الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الروهينجا يفرون من الإبادة في ميانمار ويطالبون العالم بإنقاذهم

الروهينجا يفرون من الإبادة في ميانمار ويطالبون العالم بإنقاذهم
15 فبراير 2018 08:11
بسام عبد السميع (كوكس بازار) «في طريق الفرار من الموت ليلاً بأبنائي الأربعة الصغار .. لاحقوني ُفأفقدوني ابني أحمد ذا العشر سنوات .. شاهدتهم يحرقون جثمانه بعد أن أردوه قتيلاً .. واصلت الفرار بأبنائي الآخرين عبر طريق الأهوال من ميانمار إلى كوكس بازار في بنجلاديش»، هكذا بدأت هاجر نور اللاجئة في بنجلاديش سرد قصتها لـ«الاتحاد» في مأساة لن تستطيع تجاوزها مهما مرت الأيام. وما ترويه هاجر نور مجرد مشهد من أهوال الواقع اليومي في حياة الروهينجا، حيث ينفذ الجيش البورمي مدعوماً بجماعات بوذية عمليات قتل وذبح وحرق واغتصاب، في مشاهد يومية ممنهجة، حسب روايات ضحايا فروا من هذه المأساة المروعة إلى معاناة محاولة البقاء أحياء ينتظرون الغذاء والكساء داخل مخيمات اللاجئين بمدينة «كوكس بازار» الحدودية على خليج البنغال بين ميانمار وبنجلاديش، وسط صمت من العالم لم يخرج عنه سوى المعونات بمثابة «ذر الرماد في العيون» . ويشكل الهروب من الموت في ميانمار إلى مخيمات «كوكس بازار» في بنجلاديش، رحلة أخرى من الموت يتحول فيها الروهينجا إلى «ضحايا» عملية تتبع الجيش البورمي والبوذيين بهدف إبادتهم في حال نجاحهم في الفرار من عمليات القتل والحرق في ميانمار. ويحتاج هؤلاء الضحايا إلى اجتياز 70 كيلومتراً سيراً على الأقدام في رحلة «الموت المتعدد»، حسب وصفهم، حيث يقطع الفارون هذه المسافة بين الجبال خلال فترة تتراوح بين 4 إلى 9 أيام، قبل أن تقلهم زوارق متهالكة لمدة 3 ساعات في نهر «ناف» على الحدود بين البلدين، وتتراوح كلفة عبور النهر بين 70 إلى 120 دولاراً للفرد، وخلال هذه الرحلة يتساقط العديد من أفراد الأسر إما غرقاً أو قتلاً برصاص الجيش البورمي وأسلحة البوذيين. وعندما تفقدت «الاتحاد»، يرافقها فيصل المترجم من بنجلاديش، مخيم اللاجئين في «كوكس بازار»، كان البؤس والشقاء أهم ملامح العيش في عشرات آلاف الخيام، التي تأوي أكثر من مليون لاجئ فروا من أعمال العنف والقتل والترهيب في ميانمار. وتروي اللاجئة هاجر نور من قرية بوشيدا بإقليم راخين لـ«الاتحاد» مأساتها المروعة ، حيث وفدت إلى المخيم في أغسطس الماضي، قائلة «في البداية، هاجمت القوات البورمية قريتنا، بوشيدا، بالرصاص والأسلحة البيضاء وقتلوا وذبحوا كثيرا من أبنائها في ليلة واحدة، وفاق عدد المغدور بهم 400 شخص ما بين امرأة وطفل ورجل، فضلاً عن عمليات اغتصاب بشعة، لا تكتمل إلا بقتل الضحية بعد الانتهاء من اغتصابها». وتابعت «احترق منزلي وقتل جيراني، وانطلق الناجون ليلاً إلى كوكس بازار يتعقبنا الجنود والبوذيون وطلقات الرصاص تلاحقنا، لنفقد عدداً من أبنائنا الصغار الذين سقطوا في أيديهم نتيجة عدم قدرتهم على الهروب السريع من القرية، ونشاهد اغتيالهم رمياً بالرصاص وسط ابتهاج جنوني بإسقاط كل طفل مدرجاً في دمه». وتابعت هاجر «اصطحبت معي أطفالي الأربعة، وفقدت أحمد (عشر سنوات) بعد أن أطلق البوذيون الرصاص علينا خلال ملاحقتنا ليلاً، والتفت خلفي لأرى البوذيين يضرمون النار في ابني القتيل، وتمزق