الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

يقولون: في الذكرى المائة لن تجد هنا سوى الغربان.. والعرب

20 مايو 2007 02:01
الاتحاد - خاص: ما بين عامي 1975 و1985 شاعت في إسرائيل هذه الدعابة السوداء: ''على مَن يغادر أخيراً أن يطفئ الأنوار في المطار''· لن يبقى أحد هناك· وفي الذكرى التاسعة والخمسين لقيام الدولة العبرية، يقول أحد أعضاء حزب ''إسرائيل بيتنا'': ''في الذكرى المائة لن تجد هنا سوى الغربان و·· العرب''· الهجرة المضادّة والقاتلة لا مجال لوقفها، لا بل أن 50 في المائة من الشبان يرغبون في حياة جديدة في أميركا واستراليا وحتى أوروبا· ''الآن نحتفل بالذكرى التاسعة والخمسين لقيام الدولة، في الذكرى المائة لن تجد هنا سوى الغربان و·· العرب''· يقول هذا أحد أعضاء حزب ''إسرائيل بيتنا'' ''اسحق شلومو''، مستغرباً تقاعس الحكومة في موضوع الهجرة المضادّة، وإلى حدّ حثّ الحاخام على إصدار فتاوى تحظر على اليهودي مغادرة إسرائيل بصورة نهائية· ''مواطن بالقوّة''·· يستغرب ذلك أستاذ العلوم السياسية ''يعقوب افرايم'' الذي يرفض مبدأ ''الإقامة الجبرية''، إذ ''لا يمكن أن نكون أسرى بين أيدي مَن نصبوا أنفسهم ورثة لملوك التوراة''، ومتسائلاً: ''ألا تعني دعوة من هذا القبيل تقويض الدولة اليهودية من الداخل''· ''افرايم'' يفضِّل ''الدولة اليهودية الكونية''، لم يعد مقتنعاً بحشر اليهود في هذا المكان المضطرب من الشرق الأوسط· لا يتقبّل فكرة ''الأرض المقدسة''، ويعتبر أن من الممكن ''إذا ما فسّرنا النصوص كبشر لا كالماعز، إقامة هيكل سليمان في نيويورك أو على متن سفينة في عرض البحر، ربما أيضا على سطح المريخ''، فكما يتحرّك الزمان، ويزول، يتحرّك المكان ويزول، معتبراً أن مأساة اليهود تكمن - ربما- في كونهم انتموا لاهوتياً إلى المكان· الساسة والأفكار البالية طريف أن يندلع جدل فلسفي، أو ايديولوجي، حول المكان، والأستاذة الجامعية ''ربيكا موردخاي'' تعتبر ذلك بمثابة دليل على ''الحيوية العميقة''، فما من شيء يمكن أن يثري مجتمعاً ما أفضل من الأفكار المفتوحة، لتشير إلى أن الدولة العبرية بحاجة ماسّة إلى ذلك لأن الساسة لا يتعاملون، عادة، إلا بالأفكار البالية، وفي رأيها أن المجتمع ينبغي أن يكون أعظم بكثير من الساسة· لم يعد هناك ''ملهم'' بين الساسة، فالفارق كبير بين الملوك والديكة، هذا الذي يسبب صراعاً بين الديكة، والنتيجة أن معدل استخدام الخيال في صناعة السياسات قد تضاءل كثيراً، وهو ما ينعكس على الأداء العام، لتتحدث عن الخيبة في نتائج الحرب ضد اللبنانيين والفلسطينيين: ''لم تعد المشكلة في النقص في الذخيرة لنستثير نخوة الولايات المتحدة، بل انه النقص في الأمل''· ''موردخاي'' تلاحظ انه في الذكرى التاسعة والخمسين استعملت تلك الكمية الهائلة من المفردات الشاحبة كما لم تستخدم من قبل، اللهجة انخفضت كثيراً· رئيس الأركان ''غابي اشكنازي'' يحاول، عبثاً، إعادة المعنويات إلى ما كانت عليه منذ أربعين عاماً، أشياء كثيرة تغيّرت: ''لا ثأر شخصياً بيني وبين ''أولمرت''، ولكن انظروا هل هو الرجل الذي نستطيع أن نصفق له''· انزعوا جنسيات العرب كل ''المخاوف'' انبعثت دفعة واحدة، لا يكتفي وزير الشؤون الاستراتيجية ''افيغدور ليبرمان'' بأن يقدم النائب العربي ''عزمي بشارة'' استقالته من الكنيست· يدعو إلى سحب جواز سفره في الحال، لأنه، مثل العرب الآخرين، لا يمكن أن يكون إسرائيلياً· إذاً، يفترض بالعرب أن يقدموا استقالاتهم من دولة إسرائيل وأن يرحلوا· هذا ما يقوله أحد معاونيه، معتبراً انه من حق أية دولة أن تنزع جنسية مجموعة ما إذا ما تبين أن ولاءها