الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القصة كرست حضورها والرواية ما زالت بين التقليد والتجريب

القصة كرست حضورها والرواية ما زالت بين التقليد والتجريب
6 فبراير 2014 22:58
رأس الخيمة (الاتحاد)- أقامت مكتبة اليقظة العربية برأس الخيمة بالتعاون مع نادي القصة باتحاد كتاب وأدباء الإمارات، جلسة نقاش نقدية في مقرها برأس الخيمة، تناولت السرد الإماراتي في مراحله المتعددة، وذلك بمشاركة عدد من النقاد والمبدعين الإماراتيين والعرب المقيمين. وتعد مكتبة اليقضة برأس الخيمة مؤسسة ثقافية وتربوية غير ربحية تأسست حديثا بمبادرة من الشيخة مهرة بنت سالم القاسمي وبتشجيع ودعم من حكومتي رأس الخيمة والشارقة وتسعى إلى تكريس حضورها في المشهد الثقافي عبر العمل على إغناءه والمشاركة في فعالياته وتتخذ من رأس الخيمة مقرا لها. ودارت أغلب الطروحات والأفكار خلال الجلسة حول واقع القصة القصيرة في الإمارات وتطور تياراتها ومضامينها وأدواتها السردية، بدءاً من جيل المؤسسين وصولا إلى جيل القصة القصيرة الجديد الذي استطاع تكريس حضوره بفعالية لا تقل عما يحدث في القصة العربية والخليجية، لجهة غزارة الإنتاج، وتعدد أدوات السرد وموضوعاته وفي التعامل مع الحداثة والتطور الاجتماعي الذي تشهده الحياة في الإمارات، مقارنة بواقع الرواية الإماراتية التي يختلف الحديث عنها عند مقاربة صفاتها وأدواتها وسماتها التي ما برحت تراوح مكانها بين التقليد والتجريب، وذلك مع انقطاع سمة الاستمرارية في إنتاجها من قبل كتّابها، مقارنة بغزارة الإنتاج القصصي وصموده على الساحة، وإن كان يحتاج لجهد لتثبيته وتفعيله. وفي الجلسة تحدث القاص إسلام أبوشكير في بداية الندوة، عن واقع القصة القصيرة الإماراتية وعن النقلة الأهم التي حققتها هذه القصة في مطلع الألفية الثالثة وكأن القصة خُلقت من جديد عبر جيل استطاع تأسيس خصائص جديدة برؤية جديدة حملت القصة من مرحلة البدايات إلى مرحلة الحضور وإثبات الذات بعد أن وجدت نفسها بتقنياتها وأدواتها وقد واكبت انفتاح التجربة القصصية عربيا وخليجيا. ونوه أبوشكير إلى ضرورة وجود مؤسسة ثقافية تتبنى هذه الغزارة في النتاج القصصي من ناحية الكم والنوع من أجل الإحاطة به وترسيخ حضوره، ورأى ضرورة خلق بيت للسرد شبيه ببيت الشعر المنتشر في معظم الإمارات العربية يعنى بنتاج القصة القصيرة ويستقطب الكتاب والكاتبات بالدراسة والنقد. كما تحدث أيضاً الناقد والكاتب الدكتور صالح هويدي، فأشار إلى أنه لم يتوان عن الحديث عن أسباب تأخر الرواية الإماراتية عن مستوى القصة والشعر وبقية الفنون ووصفها بأنها دون الطموح لأسباب كثيرة, حيث لم يتسع وقت الندوة للحديث عنها، فاستطرد قائلا أن “من الظلم أن نقارن بين نوعيين روائيين مختلفين لكل منهما شروطه وظروفه المختلفة للنضج والتجربة قد تحتاجهما إليهما الرواية اكثر من سواها خاصة وان من سمات مجتمعاتنا العربية السكون والافتقار إلى الديناميكية وهما عنصران هامان لبناء أي تجربة روائية جديدة بعناصرها وبنائها”؛ كما أشار إلى تجربة الروائي علي أبوالريش، الذي “يشكل علامة بارزة وفارقة في المشهد الروائي الإماراتي من حيث الكم والنوع، وإن كان عليه الخروج عن نسقه المتبع”، حسب رأيه. ولفت هويدي إلى طغيان الصوت الأنثوي على المشهد الروائي والقصصي في الإمارات ورأى أنها ظاهرة تستحق الدراسة اجتماعيا ونقديا للوقوف عندها وهل هي نوع من إثبات الذات أم نوع من الثقة والحرية تتمتع به المرأة الإماراتية الآن. وفي ختام الندوة القصصية التي أدارها الكاتب والناقد عبدالفتاح صبري والتي شهدت حضورا بارزا من كتاب وشعراء ومهتمين من رأس الخيمة والإمارات عموما، تحدث زكريا أحمد عيد المستشار الثقافي والتربوي بمكتبة اليقظة العربية فشكر المشاركين بالأمسية بتوزيع شهادات تقديرا لجهودهم في إنجاح انطلاقة نادي القصة والرواية في المكتبة. وعلى هامش الندوة التقت “الاتحاد” مع بعض الحضور من بينهم الروائية والقاصة مريم الزعابي، التي شاركت في افتتاح الندوة بقراءة سريعة وقصيرة من قصة “سوء تربية” من مجموعتها القصصية “نعش حناء” فرأت أن الأمسية كانت فرصة جيدة للتعارف والتواصل واللقاء وإن تمنت أن يكون هناك وقت لنقاش بعض التجارب القصصية. أما الروائية فتحية النمر فعبرت عن أملها باستمرارية البرنامج لأهميته في التواصل والنقاش وتبادل الافكار والآراء في كل نتاج قصصي جديد يغني كاتبه والمهتم به بالمعرفة ووجهات النظر. في حين رأت لولوة أحمد المنصوري، وهي كاتبة وروائية شابة، أن الحلقة النقاشية كانت “بداية جيدة نتمناها لنادي القصة والرواية في المكتبة ونتمنى لها الحضور المستمر والتميز وعساها بادرة جيدة لكل موهوبي رأس الخيمة لتشجيعهم على الاستمرار في الفعل والإنتاج وإن كنت أتمنى أن تصل هذه البادرة إلى المدارس لتكون الذراع لكل أصحاب الموهبة بكل الأعمار”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©