الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"ديستوربيا": غاب عنه المهم واستبدل التشويق بالضيق

"ديستوربيا": غاب عنه المهم واستبدل التشويق بالضيق
20 مايو 2007 02:27
حمد سيف الريامي: الفيلم: ديستوربيا إخراج: د·ج· كاروسو تمثيل : شيا لابوف - ساره رويمير - ديفيد مورس بعد مقتل والده المفاجئ في حادث سيارة، يكمل الابن المراهق كالي مسيرة عام كامل مع الأزمات النفسية وعدم الاهتمام بدراسته وحياته· في هذه الأثناء يُجبر كالي على ضرب أحد مدرسيه أثناء الحصة الدراسية، ويُحكم عليه بالإقامة الجبرية في المنزل وعدم الابتعاد عنه أكثر من مسافة 500 متر وذلك لمدة تزيد عن شهر مراعاةً لكونه قاصرا· يتملك الملل كالي ويبدأ ممارسة هوايات مختلفة لقتل هذا الملل· وبعد عدة هوايات يقرر كالي أن يتجسس على جيرانه خاصة بعد وقوعه في حب جارته الجديدة آشلي· وتكون عملية التلصص والتجسس على جيرانه الوسيلة المُثلى لقضاء الوقت فيبدأ بجمع كل مالديه من وسائل حديثة لعملية التجسس من منظار وكاميرات مختلفة· وفي إحدى الليالي، وأثناء تلصصه على أحد جيرانه يكتشف كالي وجود قاتل قيل عنه الكثير من خلال وسائل الإعلام، وإذ بالقاتل وبالصدفة هو جاره السيد تورنير· هنا تبدأ عملية كشف هذا القاتل من خلال البحث والتجسس عليه وعلى تحركاته وذلك بمساعدة كل من الجارة آشلي وصديق الدراسة روني· إلا أن القاتل يمارس معهم لعبة القط والفأر ويحاول أن يوقع كالي في الفخ خصوصا أن كالي مجبور على الإقامة الجبرية في منزله· ''ديستوربيا'' هي أحداث مُعادة من جديد لفيلم '' ريير ويندو'' للمخرج الكبير هيتشكوك· لكن هل ياترى استطاع مخرج المسلسلات التلفزيونية د·ج· كاروسو الذي يعد هذا أول عمل له كمخرج سينمائي أن ينسينا عمل هيتشكوك السابق أوعلى أقل تقدير ان يضفي الخوف والرعب او الإثارة حتى من خلال فيلمه ''ديستوربيا''؟ بداية قوية ولكن··· كانت آراء الكثير من النقاد والمشاهدين متشابهة واكثرها ضد هذا العمل· الإثارة هي المشكلة الحقيقية في الفيلم· في البداية كانت قوية وتوحي لنا بأننا أمام فيلم ذي طابع تشويقي كبير· فمشهد اصطدام السيارة المثير كان جميلا بالفعل، إلا أنه سرعان ما تحولت الإثارة الى ملل وباتت المشاهد شبه الكوميدية تطغى على العمل مع أنه من المفترض أن يكون الفيلم من نوعية الإثارة· وقد تخللت الفيلم مشاهد مطولة ومملة من غير اي داع، ومن هنا بدأ الفيلم يتجه اتجاهات غير دقيقة وغير موفقة! تصورنا ان المخرج ترك الإثارة الى نهاية الفيلم ليذكرنا بأننا نشاهد فيلماً مليئاً بالإثارة التي لم نشاهدها سوى في ثلاثة او أربعة مشاهد فقط··· وبالكاد شعرنا بها في نهاية الفيلم! سيناريو من غير حبكة المخرج د·ج· كاروسو عانى كثيرا من وجود سيناريو غير محبوك ولا وجود فيه لأي غموض يُذكر· والدليل على ذلك دور القاتل في الفيلم وكان من المفترض ان يكون غامضاً، فكان من السهل معرفته من أول مشهدٍ يقوم به الممثل ديفيد مورس· وهو في اعتقادي الشخصي أخفق في الاختيار رغم أنه يعد واحداً من الفنانين الذين لهم أدوار مهمة خاصة، مع الفنان الكبير توم هانكس وفي فيلمي ''إنقاذ الجندي راين'' و ''ذي جرين مايل''· ولكن دور مورس جاء ثانوياً ومن غير أي فعالية، حتى طبيعته الهادئة لم تخدم دوره كقاتل هادئ· اما بالنسبة للدور الرئيسي الذي قام به الفنان المراهق شيا لابوف فقد قدم ما عليه تقديمه في الفيلم وكان مقنعاً نوعا ما في دوره وله إدراك وحس واضح، وكون العمل يتطلب وجود مراهق لهذا الدور فكان لابوف هو الأصلح· اما ساره رويمير فقد قامت بدور الجارة وصديقة المراهق· وهي فنانة مبتدئة ولها فيلم العام الماضي· يمكن أن نرى من خلال دور سارة في اول افلامها''ذي كراتش'' انها تملك مقومات يمكن أن تبرزها مستقبلا في السينما الأميركية كممثلة، اما عن دورها في ''ديستوربيا'' فهي أجادت ما كتب لها في النص· ذهب التشويق الغريب أن الفيلم من فئة الأعمار فوق 18 سنة لكنه بعيد كل البعد عن هذا التصنيف ويمكن لمشاهد عمره اقل من 12 سنة أن يشاهده ولا يمكن ان نصنف عملاً لمجرد تسميته باسم مثير او أن إعلانه يوحي بأنه فيلم إثارة! تم تصوير معظم أو أكثر من 70 بالمئة من مشاهد الفيلم داخل المنزل، او في الحي نفسه، ويمكن أن يكون ذلك لصالح الفيلم او ضده، لكنه هنا لم يخدم العمل كثيرا لعدة أسباب وأهمها التكرار· لكن بالرغم من وجود أفلام عدة تصور فقط في مكان واحد وقد حصدت نجاحات كبيرة مثل فيلم ''تيليفون بوت'' او فيلم اعتمدت مشاهده على غرفة صغيرة ''بانيك روم ''إلا أن فيلم ''ديستوربيا'' أخذت مشاهده في التكرار وهذا الشيء الذي جلب الملل في فيلم راح عنه المهم وهو التشويق والإثارة وجاء بدله الضيق والخسارة !
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©