السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

20 مليون طفل مصري في دائرة الخطر

20 مليون طفل مصري في دائرة الخطر
20 ديسمبر 2015 23:04
رضا سليم (دبي) ننتقل في الحلقة الثانية في «رياضة الطفل العربي.. الصندوق الأسود» إلى هموم الطفل في مصر وتونس كنماذج عربية في القارة الإفريقية، ويواجه أطفال مصر مشاكل لا حصر لها في ممارسة الرياضة، والتي تمثل العامل الأول في تسرب الأطفال من التعليم، القضية صعبة ومعقدة وبها أطراف كثيرة، بعدما تخطى أطفال الشوارع حاجز 2,000.000 طفل، وهو الرقم المخيف الذي دفع رئاسة الجمهورية في مصر لفتح الملف من أجل البحث عن علاج لهذه الفئة التي تمثل ما يقرب من 20 مليون طفل تحت 14 سنة، في الوقت الذي خرجت إحصائية من وزارة التضامن الاجتماعي عن حصر 1609 أطفال في الشوارع خلال مسح شامل لمدة 24 ساعة في 27 محافظة، وتواجدوا في 2500 منطقة، وتم تخصيص 164 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر و48 مليوناً من صندوق إعانة الجمعيات للتعامل مع قضية أطفال الشوارع. تواجه الحلول عقبات كثيرة بسبب الزيادة السكانية الكبيرة ولا تتجاوز المبادرات خلال السنوات الماضية أصابع اليد، في مقدمتها مبادرة منتخب مصر لأطفال الشوارع الذي يشرف عليه المدرب حسن شحاتة وهي المبادرة بين وزارة الرياضة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، وكل الجمعيات التابعة لها على مستوى مصر، من أجل حصر أطفال الشوارع وإقامة مسابقة كروية لهم خاصة أن كل دول العالم تتجه لإقامة مسابقات كروية لأطفال الشارع والمحرومين، وشارك المنتخب في كأس العالم لكرة القدم لأطفال الشوارع. في الوقت الذي أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي برنامج «أطفال بلا مأوى» والذي يخص أطفال الشوارع، ونظم هذا البرنامج مشروع «لعيبة بلدنا» بالإضافة إلى مبادرة «المدرب المجتمعي» لتأهيل المدربين المشرفين على البرامج، ومبادرة «الوقاية من التحرش بالرياضة». وعلى أرض الواقع، اختفت الأنشطة في المدارس والتي تكتظ بأكثر من 17 مليون ولد وبنت، في الوقت الذي تعاني مراكز الشباب في مصر إهمالا كبيراً رغم كل المبادرات، ويوجد في مصر 4355 مركزاً للشباب تابعة لوزارتي الشباب والرياضة، وتنحصر مهمتها بتأهيل الأجيال وتنشئتهم بشكل جيد بدنياً وصحياً واجتماعياً، غير أنها بدأت في السنوات الأخيرة تؤدي دوراً مغايراً تماماً، ولا يتجاوز التصنيف الواقعي لمراكز الشباب المؤهلة للقيام بدورها الحقيقي عن ‏5 %‏ فقط من إجمالي عددها على مستوى الجمهورية‏. ويأتي التدهور المستمر الذي تعاني منه مراكز الشباب في ظل غياب الدعم المادي الذي لا يزيد على 4 آلاف جنيه وهو ما يعادل 500 دولار للمركز الواحد سنوياً، ناهيك عن وجود المئات من الملاعب بلا أسوار أو إضاءة فضلاً عن وجود الآلاف من مراكز الشباب بلا ملاعب، ولا تتعدى مجرد لافتة على مبنى متهالك. ويؤكد الدكتور عصام الهلالي رئيس الجمعية المصرية للاجتماع الرياضي أن الأطفال في مصر لا يحصلون على حقوقهم على المستوى الرياضي والبيئة في مناطق كثيرة من أنحاء مصر غير صالحة لممارسة الرياضة وكل المبادرات التي أطلقت ليست كافية، وقال: «لا توجد منظومة ثابتة والقضية لا تخرج من دائرة الاجتهاد والعشوائية، وأشرف على مبادرة المدرب المجتمعي من خلال إعداد كوادر من أجل اقتحام كل مراكز التدريب التي تعمل مع الأطفال، ونجهز للمرحلة الثانية ونتوقع أن نصل إلى 60% من الأطفال الذين يمارسون