الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشطرنج مادة دراسية

21 ديسمبر 2015 23:51
إذا شاهدت في يوم من الأيام طالباً يذهب إلى المدرسة، ويحمل حقيبة كتب، فإن ذلك أمر عادي، ولكن حينما تجد في هذه الحقيبة لعبة شطرنج وتوابعها، فماذا سوف تقول عن هذا الطالب؟ (صايع أو ناوي يهرب من المدرسة، أو لديهم حصة فراغ)، وقد تتوقع أنه سوف يعاقب على جلب لعبة شطرنج إلى المدرسة، ولكن في إسبانيا بات أخذ رقعة الشطرنج إلى المدرسة يعتبر من متطلبات المنهاج العلمي، ومن الأمور التي يشجع عليها النظام التعليمي هناك، حيث أشارت الأبحاث إلى أن لعبة الشطرنج تساعد التلاميذ الذين يواجهون صعوبة في تعلم الرياضيات أو يعانون عسراً في القراءة (تعال شوف عيالنا يوصلون الجامعة وبعدهم يتأتون)، كذلك يكتسب الأطفال بفضل الشطرنج مهارات جديدة ومفيدة يطبقونها في مجالات أخرى، مثل تنمية مهارة التحليل والتلخيص، وأيضاً تساعد على التفكير بعمق عن طريق مراقبة رقعة الشطرنج بجميع قطعها، والتحضير للعب خطوات مستقبلية عدة، مع وضع احتمالات الخطأ والصواب (لماذا إذاً سموها لعبة الملوك)، وعما قريب سوف تصبح إلزامية في المناهج التعليمية، ففي بداية السنة، أقرت السلطات الإسبانية قانوناً يسمح لكل منطقة تعليمية أن تجعل لعبة الشطرنج مادة اختيارية في المدارس حسب خططها، على أن يتم اعتمادها في النهاية كمادة إلزامية. وقد طبقت نحو ألف مؤسسة دراسية أحكام هذا القانون، ويتم إعداد قانون يؤيد اعتماد لعبة الشطرنج في المناهج الأوروبية كافة التي اخترعت في الهند، ونقلها العرب إلى أوروبا بعد الفتح الإسلامي للأندلس، (كأداة تعليمية.. شخبار أدواتنا التعليمية هذه الأيام؟) وليس هذا القرار جديداً على الصعيد العالمي، فهو مطبق في الصين والهند وألمانيا ودول أخرى، حتى أن بعض المدارس الألمانية استبدلت حصة واحدة من الرياضيات في الأسبوع جلسة شطرنج. وقد تحسنت النتائج بنسبة 30 بالمئة. وتشجع ممارسة هذه اللعبة في المدارس الفرنسية، فهي تتطلب تشغيل المنطق والتخطيط، وتسهل تعلم مبادئ المواطنة من خلال احترام القواعد والرأي الآخر، ونحن يكفي أبناءنا تدميراً لعقولهم بالألعاب الإلكترونية، وفي داخل المدرسة وليس في المنزل فقط، بحيث تدمر عقولهم، وتسبب اضمحلال الإبداع لديهم (بس الله يستر لا يأتي الطلاب للمدرسة غداً وهم يحملون (طاولة كيرم).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©