قلبي قهراً ورعباً، وما دفعني لإكمال الرحلة هو الرغبة في إنقاذ حياة بقية أبنائي». وأضافت «هربنا 4 أيام متواصلة بين الجبال، تم استغلالنا بعدها من قبل أصحاب الزوارق المتهالكة لنقلنا إلى حدود بنجلاديش مطالبين بالمال قبل صعود الزوارق التي تعد فرصة جديدة للموت في النهر بسبب تهالكها وكثرة من يتم نقلهم على متنها». وتابعت «طوال هذه الأيام الأربعة، استمر الجيش البورمي في إطلاق النار علينا حتى وصلنا إلى حافة نهر ناف من الجانب البورمي، لتختلط المياه بدماء القتلى في مشهد لم يفارقنا»، مضيفة، «بعد انطلاق الزورق شاهدنا الجيش البورمي يحرق الجثث التي لم تسقط قتلى في النهر». وقالت «دفعنا كل ما لدينا من أموال، لنصل إلى كوكس بازار، واستقبلتنا قوات الجيش في بنجلاديش - بكل ترحاب- وتم وضعنا في منطقة جبلية نحصل فيها على مساعدات من دول ومنظمات دولية» وقالت بحزن شديد «نحن نقتل بلا ذنب ولا جريرة» لتنهي حوارها معنا بالبكاء فننصرف عنها معتذرين لها ومتألمين لما أصابها. مخاوف العودة وأكد عدد من اللاجئين ممن التقت بهم «الاتحاد» خوفهم من العودة إلى ديارهم مرة أخرى، مشككين في صدقية الاتفاق الذي تم توقيعه في نوفمبر الماضي بين حكومة بنجلاديش وحكومة ميانمار لإعادة اللاجئين إلى إقليم راخين قائلين «إننا لا نأمن هؤلاء المجرمين الذين يغتالوننا، نحن نطالب العالم بوقف الإبادة التي نتعرض لها ليل نهار». وقالوا «تقتلنا القوات البورمية تحت زعم أننا لسنا من أبناء ميانمار وأن أصولنا تعود إلى بنجلاديش، فكيف سيقبلوننا مرة أخرى؟»، معربين عن اعتقادها في أنها محاولة من القوات البورمية لقتل من فروا إلى بنجلاديش». جرم مشهود وعلى بعد خطوات من هاجر، كانت تقف «مستقيمة» ابنة العشر سنوات، وعلى وجهها علامات التساؤل عما ستواجهه مع هؤلاء الأغراب. فاقتربنا منها وسعينا إلى طمأنتها بأننا جئنا لمساعدتها، فكشفت عن مأساة جديدة وقالت إنها وصلت إلى المخيم منذ أربعة أشهر بعد قيام ثلاثة من الجيش البورمي باغتصاب صديقتها وقتلها هي وأمها. وأوضحت مستقيمة أن الظروف لعبت دوراً مهما في إنقاذ حياتها، حيث أنها كانت تلعب مع صديقتها وأنه خلال ذلك استدعى الأمر اختبائها في أحد أركان المنزل وإذا بها تسمع أصوات الصراخ لتواصل إختبائها مذعورة وتشاهد ما يحدث وهي مرتعبة مرتجفة حابسة أنفاسها، مضيفة أن ثلاثة مجرمين نفذوا عملية قتل أسرة صديقتها وأنهم اتجهوا لمنزل مجاور ونفذوا عملية قتل جديدة وأثناء ذلك تمكنت مستقيمة من الفرار مع بعض الأشخاص من قريتها وسيطر الارتجاف والهلع والرعب عليها عدة أسابيع. اغتيال الرضع المأساة الثالثة ترويها منيرة التي شاهدت مقتل جارتها، وتقول « شاهدت قتل جارتي قبل أن أهرب من الجيش البورمي، حيث هاجم مجموعة من الجنود منزل جارتنا التي كانت تحمل رضيعها البالغ من العمر عاماً واحداً محاولة الهروب منهم وإذ بالقتلة ينزعون الطفل من ذراعيها ويلقون به على الأرض ليلقى حتفه في الحال ويقوم أحد البوذيين بطعن جارتي بالسكين بعد أن نزع ثيابها وحاول اغتصابها». قتلوا عائلتي ويروي مقبول، والبالغ من العمر 50 عاماً، كيف هاجمت القوات البورمية قريته، وقتلت أخته وأسرتها قائلاً «في إحدى ليالي سبتمبر الماضي اقتحم جنديان وثلاثة بوذيين منزلنا مطلقين النار على أختى