رياضة، خلال السنوات الثلاثة المقبلة وبدأنا المشروع بـ 60 مدرباً، وتم تصفيتهم إلى 15 مدرباً وهم الذين يقومون بالإشراف على المدربين بعدما حصلوا على دورتين، ويتحركون في كل محافظات. وقال: «لا نريد أن تكون هناك خدمات للمنافسة لأنها تضم عدداً قليلاً جدا من الأطفال ونحن نريد أن تشمل الرعاية عدداً كبيراً من الأطفال، وما يصرف على منتخب أولاد الشوارع يصرف على المبادرات وسبق لي أن أشرفت على مبادرات لأطفال الشوارع ولكنها تحتاج إلى تركيز مجتمعي أكثر لأن القضية متشعبة». وعن مبادرة «الوقاية من التحرش بالرياضة» يقول الدكتور عصام الهلالي: « لن نصل إلى كل الأطفال ولكن المشكلة لو أنها طبقت بالنظام الحكومي ستدخل في نظام البيروقراطية السالبة، ولو أنها دخلت في نظام الجمعيات الأهلية سنجد أنفسنا أمام مشكلة الإنفاق على المشروع، وللأسف المجتمع يتبرع للأيتام وأمور كثيرة ولكنه لا يفكر في دعم مثل هذه المبادرات لأنهم لا يدركون أن حماية الطفل أهم من الطعام والتعليم كما أنهم ينظرون إلى هذه المبادرات على أنها ليست مهمة ورفاهية لا تستحق الدعم». وفي تونس، يدفع الأطفال ضريبة إهمال المسؤولين وغياب الإستراتيجيات وعدم تنفيذ الخطط الموجودة داخل أدراج المكاتب، ويتغنى بها كل مسؤول بأنها قيد التنفيذ. هناك إجماع من الرياضيين والمسؤولين أن الأطفال في بلادهم يواجهون خطراً كبيراً، بعدما تاهوا بين وزارات الرياضة والتربية والطفولة، وتحولوا إلى أبناء غير شرعيين لكل مؤسسات الدولة، في الوقت الذي ينص قانون الدولة رقم 104 لسنة 1994، المتعلق بتنظيم وتطوير التربية البدنية والأنشطة الرياضية على حق التمتع بتعلم مادة التربية البدنية لكل تلميذ أو طالب مسجل بمؤسسة تربوية عمومية أو خاصة. وتتحمل وزارة الرياضة الجزء الأكبر من القضية، خاصة أن واقع الرياضة في تونس يتمثل في النسبة المتدنية لممارسي الرياضة أقل من 3 بالمئة مقارنة بالمعدلات العالمية كما أن نسبة الفتيات اللاتي تمارسن الرياضة المدرسية لا تتجاوز 1% إضافة إلى عدم التوازن في توزيع المنشآت الرياضية بين الجهات وافتقار بعضها إلى أبسط المرافق. وتأتي المسؤولية على وزارة التربية، في عدم الحفاظ على الأطفال في المدارس وفتح مجالات تشجيعية لهم، من أجل ممارسة الرياضة وكشفت الإحصائيات أن هناك ارتفاعاً بنسبة 30% في عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة موسماً دراسياً كاملاً حيث بلغ عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة 100 ألف تلميذ في المرحلة الأولى والثانية للتعليم الأساسي، ونسبة كبيرة منهم أصبحوا أطفال شوارع، وهنا يأتي التقصير من قبل وزارة الطفولة. وكشف التقرير الذي تم عرضه في المنتدى الوطني حول الرياضة والرياضات بين الواقع العام والسياسات الرياضية الممكنة في أفق 2030 عن أرقام مخيبة في عدد ممارسي الرياضة للجميع ونسبة حضور المرأة في الرياضة التونسية وتوزيع الممارسة الرياضية حسب الجهات والاختصاصات?.? وأفاد التقرير بأن نسبة التلاميذ المستفيدين بممارسة التربية البدنية بالتعليم الأساسي تبلغ 19.71%، ونسبة ممارسي الرياضة في كل القطاعات المدنية والمدرسية والرياضة للجميع يساوى قرابة الثلاثة آلاف أي بنسبة 3% من المجتمع وأن نسبة الفتاة التي تملك إجازة رياضية في المدارس والإعداديات والمعاهد والجامعات لا تتعدى 1%. وأوضح التقرير أن الرياضة للجميع لا تستقطب سوى 63.2 بالمئة بينما تستقطب الجمعيات النسائية 02.6 بالمائة، كما كشف التقرير