لوس أنجلوس (د ب أ)
لم يكن عام 2014 عاماً عادياً لمزارعي أميركا، فقد كان العام الثالث على التوالي الذي تشهد فيه كاليفورنيا أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 1200 عام، وذلك وفقا لدراسة علمية نشرت هذا الأسبوع حول «حلقات النمو السنوية»، والتي يمكن عن طريقها تحديد عمر الأشجار وتأثير المناخ على نموها.
ومع ارتفاع درجة الحرارة إلى رقم قياسي، وقدوم موسم الأمطار دون هطول المطر، ومع عدم توزيع السلطات الفيدرالية لحصص من المياه، يناضل المزارعون كي تتمكن محاصيلهم من النمو.
ويتذكر ديل بوسك، أحد المزارعين، حالة التفكير التي انتابته وقتذاك، إذ قال لنفسه «إنني ليس لدي ما يكفي من المياه، فما هو المحصول الذي ينبغي علي إلغاء زراعته؟». ولم تكن أمامه سوى فرصة واحدة، وهي أن يضحي ببعض المحاصيل حتى تستطيع المحاصيل الأخرى أن تعيش، وأطلق على هذه العملية «خيار صوفي».
وتعاني المزارع في أنحاء أخرى من المناطق الجنوبية الغربية بالولايات المتحدة من نفس الظروف العسيرة، وتعاني معظم أنحاء السهول العظمى الغربية من الطقس الحار الجاف لأكثر من عقد من الزمان، وشهدت الأعوام الأربعة عشر الماضية أكبر موجة جفاف في حوض نهر كلورادو منذ أكثر من قرن من الزمان.
ويوضح براد ريبي، خبير الأرصاد الجوية بوزارة الزراعة الأميركية، أنه «خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية تقريبا، وفي أواخر التسعينيات من القرن الماضي، كنا نواجه وضعا قد يكون الجفاف فيه ظاهرة طبيعية جديدة ». ودائما ما كان الجفاف جزءا من المشهد في الغرب الأميركي، غير أن العلماء يقولون إن الحال قد يتجه إلى الأسوأ بسبب التغير المناخي الذي يؤدي إلى زيادة العواصف ويقلل من كثافة الثلوج، ويسرع من معدلات التبخر من البحيرات ومخزون المياه.
وتتنافس مجموعات متعددة بشدة للحصول على المياه السطحية بكاليفورنيا والمتواجدة في الأنهار والبحيرات وخزانات المياه، وتشمل هذه المجموعات أعداد السكان المتزايدة، وأصحاب المزارع التي تشكل ما نسبته 2 % من اقتصاد الولاية، إلى جانب الجهات المناصرة للبيئة التي تقاوم استنزاف الأنهار والبحيرات من أجل ري المزارع.
ومع استخدام المياه السطحية لأقصى حد، تمكن المزارعون من الاستمرار في نشاطهم خلال عام 2014، عن طريق التنقيب عن المياه الجوفية، ولكن الإفراط في استخدام هذه المياه يمكن أن تعرض احتياطياتها للخطر، خاصة أن المزارعين قد يحتاجونها في عام 2015.
وفي الصيف الماضي حفر المزارعون مئات الآبار الجديدة، كما نضبت المياه من مئات أخرى من الآبار بعد أن انخفض منسوب المياه الجوفية فيها، وأصدرت ولاية كاليفورنيا في سبتمبر الماضي قانونا يسمح للمحليات بأن تحدد كميات المياه التي يستطيع أصحاب الأراضي أن يضخوها، غير أن هذا القانون لن ينفذ بالكامل حتى حلول عام 2040.
وتسبب نقص المياه خلال العام الحالي في حدوث خسائر اقتصادية للقطاع الزراعي في كاليفورنيا تقدر بنحو 2?2 مليار دولار، وفقا لتقديرات هاويت، إلى جانب فقدان 17 ألف وظيفة موسمية.
وأشارت بيانات وزارة الزراعة الأميركية إلى أن المزارعين في كاليفورنيا قلصوا من حجم زراعة المحاصيل خلال عام 2014 بنحو 400 ألف فدان، أي بنسبة 11 في المئة، وارتفعت أسعار لحوم الأبقار، ومن أسباب ذلك ندرة الأبقار في تكساس وأوكلاهوما.
عدد اليوم
