الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

44 مليار درهم تستثمرها الإمارات في قطاع البتروكيماويات

44 مليار درهم تستثمرها الإمارات في قطاع البتروكيماويات
29 نوفمبر 2012
محمود الحضري (دبي) - تستثمر دولة الإمارات أكثر من 44,1 مليار درهم (12 مليار دولار) في قطاع البتروكيماويات حتى العام 2015، موزعة على مختلف الصناعات وخدماتها، في إطار خطة لزيادة حصتها في هذا القطاع على المستوى الإقليمي، بحسب مسؤولين في الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا». وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام لـ«جيبكا» إن الإمارات لاعب رئيسي في صناعة البتروكيماويات، خاصة أن أبوظبي استثمرت عشرات المليارات من الدراهم خلال السنوات الماضية، موضحاً بأن حصة الإمارات من الإنتاج الخليجي للبتروكماويات ارتفع من 5 في المئة عام 2010 إلى 7 في المئة في العام الحالي، مع توقعات بأن يتجاوز 12 في المئة في العام 2014 مع دخول مشروع بروج 3 بأبوظبي مراحل الإنتاج. وافتتح أمس معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه منتدى «جيبكا» السنوي السابع بدبي، تحت عنوان «الاستفادة من المتغيرات لتعزيز القيمة – مفاهيم لتحقيق التقدم التنافسي»، بحضور أكثر من 1600 متخصص في قطاع النفط والبتروكيماويات والخدمات اللوجستية، والتمويل، حيث ناقش الحضور تحديات التنافسية العالمية في القطاع، والدور المتوقع لدول الخليج في هذا القطاع، والقدرة على تلبية المتطلبات للأسواق المستوردة، خاصة مع تصدير دول الخليج أكثر من 80 في المئة من إنتاجها إلى أسواق العالم. وقال معالي وزير البيئة «إن الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة الأميركية والتي ازدادت تعقيداً بأوضاعها السياسية الداخلية وكذلك المنحدر المالي المحتمل الذي تعاني منه بالتزامن مع الركود الاقتصادي وأزمات الديون التي تمر بها أوروبا تساهم في تباطؤ مرحلة التعافي التي يمر بها العالم، بخلاف اقتصادات دول شرق آسيا المتسارعة النمو تدل على تباطئها هي الأخرى. وأوضح بأنه ونتيجة لهذه الأحداث بدأ القلق يزداد بشأن مخاطر تأزم الوضع الاقتصادي أكثر فأكثر، ولا شك أن هذه التطورات في الأحداث من شأنها أن تؤثر على شركات البتروكيماويات الإقليمية والعالمية مما يؤدي بالتالي إلى انخفاض في العائدات. وقال ابن فهد «بالرغم من أن دول الخليج لديها اقتصاد مستقر، فإن الانكماش الاقتصادي في العالم يشكل أحد أبرز اهتماماتنا بسبب ما يصاحبه من غموض حول عملية التنمية في المستقبل وتأثيره على قطاع الصناعات الهديروكربونية الاستراتيجية»، لافتاً إلى أن الطلب على النفط والمواد البتروكيماوية قد تأثر في السابق بعدة عوامل كالاقتصاد والنمو السكاني وسياسات الحكومات، فإن الموضوع الرئيسي للمنتدى هذا العام يعبر عن الوضع بدقة. والنمو السريع للصناعات البتروكيماوية في منطقة الخليج العربي مع التركيز على العوامل المحفزة لتطوير صناعة عالمية منافسة في أبوظبي. وبين الوزير أن قطاع الصناعات البتروكيماوية ما زال يشهد نمواً سريعاً وتوسعاً ملحوظاً منذ بداياته في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، إلا أن خصائص هذا القطاع تطورت مع التركيز على توفير منتجات من المواد البتروكيماوية أكثر تطوراً وتنوعاً، إضافة إلى زيادة عدد مصافي التكرير، ومع أن الغاز الطبيعي