد ذلك من الممنوعات التي يجب أن يلتزم بها الحكم، ومفروضة ليس فقط من اللجنة، ولكن من «الفيفا» والاتحاد الآسيوي الذي يمنع جميع أطقم التحكيم من الحديث عن أي حالة تتعلق بإدارة مباراة من المباريات، سواء في الدوري المحلي، أو بالبطولات والمحافل القارية والدولية، وهو ما قد يعرض الحكم للإيقاف.
ورد الحمادي على بعض التغريدات التي جذبتها تغريدته حول الواقعة، وقال « أردت توضيح صحة القرار، لأنها حالة جديدة في الساحة، ولم يسبق أن طبقت من قبل، لذلك أخذت صدى واسعاً ، وفي النهاية الحكم واللاعب بشر معرضون للخطأ ».
وواصل في تغريدة أخرى « لا يوجد حكم يتعمد الخطأ، كل حكم يسعى للتميز، وأن يكون الأفضل، واعترف أن هناك أخطاءً تقع لكنها غير مقصودة، وأعتقد هذه واجب علينا توضيح بعض الحا?ت، خاصة أنها جديدة على الشارع الرياضي و? تحدث إ? نادراً، ثم نتعرض للإساءة بسببها»، وأضاف «هناك من قال إنني «جايب» القانون من «جيبي»، هذه حالة جديدة لم تحدث من قبل في الدوري أو في البطولات الحالية».
وعن سبب نشر «التغريدة» والرد على الانتقادات التي أطلقها البعض ضد قرار إنذار «عموري» في المباراة، أكد يعقوب الحمادي أن الدافع وراء القيام بهذا الأمر، ونشر صورة من كتاب قانون التحكيم، يعود إلى أن الحالة ترتكب للمرة الأولى، وهي نادرة الحدوث، سواء في الدوري المحلي، أو البطولات الكبيرة، وشدد على أنه كحكم يعرف تماماً أن الدخول في أي نوع من أنواع المجادلة، أو الحديث عن حالة جدلية خلال مباراة من المباريات، يعتبر أمراً غير مقبول، ولكن ما حدث أنه رأى أن هذا الموقف تحديداً، يندرج تحت إطار تثقيف الشارع الرياضي عن حالة، لم يسبق أن وقعت سابقاً، وقال « صحيح أن عمر عبد الرحمن أعاد الكرة بالرأس، ولكنه رفعها بالقدم أولاً لرأسه، وهو ما يعني تحايلا على القانون، وهذا يستوجب قراراً ببطاقة صفراء بنص المادة الخاصة بسوء السلوك والإنذارات، وهو ما حرصت على تطبيقه».
وقال هذه «التغريدة» الأولى التي أطلقها، وتتعلق بحالة تحكيمية في دوري الخليج العربي، رغم أن الحساب الخاص بي على موقع التواصل الاجتماعي موجود منذ فترة بعيدة، ولكن كان الهدف هو زيادة الوعي بقانون التحكيم، وكانت جميع ردود الفعل إيجابية للغاية، خاصة من جماهير العين التي استوعبت الأمر تماماً».
وفيما يتعلق باتخاذ موقف معين من مواقع التواصل الاجتماعي، قال «هذا الموقع شخصي بالنسبة لي، ولا أستغله أبداً في نشر أي رأي أو للرد على أي قرار سبق وأن اتخذته، وهذا ليس من طبعي، كما أنني كحكم أعلم أنه غير مقبول أن أدخل في هذا «الفخ»، ولكن هذه الحالة كما قلت استثنائية».
وعن رد الفعل الخاص بـ «التغريدة» من الجماهير وعشرات الردود التي تلقاها على صفحته في «تويتر»، قال «الردود كلها إيجابية، والنقاش تم بشكل أكثر من ودي وأخوي، والأمر في النهاية عبارة عن درس تثقيفي لحالة غير مسبوقة، كما أنه يدل على أن الجماهير واعية تماماً، حتى لو بدت عصبيتها في المدرجات، كما أنها تعرف أيضاً أن «قضاة الملاعب» محايدون، وأن الخطأ في أي قرار يكون عن غير قصد، وهذا ما حاولت التأكيد عليه في أكثر من موقف».
ومن جانبه، أوضح محمد عمر رئيس لجنة الحكام، أن جميع «قضاة الملاعب» ملتزمون بالتعليمات الخاصة بعدم الدخول في أي مهاترات من أي نوع حول قرار ما، أو موقف قانوني ، وقال « هناك برلمان أسبوعي نناقش فيه جميع الحالات، من يرغب أن يعرف رأياً، أو يقف على حقيقة قرار ومدى صحته من عدمها، عليه حضور البرلمان، ولكننا في اللجنة لا نقبل أن يدخل أي حكم في الرد على الجمهور، أو توضيح قرار سبق وأن اتخذه بحثاً عن مبررات».
ونفى عمر معرفته بـ «تغريدة» الحمادي، مشيراً إلى أنها تندرج تحت الحالات الشخصية التي لا تتعارض مع التشديد على عدم جره إلى أي محاولات هدفها النيل من قرارات «قضاة الملاعب».
عدد اليوم