أن 71818 طفلاً منخرطون بمراكز النهوض بالرياضة التي يبلغ عددها 717 منها 271 مركزاً خاصاً بالرياضة الفردية و446 بالرياضات الجماعية. يوم في حياة طفل عربي إياد: أحلم بمشاهدة «ماتش» في الملعب دبي (الاتحاد) إياد عبدالعليم، عمره 10 سنوات، طالب بالصف الرابع بمدرسة الشهيد محمد فهمي الطوخي الابتدائية بمحافظة القليوبية بجمهورية مصر العربية . هو يمثل نموذج للمعاناة اليومية الطفل المصري بين الدراسة والمناهج والدروس والواجبات و«البلاي ستيشن» حالته تتكرر مع ملايين الأطفال ، حيث يدرس في الفترة المسائية، والتي تبدأ في الحادية عشرة ظهراً، وحتى الرابعة عصراً، ويقول :«أستيقظ من النوم في الصباح وليس أمامي وقت طويل، حيث استعد للمدرسة من خلال استذكار الدروس، وأعود للبيت في الرابعة عصرا، والرياضة ليست موجودة في حياتي، حيث إن الجدول الدراسي قلص حصص الألعاب من اثنتين إلى حصة واحدة، ولا نلعب فيها بالشكل المطلوب، لأن الأعداد كبيرة، ويوجد في فصلي 40 طالبا، وبعضهم لا يجد مكاناً للجلوس فيه»?.? ويضيف:« لدي 8 حصص علمية يوميا، وهو ما يسمى نظام الفترات لأن كل حصتين فترة واحدة بمعنى أنني أدرس في 4 فترات يومياً ما عدا يوم الخميس ادرس في 3 فترات فقط، أي 6 حصص، وفي السابق كان لدينا حصتين للألعاب، والآن لا توجد غير حصة واحدة». ويكمل:«أعود إلى البيت مع نهاية اليوم، ولا يكون أمامي سوى مراجعة دروسي واللعب قليلا على الكمبيوتر قبل النوم، والوقت لا يساعدني لممارسة الرياضة، وهناك وقت مخصص لها في عطلة الأسبوع، ولا يوجد مركز شباب قريب من بيتنا أو ناد، والشارع هو المتنفس الوحيد لي، كما أن الذهاب إلى أحد الأندية يكلف أسرتي ماليا، وأفضل شراء أسطوانة كرة قدم للنجوم التي أحبها، وأقضي ساعات طويلة أمام البلاي ستيشن أو الكمبيوتر»?.? ? ونوه بأنه لديه حساب على الفيسبوك ودائما ما يقضي فترات طويلة في متابعته وعمل تعليقات على صور الأصدقاء وقد يمتد إلى الحديث معهم على «الماسنجر»، وهي متعتي الحقيقية، وربما تكون المشكلة هنا أيضاً أنني اختلف مع أشقائي كثيرا بسبب توزيع الوقت على الكمبيوتر.?. ?وعن حلمه بأن يكون بطلاً رياضياً، يضحك، ويقول:«أنا لا ألعب رياضة ولم أمارس لعبة أخرى غير كرة القدم في الشوارع، وحلم حياتي أن أحضر «ماتش كورة» في الملعب، مع الجمهور»?.? العامري فاروق: مستقبل الأمم يبدأ من الطفل والخطر من المنشطات ?دبي (الاتحاد) أكد العامري فاروق وزير الرياضة المصري السابق، أن قضية الطفل المصري تضم مجموعة من الملفات الكثيرة، وعندما نتحرك للطفل لابد أن نتحرك بكل ملفاته وليس بملف واحد، ونحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقه، خاصة أن هذا الملف ليس خاصا بوزارة الرياضة فقط بل هناك عدة وزارات مشتركة في هذا الملف الشائك، هناك العديد من الجوانب في الملف تحتاج إلى تطوير وانطلاقة من جديد، لأنه ملف أمن قومي، وهو موضع اهتمام رئيس الجمهورية، وعندما تحدد مستقبل أمة لابد أن تبدأ من الأطفال، وقبل أن نفكر في تطويره علينا أن ننظر إلى مشاكله، وكيف يعيش خاصة في المقام الأول عن الأسر وكيف يتعاملون مع الأطفال لأن ذلك يشكل شخصية الطفل، وبالتالي الملف يتشعب إلى جهات كثيرة بداية من الأسرة?.? ونوه إلى أن هناك برامج كثيرة تخص الطفل موجودة على أجندة الدولة ولكن مطلوب أن تخرج أمام الرأي العام، والجميع يعرف تفاصيلها، أما ملف الرياضة وهو الأهم والأبرز، فقد خرجت الرياضة عن كونها لعب كرة قدم، بل تحولت إلى