يبقى الوقود المفضل، هناك توجه جديد بالاعتماد على المواد الخام الثقيلة في قطاع الصناعات البتروكيماوية الإقليمية. وأشار الوزير إلى أن عام 2011 شكل علامة فارقة بالنسبة للمنتجين في منطقة الخليج خاصة فيما يتعلق بالمردود الذي بلغ وفق إحصائيات «جيبكا» 120 مليون طن وعوائد على المبيعات تجاوزت 75 مليار دولار، ومع التخطيط لتنفيذ عدة مشاريع خلال السنوات القليلة القادمة، ستصبح دول مجلس التعاون الخليجي واحدة من أكبر مراكز الصناعة البتروكيماوية في العالم. وأوضح أن قطاع البتروكيماويات أصبح يشكل واحداً من أهم العوامل المحفزة للنمو الاقتصادي في إطار «رؤية أبوظبي 2030 الاقتصادية»، وتهدف هذه الخطة إلى التوقف عن الاعتماد الكبير على العوائد الربحية التي تأتي من النفط والاتجاه نحو التنوع الاقتصادي لتحقيق التنمية المستدامة. وبين أن ذلك يتطلب وجود استراتيجية واضحة للتنمية بالنسبة لقطاع البتروكيماويات ذات السمة التنافسية العالمية، ويتم تحقيق النمو من خلال التوسعات التي تنفذها شركة «بروج» والاستثمارات التي تقوم بها شركة «كيماويات» المشتركة ومجمع أبوظبي للبوليمرات. ولفت ابن فهد إلى أن الإنتاج في مجمع «بروج» للبتروكيماويات في الرويس الذي بلغت تكاليفه نحو 1,2 مليار دولار عام 2001، بدأ باعتباره أول مشروع استثماري ضخم في قطاع الصناعات التكريرية في دولة الإمارات. وقال «لقد ساهم هذا المشروع بتعزيز اقتصاد الدولة من خلال توفير إمكانيات وفرص جديدة لاستخدام مصادر الغاز المتوافرة بكثرة بالاعتماد على أحدث التقنيات والمهارات وتوافر فرص العمل للكوادر الوطنية. وقد تم إنشاء مجمع بروج للبتروكيماويات لينتج 600 ألف طن سنوياً من مادة الإيثيلين، إضافة إلى وجود وحدتين لإنتاج البولي إيثيلين بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 450 ألف طن سنوياً. وقال إن مستقبل الصناعات البتروكيماوية في منطقة الخليج، وخاصة في أبوظبي، سيكون مشرقاً، وكما هو الحال بالنسبة لبقية دول الخليج، فإن المشاريع الجديدة في أبوظبي ستركز على بناء المنشآت البتروكيماوية التي تنتج مواد ذات القيمة المضافة في الوقت الذي تقوم فيه بتوفير فرص العمل للكوادر الوطنية الشابة. وقال «ان أبرز مثال على هذا التطور النوعي في قطاع الصناعات التحويلية هو مجمع أبوظبي للبوليمرات الذي يعد أكبر مجمع للبلاستيك في العالم يمتد على مساحة تصل إلى 4,1 مليون متر مربع، وبطاقة إنتاج تحويلية تصل إلى مليون طن سنوياً وبتكلفة تصل إلى 5,4 مليار دولار بحلول عام 2015. وبين بأنه لا يمكن إنجاز هذه المشاريع دون مواجهة بعض التحديات، فالاستثمار في التقنيات المتقدمة والمبتكرة وتدريب الكوادر المؤهلة من المواطنين الإماراتيين أمران أساسيان في تحقيق أهداف التنافسية والإنتاجية الخاصة بالقطاعات الصناعية في دول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الذي يتم فيه مواجهة تحدي مواصلة تطوير المنتجات وتنويعها وبالتالي العمل على تطوير قطاع الصناعات البتروكيماوية بشكل عام. وأكد وجود تقدم وبخطوات ثابتة في التعامل مع هذه التحديات، ومن أبرز الخطوات في هذا الاتجاه إنشاء مركز بروج للابتكار في أبوظبي الذي سيتكلف نحو 70 مليون دولار ويهدف إلى توفير الحلول المبتكرة لقطاع تصنيع البوليمرات في أبوظبي ودول الشرق الأوسط، كما أن تطوير المناهج التعليمية وتقنيات التدريب وتبني