وأبنائها، حيث كانوا يجلسون في مدخل المنزل فانطلقت فاراً ليلاحقني أحد البوذيين فطعنني في فخذي بالسكين لكني واصلت السير وأفلت منه ». وأضاف، «قتل الجيش البورمي 100 رجل واغتصبوا عشرات النساء في قريتنا في أغسطس الماضي، ثم قاموا بحرق عشرات المنازل ومسجد القرية». روايات الإبادة وتطل اللاجئة هادية على الزائرين والقادمين من المنظمات الدولية إلى مخيمات اللاجئين بنظرات تمتلئ بالألم وتهطل بالدموع، حيث تسكن في إحدى خيام مخيم تانك خالي تنتظر الدواء والغذاء، وفي مساحة لا تتجاوز المترين ولا يزيد ارتفاعها عن متر ونصف، وتسكن فيها هي وأسرتها التي تتجاوز الأحد عشر فرداً. ولم تستطع مريم، أن تتحدث كثيراً عن مأساتها الإنسانية المروعة، قائلة « فقدت زوجي وأخي اللذين ساعداني على الفرار من الموت ومعي طفلي، حيث طالتهما عمليات الإبادة من الجيش البورمي قبل أن يلحقوا بي»، مشيرة إلى أن الروهينجا تعيش كارثة إنسانية يشاهدها العالم أجمع، وأقصى ما يمكن فعله هو إمدادنا ببعض من الطعام والشراب لا يكفي لعدة أيام وننتظر الموت جوعاً ومرضاً كل يوم بدلاً من القتل على أيدي البوذيين. ما هي الجريمة ؟ وأما عبد الحكيم الذي يبلغ من العمر 70 عاماً، فيقول « قتلوا زوج ابنتي، ماذا جنينا ليقتلونا؟ ماذا فعلنا لتغتصب نساؤنا؟ ماذا قدمنا لنترك ديارنا ونفر من القتل والتشريد إلى الجوع والمرض والموت؟، فيما يروي أحمد الذي يعول أسرة من 9 أفراد، قصته، قائلاً « تركنا ديارنا مع عدد من أهل قريتنا فارين في طريق الموت على مدار 3 أيام، قطعنا خلالها مسافة 60 كيلو متراً مشياً وجرياً وزحفاً تلاحقنا قوات من الجيش البورمي والبوذيين الحاملين لمختلف أنواع السلاح في محاولة لاصطياد من يسقط في الطريق ومن تطاله رصاصات الغدر والقتل.وتساءل أحمد: ما هي الجريمة التي اقترفناها حتى نعاقب عليها، وأين العالم والمنظمات الدولية من حماية الإنسان وحقوقه؟، قائلاً: إننا نعيش أفظع كارثة إنسانية في التاريخ، حيث القتل بلا ذنب أمام أعين ومشاهد الجميع. أما عطاء الله، أحد اللاجئين والذي كان يعمل أستاذاً للحديث في ميانمار، فيقول: دأبت بعض التقارير المغلوطة والمدبرة من جانب قوى كبرى على اتهامنا بارتكاب عمليات قتل مع البوذيين لتبرير عمليات الإبادة والتدمير التي نفذها الجيش البورمي في قرى بإقليم راخين، والذين يشكل المسلمون فيه أكثر من 70% بما يزيد على 4 ملايين نسمة. تقارير مكذوبة وتابع «إن هذه التقارير المكذوبة تكشف عن لاعبين دوليين في صناعة هذه الكارثة واستهداف سكان هذه المنطقة من العالم، قائلاً: نحن لا نجد ما نأكله، ونعاني الفقر والجوع، فكيف لنا بالسلاح لقتال الجيش والبوذيين، ومن يحمل السلاح لا يترك الديار والواقع يشهد على كذب هؤلاء، حيث فرّ الجميع هرباً من الموت تاركين الديار والأموال والأهل والأحباب ليسكنوا الجبال في كوكس بازار منتظرين الموت البطيء الذي يأتيهم إما من الأمراض أو الجوع أو الفقر». وأشار عطاء الله إلى أن القرية التي كان يسكنها تجاوز عدد المقتولين فيها 500 شخص خلال 3 أيام، وهو ما دفع الكثيرين من القرية إلى الهروب السريع، فيما ينتظر الآخرون فرصة للقدوم إلى مخيمات الموت. ويحكي عطاء الله عن كيفية الحياة في مخيمات اللاجئين، قائلاً: نتناول الإفطار كل يوم في