الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محمد بن راشد: لا بديل عن تجاوز الفجوة المعرفية

20 مايو 2007 00:15
البحر الميت - ''وام'': أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أمس عن إنشاء ''مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم'' والتي ستعنى بإطلاق جهود التنمية العربية الإقليمية في مبادرة تعتبر الأكبر من نوعها على مستوى المنطقة· وتهدف المؤسسة إلى تقديم الدعم للعقول والقدرات الشابة والتركيز على العطاء للبحث العلمي والتعليم والثقافة، والاستثمار في البنية الأساسية للمعرفة، والسعي لتوفير فرص متساوية لأبناء المنطقة في التقدم والحياة الكريمة، ومساعدتهم على مواكبة ركب التطور العالمي، والمشاركة بشكل ايجابي في تحديد ملامح المستقبل· جاء الكشف عن المبادرة المهمة خلال الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت في الأردن بحضور عدد كبير من قيادات العالم السياسية والاقتصادية· وقال سموه: ''يسعدني أن أعلن اليوم عن مبادرة تستهدف إعداد أهل المعرفة ومجتمع المعرفة في منطقتنا، وذلك بتقديم الدعم للعقول والقدرات الشابة والتركيز على العطاء للبحث العلمي والتعليم والاستثمار في البنية الأساسية للمعرفة، والسعي إلى توفير فرص متساوية لأبناء المنطقة في التقدم والحياة الكريمة''· وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن تخصيص وقف يبلغ 10 مليارات دولار (36,7 مليار درهم) لتمويل مشاريع المؤسسة التي ستتولى إطلاق مجموعة من المشروعات والمبادرات والبرامج المعنية بتطوير الرصيد المعرفي للمنطقة، وإيجاد أجيال جديدة من القيادات الفكرية والعلمية تتمتع بالقدرة على دفع مسيرة التطوير بأسلوب علمي ومنهجي سليم يساهم في تأكيد فرص المنطقة ضمن عالم يموج بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية· وستقوم المؤسسة بتصميم وإدارة برامج لبناء قاعدة معرفية بمستويات عالمية، وسيكون من أولوياتها إنشاء صندوق للبحث والترجمة وتنفيذ برامج لإعداد أجيال مؤهلة من القيادات في الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني· وستوفر المؤسسة بعثات للدراسات العليا في أعرق المعاهد والجامعات بدءا من العام المقبل· كما ستقدم بعثات للكتاب ومنحا للأبحاث ولإنشاء مراكز بحثية في جامعات المنطقة· ويأتي إطلاق المبادرة في إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالشأنين العربي والإقليمي ومتابعة سموه لتقارير التنمية الإنسانية التي ما تلبث أن تشير إلى تراجع واضح في مستوى الأداء العربي والتنمية المستدامة والقدرة على تحقيق نجاحات نوعية في مجالات المعرفة والاقتصاد، حيث تهدف المؤسسة إلى تقديم حلول عملية ومنهجية لهذا التراجع ببناء جسر فعال لعبور الفجوة المعرفية التي تعاني منها المنطقة اليوم· ونبه سموه إلى أهمية الدور الذي ستأخذه المؤسسة على عاتقها من أجل وضع حلول عملية وموضوعية تساهم في التغلب على التحديات التي تواجه المنطقة على المديين القريب والبعيد، وقال'' إن عبور الفجوة المعرفية ليس موضوعا قابلا للتأجيل وليس خيارا متاحا بين خيارات عديدة إنه الخيار الوحيد الذي لا بديل عنه، فالمعرفة والفاعلية ترسم ملامح عصرنا وتحدد مراكز الدول من حيث القوة والضعف والتقدم والتخلف والفاعلية والجمود والثراء والفقر والقدرة على اعتنام الفرص أو إهدارها''· وأوضح سموه أن مظلة المؤسسة ستغطي كل المبدعين والمبتكرين والمثقفين في أرجاء المنطقة· وستستهدف تحفيز وتشجيع جهود إيجاد الحلول لتحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية عن طريق تشجيع الإبداع والابتكار وبناء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتوفير منصة لصناع القرار في القطاعات كافة للتواصل والحوار وتبادل الخبرات، وتأكيد امكانية خلق فرص عمل جديدة· واستشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالمؤشرات الإحصائية التي تضمنتها تقارير التنمية الإنسانية العربية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتقارير البنك الدولي خلال السنوات الماضية والتي قدرت أن المنطقة العربية تحتاج إلى 15 مليون فرصة عمل حاليا، كما انه مطالب بتوفير حوالي 80 مليون فرصة عمل جديدة خلال العقدين القادمين، حيث ستعنى المؤسسة بالجوانب الاقتصادية أيضا من خلال تشجيع إقامة المشاريع لخلق فرص عمل وتفعيل شبكات لقيادات الأعمال العربية، علاوة على برامج إعداد القادة· وستضم المؤسسة العديد من المشروعات المهمة التي تخدم في بناء القدرة المعرفية للإنسان العربي من خلال تأسيس مكتبة ضخمة تضم أمهات الكتب في جميع مجالات المعرفة الإنسانية مع الاهتمام بالعلوم التطبيقية لدورها في دعم مقومات التنمية المنشودة، إضافة إلى تأسيس صندوق خاص لدعم عمليات الترجمة يساهم في نقل المعارف والعلوم الحديثة إلى العالم العربي· وستعمل المؤسسة على إقامة مجموعة من مراكز الأبحاث العربية وتحفيز الطاقات الإقليمية على الاهتمام بمجالات البحث والإبداع العلمي، إضافة إلى الاهتمام بالجوانب الثقافية والتراث العربي والإسلامي الثري وعرضه بأسلوب حضاري يعرف العالم بالحضارة العربية ومكنونها من الكنوز التاريخية· كما ستعمل المؤسسة على توثيق علاقات التعاون والتواصل مع كافة المؤسسات والجهات المعنية بعمليات التنمية الإنسانية سواء على مستوى الحكومات أو المنظمات الإقليمية والدولية والجمعيات الأهلية من اجل الاستفادة من الإسهامات الفكرية لتلك الجهات وتعزيز قنوات تبادل الخبرات والأفكار بما يحقق أفضل النتائج وتأكيد المردود الايجابي لكافة المبادرات التي ستتبناها المؤسسة من اجل توسيع دائرة الاستفادة على اكبر نطاق ممكن في المنطقة· وقال سموه في ختام كلمته: ''أعرف مشاعر الإحباط الناجمة عن الإخفاقات السياسية والاقتصادية في عالمنا العربي وأعرف حجم الاستهدافات التي تتعرض لها منطقتنا، لكن هذه الاستهدافات يجب ان تكون حافزا اضافيا للجد والاجتهاد والابداع والاصرار على النجاح في التنمية وفي ادارة الاولويات، ويجب ان نتحرر من الاحباط واليأس، وان نتسلح بالتفاؤل والأمل''· وأكد سموه ان عالمنا العربي زاخر بالامكانيات والفرص وليس بالنواقص والمشاكل والهزائم فقط، وتراثنا زاخر بعناصر التحفيز على العطاء والابداع والابتكار· وأضاف'' لدينا الوعي والرؤية ولدينا الإرادة ولدينا انجازات تنموية مهمة توفر متطلبات الانطلاق للمستقبل ولدينا مجتمع عربي شاب أكثر من نصفه تحت العشرين، وواجبنا أن نجعل منه رصيدا لنفسه ومجتمعه وأمته وعالمه''· ومن المقرر بدء المؤسسة أعمالها وبرامجها العلمية والمعرفية المختلفة اعتبارا من أواخر العام الجاري·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©