ثقافة وعلم واستثمار والأهم ارتباط الرياضة بملف الصحة?.? وكشف وزير الرياضة المصري السابق عن قضية خطيرة في الرياضة والتي تهدد حياة أطفالنا، وهي المنشطات، وقال: خلال فترة تولي وزارة الرياضة كنت مهتما للغاية بملف المنشطات، والتي أصبحت موجودة بشكل كبير للغاية في المجتمع المصري، وخلال الفترة الماضية مرت الدولة بظروف سياسية صعبة وهو ما فتح المجال لظهور أماكن كثيرة تروج للمنشطات وتبيعها للأطفال والكبار دون وجود تراخيص لها، وبعضها يكون سليما والبعض الآخر يؤدي إلى أمراض خاصة السرطان، والفشل الكلوي?.? ونوه إلى أن هناك 13 ملفاً يخص الأطفال، ويجب أن تتحرك الوزارات في توقيت واحد وليس وزارة الرياضة فقط أو الطفولة، والتضامن والتربية والتعليم، والتليفزيون المصري يحتاج إلى برامج تخص الأطفال من كل النواحي وتحتاج أن ترسم شخصيته مشيرا إلى أن الملف ليس فئة واحدة من الأطفال لأن هناك طفلا سليما وآخر معاقا، حتى الطفل السليم هناك من يتعلم، والآخر الذي يعمل في إحدى الحرف وكيف أتعامل معه، ولانفكر من زاوية واحدة بل من كل الزوايا وعلينا أن نستعين بمن سبقونا، والبداية من الصفر باتت استراتيجيات عقيمة وليس موجودة على مستوى العالم?.? وحول أطفال الشوارع قال: الملف يخص وزارة التضامن، ولكن وزارة الرياضة الأجدر بعلاج المشكلة خاصة أن الطفل دائما يحب اللعب، والحل الوحيد من أجل جذب الأطفال من الشوارع هو اللعب، وملف أطفال الشوارع يحتاج تعاونا من الجميع سواء المؤسسات الخيرية والجمعيات المهتمة بالأطفال، ونجوم الكرة لهم دور في هذا الاتجاه، لأنهم القدوة في المجتمع. شكري الواعر: غياب الاهتمام يقتل المواهب دبي (الاتحاد) يرى شكري الواعر الحارس الدولي السابق لمنتخب تونس أن البيئة المحيطة بالأطفال في تونس ليست مهيأة لإبراز قدراتهم ومواهبهم الرياضية، والمساهمة في تفجير طاقاتهم، والسبب في ذلك يعود إلى التقصير الكبير في احتواء المواهب الصغيرة والتعامل معها، وصقلها وتطويرها، كما هو موجود في البلدان المتقدمة رياضيا?.ً? وأشار إلى أن بلدان شمال أفريقيا تزخر بالطاقات الشابة والمواهب القادرة على الإبداع والتميز مستقبلاً إلا أن غياب المتابعة العلمية والأكاديمية تجعل هذه المواهب لا تتطور بالمرة، إذ أن هنالك حلقات مفقودة في مجال التكوين والاهتمام سواء في المدرسة أو العائلة أو المحيط الرياضي ككل?.? وأكد أن الموهبة تولد ويتم اكتشافها في سن مبكرة لكن لسوء الحظ لا توجد أي متابعة لتطوير هذه الموهبة ورعايتها معنوياً وصحياً ومادياً، وهو ما يتسبب في حرمانها من التطور والبروز، والمناطق الداخلية تعج بالنجوم والمواهب الفذة، لكن الأعباء المالية وغياب الاهتمام «يقتل» هذه المواهب القادرة على تحقق نتائج باهرة. وأوضح الواعر أن عدداً كبيراً للغاية من اللاعبين الموهوبين في سن مبكرة يجدون صعوبات كبيرة للالتحاق بالأندية المتخصصة، حيث بات مقياس اختيار اللاعبين صغار السن هو الوساطة والمحسوبية، ما ينتج عنه إهمال للمواهب القادرة على النجاح ومنح الفرصة للذين لا يستحقون فعلاً التمتع بفرصة التكوين، ولهذا السبب تلجأ الأندية الكبرى لاستيراد اللاعبين وانتدابهم بمبالغ طائلة وعدم الاستفادة من لاعبيها الذين تدرجوا في كافة الفئات السنية نظراً لمحدودية مواهبهم وقدراتهم?.? وبين الواعر أنه ليس في مقدور كل الأطفال الانضمام لأكاديميات كرة القدم لسببين يتعلقان بغلاء رسوم الدخول لهذه الأكاديميات، واقتصار المراكز على المدن الكبرى في