لجهة أخرى· العرب يتكاثرون و''يزدادون عروبة''، هنا المشكلة، أي أن الدولة اليهودية ستتحوّل، بعد حين، إلى دولة ثنائية القومية، هذا يعني الاضمحلال، ودون أن يبقى ذلك الاحتياطي اليهودي في العالم بعدما راحت الوكالة اليهودية تنقب عن ''بني إسرائيل'' في إثيوبيا والهند وحتى في الصين· يسخر ''عكيفا إلدار'' ويدعو إلى النظر في إمكانية إقناع الموتى بالعودة لكي يتم الحفاظ على التوازن، مستغرباً، وفي القرن الحادي والعشرين، أن تكون إسرائيل محكومة بالهاجس الكمي، فيما التطوّر الراهن لابد أن يغيّر، جذرياً، في مفهوم كما في صيغة الدولة· الهجرة المضادّة الواقع أن أرقام الهجرة المضادّة بدأت تثير القلق مع أن مسؤولي الوكالة ما برحوا يدقون ناقوس الخطر ''أنقذوا إخوانكم في إسرائيل·· بالعودة''، مع الاستغلال الأقصى لفكرة ''أولئك المجانين الذين يشحذون أسنانهم''، حتى أن اليميني المتطرّف ''بنيامين زئيفي'' يخشى (ويا للغرابة) من أن تتكرر المحرقة، مع أن الدولة العبرية تقف وراء كل تلك الترسانة، ومعها مخالبها النووية، فيما العرب مضوا بعيداً في الخيار الدبلوماسي، وبعدما تبين لهم الإيقاع الكارثي للرهان العسكري في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة· بين عامي 1975 و،1985 شاعت هذه الدعابة السوداء في إسرائيل: ''على مَن يغادر أخيراً أن يطفئ الأنوار في المطار''، كدلالة على حجم اليهود الذين يغادرون إسرائيل· الآن تستعاد الدعابة، ولكن بلهجة أكثر تجهماً· ففي نهاية العام المنصرم (2006)، بلغ عدد المهاجرين 20ألفاً فيما تجمّد عدد الوافدين عند 14 ألفاً، وهذا ما يحدث ردّة فعل هستيرية لدى وزير الاستيعاب ''زئيف بوييم'' ورئيس الوكالة اليهودية ''زئيف بيلسكي''، فيما يعتبر رئيس الوزراء ''ايهود اولمرت'' أن ذلك يشكل تهديداً استراتيجياً لوجود الدولة اليهودية· عدد سكان الدولة الآن هو 7150000 نسمة، العام الماضي شهد ولادة 124 ألفاً (بمعدل 1,8 في المائة)· الواحد وأكثر للعرب، الـ0,8 وأقل لليهود· هل يكون الحل بالاستنساخ· العرب ليسوا بحاجة إلى ذلك· وكانت ''جولدا مائير'' تقول ''إن العرب يحاربوننا بالإنجاب''، مضيفة، بصوت عال، إنها تشعر بالهلع كلما علمت بولادة طفل عربي· الحل الإبداعي الفارق كبير بين التعبيرين العبريين: ''عاليه''، أي الصعود إلى أرض الميعاد، و''ييريدا''، أي الهجرة إلى الخارج· إذاً، وكما يقول المعلق ''موتي كيرشنباوم''، لابد من حل إبداعي للمشكلة، وبعدما انتهت تلك الأيام الجميلة حيث استقبلت إسرائيل نحو مليون مهاجر من الاتحاد السوفيتي السابق اعتباراً من عام ·1990 والواقع أن ظاهرة الـ''ييريدا'' اتسعت على نحو دراماتيكي مع اندلاع الانتفاضة الثانية في سبتمبر ،2000 لاسيما بين المهاجرين السوفييت، إذ أشار الملحق الاقتصادي لصحيفة ''معاريف'' ان ما بين 2000 و3000 يغادرون الدولة العبرية سنوياً باتجاه بلدانهم الأصلية لتستقبلهم، بوجه خاص، مؤسسات في موسكو وبطرسبرج تنشر إعلانات مبوبة (حول الحاجة إلى اختصاصيين وما شابه) في الصحف الإسرائيلية الناطقة بالعبرية· الظاهرة تشمل يهود ''الصابرا''، أي الذين كانوا أساساً في فلسطين، لاسيما منذ أن تسلم ''اولمرت'' رئاسة الحكومة، ثم حرب لبنان· ففي استطلاع أجرته صحيفة ''يديعوت احرونوت'' في 22 ابريل ،2007 اتضح أن 25 في المائة من يهود ''الصابرا'' أبدوا الرغبة في الهجرة من إسرائيل· المشكلة وصلت إلى العظم، هذه السنة، الاحتفال بقيام الدولة شهد قرع الطبول أيضاً· وإن كان لهذا القرع تفسير آخر، الكثيرون فسروا ذلك على نحو آخر··· ''أورينت برس''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©