ممارسات جيدة في التوظيف تعد ذات أولوية كبرى في هذا القطاع الصناعي. وشدد على أن التعاون بين شركات الإنتاج الإقليمية والعالمية الأخرى من ناحية والأطراف المعنية من ناحية أخرى يعد أحد ركائز تحقيق الاستدامة في هذا القطاع في المستقبل: ذلك المستقبل الذي سنرى فيه المواد البتروكيماوية المنتجة في منطقة الخليج يتم تسويقها في كافة أنحاء العالم. الى ذلك، شدد البروفيسور «تشون فونج شيه» رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية السعودية، على أهمية الحفاظ على القدرة التنافسية للمنطقة في عالم سريع التغير، منوهاً الى النمو الاقتصادي الذي تشهده منطقة شرق آسيا، بما يتضمن اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة والصين، وهو ما يمثل فرصاً لتعظيم القدرات التنافسية لدول المنطقة. وناقش المنتدى أوراق عمل قدمها الدكتور مؤيد القرطاس، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة التصنيع الوطنية، وبيتر هنتسمان، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «هنتسمان كوربوريشن»، ودارت حول تعزيز الابتكار والقدرات التقنية في الشرق الأوسط والوسيلة الرئيسية للحفاظ على القدرة التنافسية» و«عودة الولايات المتحدة، والدكتور «كلاوس إنجل» رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة «إيفونك إندستريز إيه جي»، أليكساندر أوليفييه، قسم التكرير والبتروكيماويات في المناطق الشرقية لدى «توتال»، متحدثاً حول «الحفاظ على القدرة التنافسية للمؤسسات الأوروبية: التحديات والحلول المستدامة لقطاع الكيماويات»، و«الاستثمار في الشراكة» –و»أنون سيريساينجتاكسين» الرئيس التنفيذي لشركة «بيه تي تي جلوبال كيميكال»، والذي ركز على «تحفيز القدرة التنافسية لمنطقة جنوب شرق آسيا». 250 مليار دولار استثمارات دول الخليج بالقطاع ? ترتفع استثمارات دول الخليج في قطاع البتروكيماويات إلى 250 مليار دولار بنهاية العام 2015، بدخل 50 مليار دولار استثمارات في مشروعات جديدة من الآن وخلال ثلاث سنوات قادمة، بحسب الدكتور عبد الوهاب السعدون أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات. وقال السعدون في تصريحات على هامش افتتاح منتدى «جيبكا» السنوي السابع الذي انطلقت أعماله صباح أمس في دبي: إن حجم الانتاج الخليجي من البتروكيماويات يستحوذ على نحو 17 في المئة من حجم الإنتاج العالمي، موضحاً بأن السعودية تستحوذ على 67 في المئة من إنتاج البتروكيماويات الخليجي في حين تصل حصة الإمارات إلى نحو 7 في المئة وقطر 14 في المئة وتوزع النسب الباقية على دول مجلس التعاون. وأشار إلى أن إجمالي الإنتاج الخليجي من البتروكيماويات يصل إلى نحو 120 مليون طن سنوياً، بأن إجمالي الاستثمارات الجديدة في قطاع البتروكيماويات في الإمارات يتوقع أن يصل إلى نحو 12 مليار دولار بحلول العام 2015. وأوضح السعدون بأن صناعة البتروكيماويات في الخليج صناعة استراتيجية توافرت لها عوامل النمو المستدام من قبل الحكومات الخليجية في ظل منافسة عالمية كبيرة خاصة مع توجيه نحو 80 في المئة من إنتاج البتروكيماويات الخليجي إلى الأسواق الخارجية ،مشيراً إلى أن التأثيرات السلبية العالمية تنعكس على هذه الصناعة خاصة مع التباطؤ الاقتصادي في الصين والانكماش في الولايات المتحدة الأميركية كذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©