تونس?.? صابر بو عطي: 300 توصية في 400 صفحة لحل الأزمة دبي (الاتحاد) أكد معالي صابر بو عطي وزير الرياضة التونسي السابق أن القضية شائكة وكبيرة على كل المستويات في تونس في مقدمتها عدم وجود تهيئة في المدارس لممارسة الرياضة، والساعات المحددة في حصص التربية الرياضية لا تتجاوز ساعة واحدة في الأسبوع، وهذا ينطبق على تونس وعدد كبير من الدول العربية بينما المعدل الأدنى في العالم 3 ساعات، ونسبة ممارسة الرياضة في الدول العربية ما بين 5 إلى 10% وتتراجع النسبة إلى الحدود الدنيا في بلدان كثيرة، وأجرينا دراسة عن واقع الرياضة في تونس، وهي دراسة علمية وقدمنا 300 توصية لتطوير المنظومة الرياضية، داخل المدارس والمعاهد والأندية. وأضاف: «كشفت الدراسة أن نسبة ممارسة الرياضة لا تتعدى 3%، وأجرينا الدراسة على المراحل السنية الصغيرة حتى المرحلة الثانوية وجاءت الدراسة في 400 صفحة، ووضعنا استراتيجية تستمر على مدار 15 عاماً، والدارسة تهدف إلى تطوير المنظومة والوصول بنسبة الممارسة إلى 40%، وهذا ما تركته كوزير قبل أن أرحل من منصبي. ونوه إلى أن هذه الدراسة تقوم بها فرنسا، وتبنى المشروع وزير الرياضة الفرنسي جان فرنسوا لامور وهو رياضي من الطراز الأول، والأهم أن منظومتهم تسير لمدة 15 و20 عاماً، ونحتاج في الوطن العربي إلى صياغة المنظومة الرياضية على أسس استراتيجية، وليس على أساس إصلاحات في جانب معين فقط، وهو ما يشبه العملية الجراحية ولكن الآن نريد إصلاحاً في المنظومة كاملة ولسنوات طويلة، وعلى أسس علمية». وزاد: «للأسف هناك العديد من المدارس في تونس لا يوجد بها مدرس تربية بدنية، وهذا خلل كبير ويؤدي إلى عدم حصول الطفل على الممارسة، والرياضة للأطفال هو استثمار والمفروض الاستثمار في الطفل الأقل من 3 سنوات، هو استثمار مباشر في الصحة لأنه سيخفض نسبة الأعباء على الدولة من ناحية الأدوية والمستشفيات، وقمنا بعمل دراسة بالتعاون مع وزارة الصحة وجدنا أن هناك 30% مصابين بمرض ضغط الدم، و30% مصابين بمرض السكري ولكن وزارات التربية والصحة والرياضة منفصلة، وكل وزارة تعمل على حدة. وكشف عن أن الواقع المادي والبنية التحتية والمنشآت الرياضية من العقبات الرئيسية، وقال: «أجرينا تجربة في تونس من خلال إقامة مؤسسة رياضية شبابية شاملة بوجود الملعب والمسبح وصالة متعددة الألعاب، وكانت الحلول أن تضم المؤسسة الرياضية مقهى ومطاعم وتحويلها إلى مؤسسات ربحية من خلال المقاهي والمطاعم وتذكرة دخول زهيدة، وطبقنا التجربة في 7 أماكن في تونس ونجحت بشكل كبير، على أن نوجه الأموال التي كانت تصرف على مثل هذه المؤسسات في المدن إلى المناطق النائية في الدولة، وهو ما يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية. واعترف وزير الرياضة أن العقلية العربية أحد المعوقات لممارسة الرياضة، ويمتد الأمر بشكل مباشر إلى المرأة، ورغم أنها متحررة إلى حد ما عن بقية الدول العربية فإن نسبة الممارسة في تونس 1,1 تمارس الرياضة النسائية، والسبب يعود إلى عدم الاهتمام بالرياضة المدرسية، كما أن الحكومات العربية لا تعطي أهمية كبيرة للرياضة والثقافة وتتعامل مع الرياضة على أنها ترفيه فقط، في حين أن النظرة تغير في العالم، وتحولت الرياضة إلى استثمار في كل المجالات، وتمثل الرياضة في فرنسا 7.6% من العائد القومي، وفي غانا 4%، وفي البرازيل 12%، والمعدل العالمي 2.2%، ولدينا الرياضة تأخذ ولا تعطي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©