الصباح من خلال قطعة من الخبز وكوب من الشاي، ثم نقوم بتدريس علوم القرآن الكريم في عدد من الخيام تم تخصيصها كمدارس ومساجد لدراسة القرآن وعلومه ويتعاون معنا أكثر من 28 أستاذاً جامعياً كلهم لاجئون، وبعد الساعة الرابعة نتناول وجبة الغداء، والتي هي عبارة عن كمية محدودة من الأرز إلى جانب المياه، ثم يدخل كل منا إلى مخيمه الذي لا يجاوز مساحة القبر منتظراً اليوم التالي. وأما عبدالله والذي كان يعمل أستاذاً لعلوم القرآن فيقول «نحن لا نستطيع أن نذهب إلى أي مكان آخر، لأننا لا نحمل أي جنسية، فضلاً عن أننا لا نحمل أي وسيلة أو طريقة للاستمرار في الحياة». ويضف، ماذا جنينا.. ماذا فعلنا.. ما هي جريمتنا. بائع الفاكهة أما محمد، الشاب الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، ويعمل بائعاً في مخيمات اللاجئين، فيقول: فقدت أسرتي وجئت هرباً من الموت مع عدد من أهل قريتي عبر طريق يحمل ألواناً من الموت المختلفة لأصل إلى هذه المنطقة بعد مرور 6 أيام من خروجي من إقليم راخين في ميانمار، وتابع بعد وصولي لم أجد أي شيء يعينني على الحياة سوى أن أنتظر فتات من معوناة المانحين لمخيمات اللاجئين لأتناول الطعام والشراب والذي لا يكفي أي شخص لوجبة واحدة، وهو ما يكفينا طوال اليوم، حيث أظل أعاني الجوع كل يوم، وبعد مرور أسبوعين من تواجدي في المخيم قررت أن أفعل شيئاً يغير من هذه المعاناة ويقلل منها، فقمت بالعمل مع المانحين في المخيم لأحصل على بعض النقود وأبدأ بعدها التجارة في الفاكهة والخضراوات لساكني المخيم، وهي لا تحقق عائداً، ولكنها تكفيني وتساعدني على الاستمرار في الحياة دون الموت من الجوع. ويقول جلال: إن حاجاتنا في المخيم كثيرة، فلا نقود ولا كهرباء، ولا مياه صحية، ولا دورات مياه، ولا يوجد سوى سلال غذائية يتم توزيعها على العائلات لمساعدتهم على الاستمرار في التنفس، فنحن نعيش في غرفة إنعاش أو طوارئ مفتوحة يحصل فيها المريض أو اللاجئ على ما يساعده على الاستمرار في التنفس إلى حين رحيله عن الحياة أو رحيله من هذا المكان. «الماليزي السعودي الإماراتي» المستشفى الوحيد لعلاج اللاجئين كوكس بازار (الاتحاد) في وسط الظلام يشع النور، لكنه لا يستطيع أن يمحو هذا الظلام أو يقلل آثاره، ليصبح الأمر كحالة من الضباب يتصارع فيه الأمل مع الموت، حيث يوجد المستشفى الماليزي السعودي الإماراتي على بعد عدة كيلومترات من مخيمات اللاجئين في كوكس بازار، وهو المستشفى الوحيد في المنطقة، ويعمل على معالجة وفحص أكثر من مليون لاجئ في الروهينجا إلى جانب السكان الأصليين في بنجلاديش في هذه المنطقة، وهو ما يفاقم الكارثة. في البداية يحدثنا د. خيري علي قاسم مدير المستشفى قائلاً: تأسس هذا المستشفى في ديسمبر من العام الماضي، وقام بعلاج أكثر من 4326 مريضاً، منهم 41% من اللاجئين تركزت معظم عمليات العلاج في أمراض الجهاز التنفسي والهضمي والعمليات الجراحية والولادة، حيث أجرى المستشفى أكثر من 160 عملية جراحية، ويتوفر بها 55 سريراً، ويصل معدل الوافدين إلى المستشفى من 100- 130 شخصاً يومياً، ويتواجد بالمستشفى 7 أطباء و5 أفراد من طاقم التمريض وفنيون للمختبرات وغرف الأشعة، وهم جميعاً من ماليزيا، فضلاً عن غرفة عمليات ميدانية، و4 غرف للطوارئ وغرفة ولادة. وأشاد