الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زواج الأقارب

9 ديسمبر 2013 21:22
إذا كان الزواج كعقد إنساني واجتماعي، حالة من التوافق والانسجام والمودة والألفة بين طرفي العلاقة الزوجية من النواحي الصحية، والنفسية، والجنسية، والاجتماعية، والشرعية، في سبيل تكوين أسرة سليمة، وإنجاب أبناء أصحاء وسعداء، فهو أيضاً حدث مهم في حياة الفرد الذي يستعد لبناء أسرة جديدة. ومن خلال الزواج يدخل الفرد مرحلة جديدة في بناء العلاقات العاطفية والاجتماعية الأسرية والصحية بما يضمن وقاية الطرفين والذرية من الأمراض الوراثية والمعدية، لبناء أسرة سعيدة مستقرة تؤدي وظائفها بنجاح. قد يكون لزواج الأقارب فائدة اجتماعية في أحوال كثيرة، لكن أن قد يصاب أحد أفراد الأسرة بأي من الأمراض الوراثية، وفي مقدمتها «الثلاسيميا»، أو فقر الدم المنجلي، أوبعض الأمراض العقلية، خاصة إذا وجدت أمراض وراثية في العائلة، لأن احتمال ولادة طفل مصاب بمرض وراثي في حالات زواج الأقارب يصل إلى 8%. هذه الحالة تسبب بلا شك تعكر صفو الحياة، وتجلب العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية للمريض والأسرة والمجتمع. المرض الوراثي بشكل عام ينتج عن خلل أو اضطراب في جين واحد أو أكثر، ويمكن لكثير من الأمراض أن تنتقل من جيل إلى آخر، وهي في معظمها تصيب الفرد أثناء الحياة الجنينية. الأمراض الوراثية «الجينية، والكروموسومية، والمركبة». تحدث عادة نتيجة اضطرابات في أعداد «الكروموسومات»، مثل «متلازمة داون» أو غيرها، أوأمراض ناتجة عن حدوث طفرات جينية، مما يؤدي إلى إعطاب الجين، وعدم تأديته لوظيفته بالشكل المطلوب، مثل مرض «هنتينكتون»، كذلك هناك أمراض ناتجة عن توريث جينات معطوبة من الأبوين إلى الأبناء. الكروموسوم يتكون من عدة مورثات متلاصقة يتحكم كل منها في صفة من صفات الإنسان، وتنتج الأمراض الجينية من خلل في المورثات دون حدوث تغيرات في الكروموسوم ككل، إما في أمراض جينية سائدة، وهي التي تنتقل من جيل إلى جيل. أو أمراض جينية متنحية، وتتميز بأن الأبوين يمكن أن يكونا طبيعيين، لكنهما حاملان للجين المرضي، وهي حالة تصيب الذكور والإناث بالتساوي، وتنتشر حيث يكون زواج الأقارب. أما الأمراض الوراثية المركبة، فهي التي تكون نتيجة لأكثر من عامل وراثي وبيئي، ويندرج تحت هذا النوع كثير من الأمراض التي لم يعرف السبب الرئيس لظهورها، أو الأمراض التي تتداخل فيها العوامل الجينية والعوامل البيئية مثل أمراض ثقوب القلب الوراثية. إن أهمية الفحص الطبي لطرفي العلاقة الزوجية قبل الزواج تكمن في أنه، يساعد على الكشف عن كثير من الأمراض الوراثية المحتملة، ولا سيما بين الأقارب، وقد لجأت كثير من الدول إلى اعتماده شرطاً ضرورياً لإتمام عقد الزواج. إن تعارض دم الأب مع دم الأم ما بين «سلبي وإيجابي» قد يسبب إجهاضات متكررة في المستقبل، وموت الأجنة قبل الولادة، وهناك لقاح خاص لهذه الحالة تحقن به الزوجة بعد الولادة مباشرة، ولا بد للطبيب من التحري عن الأمراض المتوارثة في عائلة كل منهما، وعن مدى القربى العائلية بين العروسين حتى يمكن تجنب إنجاب أطفال مرضى أو معاقين. وسلامتك أولاً. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©