الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داعش».. عصابات ومتطرفون

21 ديسمبر 2015 22:47
سلطت الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس الضوء على صعود سلالة جديدة من المتطرفين، تتجاوز الخط الفاصل بين الجريمة المنظمة والتطرف الإرهابي، باستخدام مهارات مكتسبة في خرق القانون لصالح التطرف العنيف. ويجنّد «داعش» جيشاً من الموالين من أوروبا، يتضمن عدداً كبيراً من المجرمين والمحكومين السابقين، بينما تتطور طبيعة التطرف في ظل التنظيم الإرهابي. فبعض أنصاره يستغلون مواهبهم غير المشروعة في تمويل دوائر تجنيد وتكاليف سفر مقاتلين أجانب، في حين تمنحهم خلفياتهم سهولة الوصول إلى الأموال والأسلحة، وهو ما يمثل نوعاً جديداً من التحديات أمام السلطات الأوروبية. وقبل أن يصبح زعيم دائرة سيئ السمعة في هجمات باريس الإرهابية الشهر الماضي، ارتبط «عبد الحميد أباعود»، على سبيل المثال، بوكر من اللصوص المتطرفين يقودهم رجل أطلق على نفسه اسم «سانتا كلوز». وتورطت هذه العصابة، التي تضم أيضاً شباباً ذهبوا للقتال في سوريا والعراق، في اغتصاب سائحات وسرقة محال وتشكيل عمليات جرائم منظمة لحساب لتنظيم «داعش»، حسبما أفادت السلطات. وتبدو الآن صورة مكائد تنظيم «داعش» في أوروبا مختلفة عن تطور «القاعدة»، الذي اعتمد بقوة في سنواته الأولى على مجندين ظاهرهم التقوى، والرعاة الأجانب الأثرياء. وكان «أباعود»، نجل المهاجرين المغاربيين إلى بلجيكا، مذنباً اعتاد الإجرام وطرد من منزله في سن السادسة عشرة. ثم أصبح متطرفاً وغادر في 2013 من أجل الحرب في سوريا. ولكن أثناء عودته لفترة قصيرة إلى بلجيكا في ذلك الوقت، كان لا يزال يمارس السرقة. واستغل الإيرادات في المساعدة على تمويل رحلة أخرى إلى سوريا في يناير عام 2014، ولكن في هذه المرة، لم يكن وحيداً، وإنما اصطحب معه شقيقه يونس البالغ من العمر 13 عاماً، حسبما أفاد مسؤول مخابراتي التقى أحد أفراد أسرة أباعود. ويؤكد مسؤولون أن شبكة «أباعود» الإرهابية في باريس كانت مختلفة عن دائرة الإجرام في بروكسل، التي لم تنفذ أية هجمات في أوروبا، وإنما جندت مقاتلين وموّلت نقلهم إلى الشرق الأوسط. بيد أن عدداً من المهاجمين في باريس كانت لهم أيضاً سوابق إجرامية. ومنهم إبراهيم عبدالسلام، الذي فجر نفسه في الثالث عشر من نوفمبر، وشقيقه صلاح عبدالسلام الذي لا يزال هارباً، كانا يعملان بمقهى في بروكسل تم إغلاقه في أغسطس الماضي بسبب أنشطة تتعلق بتجارة المخدرات. وأكد مسؤول فرنسي على اطلاع بالتحقيقات في هجمات باريس أن فحوص الطب الشرعي كشفت عن آثار مواد مخدرة في أشلاء عدد من الإرهابيين القتلى، رغم أنها محرمة في الإسلام. وعلى مدار سنوات، كانت السجون الأوروبية بمثابة مراكز تفريخ للمتطرفين، خصوصاً في بلجيكا وفرنسا. ولكن أصبحت الجريمة والتطرف مؤخراً أكثر تداخلاً، مع استمرار السلوكيات غير القانونية للمجندين حتى بعد تحولهم إلى التطرف. وقال بيتر نيومان، الخبير في شؤون التطرف بـ«كينجز كوليدج» في لندن، «إن كثيراً منهم يعيشون حياة السفاحين، ثم تحولوا إلى (متدينين) ولكن تلك العلاقات بالإجرام لم تختف»، مضيفاً: «أعتبر ذلك ملمحاً عملياتياً لتنظيم داعش الإرهابي». وكنموذج لهذا الاتجاه الجديد، استمعت محكمة في مدينة «كولوجن» الألمانية إلى قضية ثمانية مشتبه بهم في سرقة كنائس ومدارس وشركات بين أغسطس عام 2011 ونوفمبر 2014 بهدف مساندة مقاتلي داعش في سوريا. وأشارت التقارير إلى أنهم سرقوا من كنيسة واحدة فقط ذخائر مقدسة تقدر قيمتها بنحو عشرة آلاف يورو. ورغم ذلك ليست هناك سوى قضايا قليلة تسلط الضوء على الروابط بين الإجرام والتطرف بدرجة أكبر من حلقة بروكسل التي تزعمها خالد زكراني، البالغ من العمر 42 عاماً، وهو مغربي لديه روابط مزعومة بتنظيم داعش. وتقول السلطات «إن ذكراني المعروف لدى أتباعه باسم (بابا نويل) ـ أو سانتا كلوز ـ قدم الأموال والهدايا إلى الشباب المشاكسين الذين جندهم كلصوص ومقاتلين محتملين». ويؤكد المسؤولون أن الأرباح تذهب لمساعدة تغطية تكاليف إرسال المجندين من أوروبا إلى ميادين المعارك في الشرق الأوسط. وعلى رغم أن السرقة محرمة في الإسلام، إلا أن أنصار «داعش» برروا هذه الأنشطة بزعم أنهم يستهدفون الكفار، أو أن هذه الجرائم ترتكب لأغراض تكتيكية. *أنطوني فايولا وسعود ميخنيت- بروكسل يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©