مدير المستشفى بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم الدعم للمستشفى منذ تأسيسه وتوفير سياراتي إسعاف و4 سيارات فورويل لتقديم الدعم لعمليات المستشفى، فضلاً عن الأسرة والاحتياجات الطبية والأدوية. وأوضح أن المستشفى يتلقى الحالات، التي لا تستطيع الوحدات العلاجية الصغيرة المتوفرة في مناطق المخيمات علاجها، لافتاً إلى أن المستشفى تم إغلاقه خلال يومي 9 و10 ديسمبر الماضي نتيجة الفيضان الذي تعرضت له المدينة. وأشار إلى أن ساعات العمل في العيادات التشخيصية للمستشفى تبدأ يومياً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الرابعة عصراً عدا يوم الجمعة باستثناء عيادات الطوارئ التي تعمل خلال الـ24 ساعة يومياً، مضيفاً أن المستشفى يوفر سيارات إسعاف للحالات الطارئة، التي تستدعي نقل المريض أو المصاب من المخيم للمستشفى لتلقي الرعاية الصحية أو إدخاله المستشفى لحين إتمام شفائه. وطالب المنظمات والجهات الدولية والشركات بتقديم الدعم لمن يعانون الموت في مخيمات اللاجئين، واصفاً الكارثة الإنسانية في بورما بـ«الفاجعة الكبرى» في التاريخ البشري الحديث. الروهينجا بلا أوراق ثبوتية كوكس بازار (الاتحاد) يشكل الروهينجا أكبر مجموعة من السكان المحرومين من الجنسية في العالم، منذ قامت حكومة ميانمار بسحب الجنسية عنهم في عام 1982، ولا تتوافر للروهينجا في ميانمار، أي أوراق ثبوتية، ولا يستطيعون السفر أو الزواج من دون الحصول على إذن، ولا يتمكنون من الوصول إلى سوق العمل أو إلى الخدمات العامة كالمدارس والمستشفيات. ويبدي كثيرون في ميانمار الكراهية للروهينجا الذين يعتبرونهم مهاجرين غير شرعيين جاؤوا من بنجلاديش المجاورة، برغم أن جذورهم في ميانمار تعود إلى أجيال عدة، إذ يعيش مئات الآلاف منهم في ولاية راخين النائية غرب ميانمار. ويواجه الجيش البورمي اتهامات دولية ومن اللاجئين بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد أقلية الروهينجا، من اغتصاب نساء إلى قتل مدنيين، ويصعب التحقق من هذه الاتهامات من جهة مستقلة، إذ إن السلطات في ميانمار تفرض قيوداً صارمة على الدخول إلى منطقة القتل في إقليم راخين. ووصفت المنظمات الإنسانية أوضاع الروهينجا بالقول « نواجه حالة إنسانية طارئة»، فإلى هذا الجزء من ولاية راخين تصل المساعدة الإنسانية بكميات قليلة، وأعلن رئيس مجلس الأمن الدولي في الثاني من فبراير الجاري، أن حكومة ميانمار أبلغت المجلس بأن الشهر الجاري «ليس الوقت المناسب» لزيارة الوفد من المجلس إلى أراضيها للاطلاع عن قرب على أزمة اللاجئين الروهينجا. وفي نوفمبر 2017، أعلنت ميانمار وبنجلاديش أن عملية إعادة اللاجئين الروهينجا إلى بلادهم ستبدأ في غضون شهرين وسط تزايد الضغوطات الدولية لإنهاء الأزمة .وبعد محادثات عقدت بين زعيمة ميانمار أونج سان سو تشي ووزير خارجية بنجلاديش عبد الحسين محمود وقع الطرفان على اتفاق في عاصمة ميانمار نايبيداو، وأعلنت دكا أن الطرفين اتفقا على البدء في إعادة اللاجئين إلى ميانمار في غضون شهرين، موضحة، أنه سيتم تشكيل مجموعة عمل في غضون ثلاثة أسابيع للاتفاق على ترتيبات إعادتهم، وهو ما لم يتم تنفيذه حتى الآن بعد مرور أكثر من شهرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©